اختتمت، اليوم، فعاليات المؤتمر الإسكاني الخليجي الثاني، الذي استمر يومين وشهد حضوراً واسعاً من كبار مسؤولي شؤون الإسكان في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين.
وقال نائب المدير العام لشؤون العلاقات العامة والتطوير في المؤسسة العامة للرعاية السكنية، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر عمر الرويح، في تصريح صحافي، إن المؤتمر تضمن خمس جلسات نقاشية تناولت موضوعات ذات اهتمام خليجي مشترك، أبرزها المدن الذكية، التطوير العقاري، وتحقيق الاستدامة في بناء المدن الإسكانية.
الرويح: 5 جلسات ناقشت المدن الذكية والتطوير العقاري والتمويل
وأوضح الرويح أن الجلسات النقاشية شهدت مشاركة 23 متخصصاً عرضوا أحدث التطورات في مجالات التقنيات الرقمية، التصاميم الحديثة والمستدامة، أساليب التمويل، والخطط المستقبلية في قطاع الرعاية السكنية على مستوى دول المجلس، لافتاً إلى أن هذه الجلسات شكلت منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التطلعات المستقبلية في هذا المجال.
وأضاف أن جلسات اليوم الثاني ركزت على تحديات تصميم المدن وتطوراتها، وأهمية تعزيز الاستدامة في القسائم السكنية، تطوير البنية التحتية، تعزيز التحول الرقمي، وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في عمليات التخصيص والتوزيع، بما يسهم في رفع كفاءة الخدمات وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين.
وعلى هامش المؤتمر، استضافت المؤسسة اجتماع هيئة جائزة مجلس التعاون الخليجي في مجال الإسكان بدورتها السابعة، برئاسة نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتصميم بالمؤسسة المعماري ناصر خريبط، وبمشاركة ممثلين عن مختلف دول المجلس، حيث مثلت الكويت في الاجتماع المهندسة عبير السلمي رئيسة قسم متابعة المشاريع.
وأكد خريبط، في تصريح صحافي، أن الاجتماع يمثل خطوة تحضيرية مهمة لاجتماع وزراء الإسكان في دول مجلس التعاون، المقرر عقده في مملكة البحرين عام 2026، مبيناً أن الهيئة ناقشت المقترحات المقدمة من الوزارات والجهات المتخصصة، ووضعت آليات ومعايير دقيقة لتقييم المشروعات المشاركة، بما يضمن الشفافية وإبراز أفضل التجارب الإسكانية في المنطقة.
وكشف أن عنوان الجائزة لهذا العام سيكون «مشروع إسكاني متكامل الخدمات»، موضحاً أن المحاور الرئيسة للجائزة تتمثل في: الموقع الأنسب، المرافق المتكاملة، المجتمعات المترابطة، أماكن للحياة، المشاركة الثقافية، والأنظمة الذكية، وهي عناصر تجسد رؤية شاملة لقطاع الإسكان الخليجي وتواكب التوجهات العالمية في مجالات التخطيط العمراني والمدن الذكية.
واختتم خريبط تصريحه بالتأكيد أن استضافة الكويت للاجتماع تعكس دورها الريادي في دعم العمل الخليجي المشترك في مجال الإسكان، وحرصها على تبادل الخبرات وتعميم الممارسات الناجحة، بما يسهم في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى الخدمات الإسكانية المقدمة للمواطنين.
خريبط: الكويت تستضيف اجتماع هيئة جائزة مجلس التعاون للإسكان بدورتها السابعة
جلسة نقاشية
وعقدت المؤسسة العامة للرعاية السكنية، اليوم، جلسة نقاشية حول التقنيات الرقمية وتأثيرها على تطوير العقار في المنطقة، ضمن فعاليات المؤتمر الإسكاني الخليجي الثاني (إسكان مستدام).
وأجمع المتحدثون، خلال الجلسة، على أن التحول الرقمي أصبح ضرورياً لقطاع العقار الخليجي بما يتيحه من شفافية وتقليص في التكاليف وتسهيل للإجراءات أمام المواطنين والمستثمرين، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تتطلب تكامل البيانات وتوحيد التشريعات ومعالجة قضايا الأمن السيبراني لضمان استدامة هذا التحول.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة «نيزك» لتطوير البرمجيات في الكويت عبدالعزيز الضبيب، خلال الجلسة، إن التكنولوجيا أصبحت أداة لحل كثير من التحديات في سوق العقار، مشيرا إلى أن القرار الاستثماري السليم يحتاج إلى بيانات دقيقة وتمويل واضح.
وأضاف الضبيب أن التحديات لا تقتصر على البنية التقنية، بل تشمل تغيير فكر الأفراد، مؤكداً أهمية تعزيز الشفافية وتوحيد التشريعات العقارية وقواعد البيانات على مستوى دول الخليج.
80 خدمة رقمية
من جانبه، لفت مدير إدارة تقنية المعلومات بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عمان سعود الشعيبي، خلال الجلسة، إلى نجاح تجربة وزارته في التحول الرقمي، إذ تمكنت منصة الوزارة من توفير 80 خدمة رقمية، وحظيت بإقبال متزايد من المواطنين العمانيين.
وأوضح الشعيبي أن المنصة أنجزت أكثر من 500 ألف معاملة خلال ثلاثة أشهر، إذ إن التقنية سهلت عمليات البيع والشراء والتثمين العقاري وفق معايير دقيقة معتمدة من الوزارة.
منصات رقمية
من جهته، قال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة «سكن» الكويتية عبدالله الصالح، إن تكامل البيانات بين الجهات الحكومية يعد عاملاً حاسماً في تطوير المنصات الرقمية وتحليل السوق العقاري بدقة.
وأوضح الصالح أن التحديات تشمل تباين التشريعات وتعدد الجهات المعنية بقطاع العقار، مؤكداً أن معظم دول الخليج قطعت شوطاً كبيراً في تنظيم السوق من خلال ترخيص الوسطاء العقاريين وتوثيق الإعلانات، وهو ما يعزز مصداقية التعاملات ويحد من العشوائية.
0 تعليق