الألماس... حجر يتألّق تحت ضغط الاقتصاد والتكنولوجيا - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الألماس... حجر يتألّق تحت ضغط الاقتصاد والتكنولوجيا - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 02:26 صباحاً

هرم مصر - من ينظر إلى الألماس لا يتخيّل الضغط الهائل الذي يتعرّض له في أعماق الأرض قبل أن يظهر متلألئاً وصلباً، فهو من أقسى المواد على سطح الكرة الأرضية. اسم diamond مشتق من الكلمة اليونانية "أداماس" أي الصلابة، وكان الإغريق يربطون كلمة "ماس" بالأمان، فيما تقول الأساطير إنه حجر قادر على قهر الأعداء.

لكن بعيداً عن الأساطير، تشهد صناعة الألماس اليوم مرحلة تحوّل عميقة، بحيث تتداخل العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والتقنية لتعيد تشكيل السوق العالمية.

هذا التحوّل يظهر بوضوح في الأرقام، إذ يوضح الخبير الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة الدكتور خالد رمضان أنّ صناعة الألماس شهدت انخفاضاً كبيراً في الأسعار؛ فقد تراجع الألماس الطبيعي نحو 26% منذ 2022، بينما انخفض الألماس المصنّع حتى 74% منذ 2020. ومع ذلك، يُتوقع أن يشكّل الألماس المصنّع 20% من المبيعات العالمية بحلول 2025، مع نمو سنوي يفوق بكثير نمو الألماس الطبيعي، مع قيمة سوقية تُقدّر بنحو 29.73 مليار دولار.

وإذا نظرنا إلى المشهد الأوسع، فإن إجمالي سوق الألماس العالمية يُتوقع أن يصل إلى 110.1 مليارات دولار في 2025، منها 68.26 ملياراً للألماس الطبيعي، و41.84 ملياراً للألماس المصنع، ما يعكس توسّعاً واضحاً لحصة الألماس المصنّع.

لكنّ الأرقام لا تكفي لفهم الصورة، إذ يبرز دور المستهلكين الشباب في توجيه البوصلة. فجيل Z يُفضّل الألماس المصنّع لما يوفره من تكلفة أقلّ بنسبة 30–40%، إضافة إلى قيم بيئية وأخلاقية. وتشير التقارير إلى أن نحو 80% من هذا الجيل يميلون إلى الخيارات المستدامة والقابلة للتتبّع. أما جيل ألفا، وعلى الرغم من صغر سنه، فيُتوقَّع أن يتبنّى الاتجاه نفسه مستقبلًا مع ازدياد الوعي البيئي والبحث عن بدائل اقتصادية.

وتؤكد شهادات الشباب هذا التوجه. تقول روان ن. لـ"النهار"، وهي من جيل Z: "حالياً لا أحب شراء الألماس، لكني أحب الذهب بالتأكيد، مثل الأساور وما شابه ذلك... لكن الحقيقة أنني لن أشتري الألماس الآن بل أتوقع زوجي أن يفعل ذلك في المستقبل ". في المقابل، تعكس ياسمينا من جيل ألفا الجانب الآخر، إذ تقول إنها تحب الألماس، خصوصاً بلمعانه الذي يخطف الأنظار، لكنها أيضاً تبحث عن الخيارات العملية والأنيقة التي تناسبها.

وإذا كان الشباب يحدّدون الطلب، فإن للمشاهير قوة دفع لا يُستهان بها. فظهور المغنية تايلور سويفت بخاتم خطوبة ضخم من الألماس دفع الجميع إلى البحث عنه على الإنترنت، كأنهم في سباق للحصول على "خاتم تايلور"! ووفق Financial Times، ارتفعت مبيعات الألماس الخام وأسهم شركة Brilliant Earth بعد ذلك مباشرة. حتى من لم يكن يفكّر في شراء الألماس بدأ يحلم بحجر صغير يلمع مثل الذي في إصبع سويفت.

خاتم تايلور سويفت

هذا المثال يوضح كيف يمكن للمشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن يغيّروا قواعد اللعبة، وأن يزيدوا من شعبية الألماس الطبيعي، رغم تزايد الطلب على الألماس المصنّع والمخبريّ.

وفي موازاة ذلك، تدخل التكنولوجيا كعامل ثالث يغيّر قواعد اللعبة. فهي تُحدث ثورة حقيقية في الصناعة: من تطوير الألماس المصنّع العالي الجودة، إلى تحسين عمليات القطع والصقل، واستخدام تقنيات الواقع المعزز لتجربة الألماس افتراضياً قبل الشراء.

وبين ضغط الاقتصاد، وتوجّهات الأجيال، وتأثير المشاهير، وقوة التكنولوجيا، يبدو أن الألماس لم يعد مجرد حجر يتلألأ على الأصابع، بل صار مرآة تعكس تحوّلات كبرى في المجتمع. فسواء أكان طبيعياً أم مصنّعاً، يبقى الألماس حاضراً في قلوب الناس... والفرق فقط في كيف يختارون، ولماذا؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق