هرم مصر - أكد الإعلامي شريف عامر أن المنطقة تمر بمرحلة غير مسبوقة من التصعيد السياسي والأمني، مشيرًا إلى أن ما جرى خلال الساعات الماضية، عقب قصف العاصمة القطرية الدوحة، يمثل نقطة تحول في مسار العلاقات العربية والإقليمية.

وأوضح عامر، خلال تقديمه برنامج "يحدث في مصر" عبر قناة MBC مصر، أن هذا الحدث ليس مجرد تصعيد عابر، بل يُعد "سابقة خطيرة"، تكشف عن تغير جذري في طبيعة الصراع وحدود استهداف الدول العربية.

لغة خليجية أكثر حدة وتحول في الخطاب السياسي
لفت شريف عامر إلى أن المفردات السياسية المستخدمة من قِبل قادة الخليج خلال الساعات الأخيرة حملت نبرة غضب ورفض صريح لأي شكل من أشكال الصمت أو التواطؤ.
وقال: "نحن نشهد تحولًا في لهجة دول الخليج، التي أصبحت أكثر حدةً ووضوحًا في مواجهة إسرائيل، وهذا في حد ذاته مؤشر على تغير قواعد اللعبة الإقليمية".

صفحة جديدة في العلاقات العربية.. ورسائل متبادلة
أوضح عامر أن ما حدث خلال الـ48 ساعة الماضية يمثل بالفعل "صفحة جديدة ومختلفة" في تاريخ العلاقات العربية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء القطري التي وصف فيها القصف بـ"الغدر والخيانة"، وكذلك حديث نتنياهو عن تغيير الخريطة واستهداف الخليج، تشير إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر اضطرابًا وتهديدًا.
وأضاف: "هذه الرسائل السياسية المتبادلة لا تترك مجالًا للتهدئة المؤقتة، بل تفرض ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة المرتقبة في الدوحة".

القمة العربية الإسلامية... اختبار لوحدة الموقف العربي
شدد شريف عامر على أن القمة المرتقبة في الدوحة لن تكون مجرد اجتماع بروتوكولي أو بيان ختامي تقليدي، بل هي اختبار حقيقي لمدى تماسك الموقف العربي والإسلامي في ظل هذا التصعيد الخطير.
وتابع: "القرارات التي ستُتخذ في هذه القمة ستكون حاسمة في رسم مستقبل العلاقة مع إسرائيل، كما ستعكس مدى استعداد الدول العربية للانتقال من مواقف رمادية إلى خطوات عملية في الدفاع عن أمنها القومي".

ارتباك أمريكي وغضب داخلي من إسرائيل
أشار عامر إلى أن الولايات المتحدة بدت في موقف مرتبك على غير العادة، إذ تحاول إدارة بايدن الإمساك بالعصا من المنتصف، رغم أن اجتماع مجلس الأمن المنعقد حاليًا قد يشهد محاولة أمريكية لعرقلة أي إدانة صريحة لإسرائيل.
وأضاف أن هذا الموقف لم يمر دون رد فعل داخلي، مشيرًا إلى أن هناك غضبًا واضحًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حتى من شخصيات بارزة مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لم يُخفِ انتقاده لتصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

الخليج يرفض الميوعة السياسية والمواقف الرمادية
اختتم شريف عامر حديثه بالتأكيد على أن الموقف العربي، والخليجي على وجه الخصوص، بات أكثر وضوحًا وقوة من أي وقت مضى.
وقال: "لم تعد هناك مساحة للمواقف الرمادية أو السياسات المائعة. المشهد الآن يتطلب موقفًا حاسمًا ومترابطًا يعيد الاعتبار للأمن القومي العربي، ويضع حدًا للمخاطر المتصاعدة في المنطقة"
المشهد في الشرق الأوسط لم يعد يحتمل التأجيل أو الصمت. التصعيد الإسرائيلي تجاه قطر، وردود الأفعال الخليجية الغاضبة، والارتباك الأمريكي، كلها عناصر ترسم ملامح مرحلة جديدة من التوتر والصراع، وتدفع نحو تحولات جذرية في العلاقات الإقليمية ومواقف القوى الكبرى من قضايا المنطقة.