نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الألماس الصناعي يحدث ثورة في صناعة المجوهرات: هل ولّى زمن الألماس الطبيعي؟ - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 02:26 صباحاً
هرم مصر - تشهد صناعة المجوهرات تحولاً جذرياً مع الصعود المتسارع للألماس المصنَّع مخبرياً، الذي لم يعد يُنظر إليه كبديل ثانوي للألماس الطبيعي، بل كخيار أساسي يقود نمو السوق. فبحلول عام 2024، شكّل الألماس المصنَّع نحو 45% من مبيعات خواتم الخطوبة في الولايات المتحدة، ليصل اليوم إلى قرابة 42.1% من إجمال مبيعات المجوهرات الماسية وقرابة 47.7% من مبيعات خواتم الخطوبة. هذه الأرقام تكشف عن ثورة استهلاكية، إذ أعاد المستهلكون – ولا سيما منهم الأجيال الشابة – تعريف معنى الفخامة والرمزية.
الأجيال الشابة في طليعة التحول
القوة المحركة وراء هذا التغيير تعود بالدرجة الأولى إلى جيل الألفية وجيل زد. فالأول يظهر انقساماً شبه متساوٍ في تفضيلاته بين الألماس الطبيعي والمصنَّع، بينما يتجه ثلثا جيل زد إلى الماس المصنَّع، وهو مؤشر إلى تحول عميق في القيم الاستهلاكية. هذا الميل يعكس وعياً متزايداً بقضايا الاستدامة، وارتباطاً أوثق بالتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن الحساسية حيال الأسعار. بالنسبة إلى الشباب، لا يقل الألماس المصنَّع قيمة عاطفية عن الطبيعي، لكنه أكثر انسجاماً مع رؤيتهم للعالم المستدام والمتاح للجميع.
الفارق السعري: معادلة اقتصادية جديدة
لا يمكن تجاهل دور السعر في تعجيل هذا التحول. ففي عام 2025، بلغ متوسط سعر قيراط الألماس المصنَّع أقل من 1,000 دولار، في مقابل حوالى 4,200 دولار للقيراط من الألماس الطبيعي. هذا الفارق الضخم أتاح للمستهلكين شراء قطع أكبر وأعلى جودة بالموازنة نفسها، ما عزز جاذبية الألماس المصنَّع كخيار فاخر وعملي في الوقت ذاته. النتيجة أن الفخامة لم تعد حكراً على قلة، بل أصبحت متاحة لشريحة أوسع من المستهلكين.

حجر ألماس (وكالات)
مستقبل الصناعة: مساران متوازيان
تتجه سوق الألماس العالمية نحو انقسام واضح بين مسارين متمايزين.
الألماس المصنَّع يسير نحو أن يصبح سلعة معيارية قابلة للتداول مثل الذهب، بخاصة إذا تضاءلت الفوارق بين العلامات التجارية. ومع تطور التكنولوجيا، قد يتحول إلى رفاهية يومية متاحة للجميع، بما في ذلك الألوان المبتكرة والقطع المصممة بحسب الطلب.
أما الأماس الطبيعي فيعاد تسويقه كرمز للندرة والقيمة التاريخية، موجهاً إلى شريحة محدودة تبحث عن الحصرية والاستثمار الرمزي. وهنا تكثف شركات التعدين جهودها لإبراز الندرة وتبرير الفوارق السعرية.
بين اقتصاد الندرة واقتصاد الوفرة
جوهر هذا التحول لا يقتصر على الجوانب التسويقية أو السعرية فحسب، بل يعكس صراعاً اقتصادياً أعمق بين ندرة لا يمكن استبدالها ووفرة قابلة للتكرار. فالألماس الطبيعي يشبه الذهب في قيمته المستمدة من الندرة، وما يحمله من دلالات عاطفية وتاريخية واستمرارية. في المقابل، يجسد الألماس المصنَّع عصر الوفرة، بحيث يمكن إنتاج الجمال وإعادة تشكيله بلا حدود، تماماً كما تفعل التكنولوجيا في القطاعات الأخرى.
هذا الانقسام في صناعة المجوهرات يعكس صورة أوسع نراها في الاقتصاد العالمي: العملات الرقمية التي تنافس الذهب، أو المنتجات الرقمية التي تعيد تعريف القيمة. وبين ما لا يمكن استبداله، وما يمكن إنتاجه بلا نهاية، يصبح الألماس رمزاً لعالم يعيد ابتكار معنى الفخامة والقيمة في آن واحد.
**فرح مراد، محللة للأسواق في مجموعة IG
0 تعليق