الفنان سليمان منصور يُتوّج بجائزة النيل للمبدعين العرب 2025 - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب يوسف الشايب:

حصل الفنان الفلسطيني القدير سليمان منصور، على جائزة النيل للمبدعين العرب للعام 2025، أمس، وفق إعلان وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد هنو، وبصفته رئيساً للمجلس الأعلى للثقافة في جمهورية مصر العربية، "تقديراً لمسيرته الفنية المتميزة، وإسهاماته البارزة في إثراء المشهد التشكيلي العربي".
وتعد الجائزة من أرفع الجوائز التي تمنحها جمهورية مصر العربية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، فقد سبق أن فاز بها الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الفخري للهيئة العربية للمسرح، والفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، والمفكر والباحث اللبناني رضوان السيد، والفنان التشكيلي السوداني محمد عمر خليل، والمعماري الأردني الفلسطيني راسم بدران، والفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي، والأديب والأكاديمي والمفكر الأردني د. خالد الكركي.
وعبّر منصور في حديث لـ"الأيام" عن فخره بالجائزة، لأهميتها من جهة، ولتوقيت منحه إياها من جهة أخرى، معتبراً أنها تشكل اعترافاً بفلسطين قضية، ووطناً، وأرضاً، وشعباً، وهوية، وتراثاً، وهي العناصر التي لطالما جسدها في لوحاته وجدارياته وأعماله ومشاريعه الفنيّة التي أنجزها على مدار العقود الماضية، ولا يزال.
وأكد منصور لـ"الأيام" أن منحه الجائزة في وقت يُباد فيه الفلسطيني، ويسعى الاحتلال لاقتلاعه من أرضه بشكل غير مسبوق، وفي وقت يتسارع فيه تهويد الأرض، وسرقة التاريخ والتراث والرموز، يأتي بمثابة تأكيد على أهمية الفن الذي كرّس نفسه لقضية شعبه كفعل مُقاوم للاحتلال وسياساته.
الفنان الذي اشتهر بأعمال شكلت أيقونات على المستوى العالمي، وباتت من رموز القضية الفلسطينية، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، لوحته الشهيرة "جمل المحامل"، شدد على أن الجائزة لفلسطين كلّها، وليست لشخصه، كما أنها تنتصر للفلسطيني في زمن خذلانه، وتجاهل مأساته المتفاقمة، معرباً عن أمله في أن تسهم الجائزة بتوسيع المعرفة بفلسطين وقضيتها، من خلال إطلاع الأجيال الشابة واليافعين، وجمهور من جغرافيات مختلفة على أعماله.
يعدّ منصور واحداً من روّاد الفن البصري الفلسطيني المُعاصر، وصانعاً أساسيّاً من بين عدد قليل من الفنّانين لحكايات بصرية خالدة، هو الذي عمل على تطوير نفسه وأدواته، وكان له حضوره المُقاوم ليس عبر اعتقاله فحسب، أو رئاسته لرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين قبل عقود، أو عبر جماعة
"التجريب والإبداع"، والاتجاه نحو الطين كرد فعل في خضم انتفاضة الحجارة على جرائم الاحتلال بالعودة إلى الأرض، بل عبر مواصلته مشوار الإبداع انتصاراً لهذه الأرض ومن وما عليها، ولقضيتها، فنياً.
وُلد منصور في بلدة بيرزيت العام 1947. عمل مدرسا للفن في دار المعلمات التابع لـ"الأونروا" برام الله، بين عامي 1975 و1982، هو الذي ساهم في تطوير الصناعات الحرفية بجامعة بيرزيت، وكان عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة التشكيليين الفلسطينيين منذ العام 1975، وتولى رئاستها بين عامي 1986 و1990، كما سبق أن عمل رساماً للكاريكاتير السياسي في صحيفة "الفجر" المقدسية الصادرة بالإنكليزية منذ العام 1981 وحتى العام 1993، وفي مجلة العودة، ما بين عامي 1986 و1992، كما شارك في تأسيس مركز الواسطي للفنون بالقدس الشرقية في العام 1994، علاوة على كونه من بين المجلس التأسيسي للأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين العام 2004.
سبق لمنصور الحصول على عديد الجوائز المهمة داخل فلسطين وخارجها، من بينها: جائزة فلسطين للفنون التشكيلية في العام 1998، تقديراً لدوره البارز في المشهد الفني الفلسطيني، والجائزة الكبرى في بينالي القاهرة في العام نفسه عن سلسلة أعمال "أنا إسماعيل"، وجائزة "اليونسكو" - الشارقة للثقافة العربية في العام 2019، لمساهماته في تسليط الضوء على الثقافتين الفلسطينية والعربية على الصعيد الدولي.
جدير بالذكر أن أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية حصل على جائزة النيل للعلوم الاجتماعية في هذه الدورة، فيما حصل عليها في مجال الآداب الشاعر والناقد أحمد إبراهيم درويش، بينما ذهبت الجائزة في مجال الفنون إلى المعماري صالح لمعي.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق