عبد الله عيسى يصدح بصوت غزة في بيت عرار! - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتبت بديعة زيدان:

 

في "بيت عرار" بمدينة إربد الأردنية، قدّم الشاعر الفلسطيني عبد الله عيسى، المقيم في العاصمة الروسية موسكو، أمسية بمشاركة عدد آخر من الشعراء العرب والأردنيين، مُواصلاً فيها حضور الصوت الفلسطيني في أمسيات الدورة التاسعة والثلاثين الشعرية لمهرجان جرش للثقافة والفنون، بالتعاون مع رابطة الأدباء الأردنيين.
وقبل أن يقرأ قصائده، لفت عيسى إلى أن "القلب يكاد يقف دقيقة صمت على ما يحدث من تجويع لأطفال غزّة، وقتل ما تبقى من حياة لنا".
وقدّم عيسى قصائد تُقرأ للمرّة الأولى، من مجموعته الشعرية قيد الطبع بعنوان "آيتُكَ اليومَ"، بدأها بقصيدة "هدنة الأشباح" التي جاء في مطلعها: "دعْنا نُقِمْ هُدنَةً أخرى، فنُدرك أن الموتَ ثالثُنا، الاثنينِ أخطأنا مِنْ أجلِنا مرّتَينِ كي أدفن القتلى، وتنجو إذاً بنفسِكَ مِنْ حماقةِ القتلِ (...) إذاً. هدنةٌ أخرى مؤقتةٌ لكي أجدَ الوقتَ فأمدحَ قتلايَ وأدخلَهُمْ جمعاً إلى باحةِ الفردوس. كُلّ إلى فردوسِهِ"، أتبعها بقصيدة "هدنة الموتى"، وجاء فيها: "لم يعدْ للحروبِ مذاقاتُ تلكَ الحروبِ العظيمةِ لا شيءَ يَحتكِرُ الوقتَ في ظلّ هذا المكانِ، ولا هدنةً كي نَلُمّ الجثامينَ مِنْ جَنَباتِ الشوارعِ، أو نتفقّدَ أسماءَنا في بطونِ المقابر (...)".
وختم عيسى بقصيدة "يا نهر خذني معك" من مجموعته الشعرية "وصايا فوزيّة الحسن" الصادر في العام 2017.
وبدأ عيسى قراءاته في الأمسية الثانية له، مساء أول من أمس، بقاعة عقل بلتاجي في مركز الحسين الثقافي بالعاصمة الأردنية عمّان، بقصيدة من قصائد مجموعته التي تصدر قريباً، وجاء فيها: "وكأنّ الجبالَ الّتي وقفتْ، سبعةً، كي تصدّ الغبارَ الّذي كانَ محضَ حطامِ منازلِ شعبٍ يجاورنا في الروايات، تسألُ مَنْ لجؤوا في الطريقِ إليها: لماذا تعجّلتُمُ الأمسَ، حيثُ تُقيم مراقدُ أعدائِكُمْ، كي يُعيدَ على نفسِهِ ضجِراً نفسَهُ؟ وتمهّلتُم الغدَ، كي تقتفوا أثرَاً تائهاً لطرائدَ تائهةٍ في المراعي، بأحصنةٍ ميّتةْ (...) نحنُ موتى الجياعِ الّذينَ نجَوا مِنْ قُبُورٍ جماعيّةٍ . قالَ لي قاتِلي: نَجّ نفسَكَ. قلتُ له: خَزِيَتْ مدنٌ خَرِبتْ بعد أنْ خانَها أهلُها. قالَ أعطيك بوّابةً، وجناحَينِ حتّى تطيرَ بعيداً، وقلتُ لهُ خذْ ظلالَكَ فوقَ الحجارةِ، خُذْ لو تشاءُ ظلالَ الحجارةِ في سِيَرِ الميّتينَ".
ورصدت نصوص الشاعر عبد الله عيسى الجرح الفلسطيني عامة، والغزّي خاصة، وهو ما انعكس جليّاً في كافة قصائده، ومن بينها "جباة القبور"، تلك التي تنتظر النشر في المجموعة المقبلة، فيما قدّم بعدها قصائد كان كتبها في العام 2013 من داخل قطاع غزة.
جدير بالذكر أنه شارك في الأمسية الأولى، الشاعر العُماني عبد الله العريمي، الذي دشّن مداخلته الشعرية بالقول: "شكراً لفلسطين أولاً، التي رغم كل هذا الموت تحفظ ما تبقى من كرامتنا الإنسانية، وتصنع لأجيال وأجيال الكثير من الرجال".
كما شارك في أمسية "بيت عرار" الشعراء الأردنيّون: سلطان الزغول، وعبد الكريم أبو الشيخ، وأحمد كناني، فيما شارك في الأمسية الثانية بعمّان الشاعر العراقي عارف الساعدي، والشعراء الأردنيون: راشد عيسى، وغازي الذيبة، وحاكم عقرباوي.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق