على رغم خسائرها الفادحة... لماذا ترفض "حماس" الاستسلام؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
على رغم خسائرها الفادحة... لماذا ترفض "حماس" الاستسلام؟ - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 01:57 مساءً

هرم مصر - على رغم الخسائر الهائلة التي لحقت بها، ترفض حركة "حماس" الاستسلام سعياً لتحقيق اتفاق يضمن بقاءها في غزة. في خضم دمار شامل وأزمة إنسانية غير مسبوقة، تراهن الحركة الفلسطينية على صمودها السياسي والعسكري لمواجهة الشروط الإسرائيلية القاسية من أجل إنهاء الحرب.

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أفاد الأحد بأنّ الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي إذا أطلقت "حماس" الرهائن وتخلت عن سلاحها.

كذلك تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدمير "حماس" بالقوة أو تفكيكها من خلال المفاوضات.

 

أما "حماس" فأصدرت السبت بياناً جددت فيه تمسكها بالموافقة المعلنة مع الفصائل الفلسطينية على اقتراح الوسطاء لوقف النار في غزة بتاريخ 18 آب/أغسطس الماضي، مع انسحاب للجيش الإسرائيلي من القطاع. وقالت: "نؤكد انفتاحنا على أي أفكار أو اقتراحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً شاملاً للاحتلال من القطاع، وتحقق دخولاً غير مشروط للمساعدات وتبادل أسرى حقيقياً من خلال تفاوض جاد عبر الوسطاء".

وقد وافقت "حماس" في السابق على وقف النار الموقت مع إسرائيل، جزئياً لتوفير الإغاثة لسكان غزة. لكنها رفضت بشدة إنهاء الحرب وفقاً للشروط التي حددتها إسرائيل، التي طالبت الجماعة بنزع سلاحها وإرسال قادتها إلى المنفى، وأبدت استعدادها لتحمل المعاناة المستمرة للمدنيين سعياً وراء الاتفاق الذي تريده.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الحركة تعتقد أن بإمكانها الصمود من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن بقاءها على رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها في غزة. فإسرائيل قد قتلت الآلاف من مقاتليها وقضت على معظم قياداتها العسكرية العليا، ودمرت معظم ترسانة أسلحتها وشبكة أنفاقها تحت الأرض.

ومع ذلك، رفضت "حماس" الاستسلام، فهي تريد تأمين مستقبلها في غزة، لكن عدم رغبتها في الاستسلام لإسرائيل ونزع سلاحها متجذر أيضاً في أيديولوجيتها. لقد أقر  قادة الحركة أن الهجوم المضاد الإسرائيلي الذي تلى 7 أكتوبر تسبب بدمار هائل، معتبرين أن هذا هو "الثمن" الذي يجب أن يدفعه الفلسطينيون من أجل حريتهم النهائية.

 

صبية غزية على أنقاض الأبراج المدمرة في غزة، 6 سبتمبر 2025 (أ ف ب)

 

وفي مقابلات، قال عدد من قادة "حماس" إن حسابات الجماعة لم تكن تتعلق بهزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، بقدر ما كانت تتعلق بإقحام الحكومة في صراع مستعص يعزلها ديبلوماسياً ويقوض دعمها الدولي. في النهاية، يقولون، ستضطر إسرائيل إلى إدراك أن سياساتها حيال الفلسطينيين غير مستدامة.

وقال عز الدين الحداد، زعيم الجناح العسكري لـ"حماس" أخيراً إنه إذا لم يتمكن من الحصول على ما وصفه بأنه "اتفاق شريف" لإنهاء الحرب مع إسرائيل، فإن الصراع سيتحول إلى حرب تحرير أو ستواجه الجماعة "الاستشهاد". وما تعتبره "حماس" "اتفاقاً مشرفاً" هو اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب ويمكّن الجماعة من الاستمرار في ممارسة السلطة في غزة.

ويقول الخبير والباحث الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد لـ"النهار": "حركة حماس تمتلك القدرة على الاستمرار والصمود لأنها انتقلت الى حرب العصابات التي تكلف إسرائيل كثيراً وتراهن على تصدع إسرائيلي"، مشيراً إلى أن "الخسارة التي دفعتها حركة حماس لن تدفع أكثر منها مستقبلاً في ظل التحول في الرأي العام الدولي ضد إسرائيل".

 

ويضيف لـ"النهار": "أما في ما خص قبول إسرائيل وقف الحرب من دون تفكيك الحركة، فهذا الهدف أكبر من قدرات إسرائيل، ولو استطاعت إسرائيل لقضت عليها من سنوات".

 

عناصر من حركة

عناصر من حركة

يواجه سكان غزة حقيقة أن الحرب قد تمتد إلى عامها الثالث. فالمواقف التي تبدو متعارضة بين "حماس" وإسرائيل حول كيفية إنهاء الحرب، تشير إلى أن القتال سيستمر حتى يضطر أحد الطرفين إلى التنازل. وتعتقد "حماس" أن إسرائيل ستقبل في النهاية اتفاقاً لا يتطلب من الجماعة التنازل، حسبما نقلت "نيويورك تايمز" عن محللين سياسيين فلسطينيين.

ويقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور مراد حرفوش لـ"النهار": " منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تلقت حماس الكثير من الضربات، سواء في ما يتعلق بالاغتيالات لقادتها العسكريين والسياسيين، إضافة لإضعاف بنيتها العسكرية"، ويضيف: "يبدو أن الحركة أعادت صوغ تكتيكاتها في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية بتحويل المواجهة إلى حرب عصابات وحرب استنزاف، بما يتوافر لديها من إمكانية عسكرية بسيطة تعتمد على قدرتها على التكيف مع طريقة المواجهة مع الجيش الإسرائيلي وطبيعة الجغرافيا في قطاع غزة، ومحاولة تعزيز قدراتها العسكرية من خلال جر الجيش الإسرائيلي إلى حرب عصابات وحرب شوارع ومخيمات".

ويقول إن لدى "حماس" بنية تنظيمية وعسكرية قادرة على ملء الفراغ عندما يُقتل قائد ميداني أو قائد عسكري أو قائد سياسي، مشيراً إلى أن "هذا مكّنها من تحمّل الضربات وتعبئة الفراغ في صفوفها، سواء على صعيد قيادي أو على صعيد جنود ومقاتلين".

 ويضيف: "كما أن الحركة تتمتع بحاضنة شعبية في غزة، لديها شعبية كبيرة تؤيد نهجها، فالشعب الفلسطيني يستدرك أن المستهدف ليس حركة حماس بل المشروع الوطني الفلسطيني"، لافتاً إلى أن لهذه الأسباب "ما زالت الحركة متماسكة وما زالت قادرة على المواجهة بالإمكانات البسيطة وتعزيز قدراتها القتالية من خلال استخدام وسائل قتالية نجحت فيها وأضعفت قدرات إسرائيل على القضاء عليها بالكامل". 

وفي هذا الصدد، يقول حرفوش لـ"النهار" إن "جميع المؤشرات لا تزال تدل على أن اسرائيل مصممة على عدم إنهاء الحرب في قطاع غزة من دون تفكيك حركة حماس ونزع سلاحها... وتستمد هذا الموقف من ضعف المعارضة الإسرائيلية وعجز الشارع الإسرائيلي عن ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو، بالإضافة إلى تماسك الائتلاف الحكومي الذي لا يزال يدعم نتنياهو ويمنحه القدرة على مواصلة الحرب".

المدنيون في غزة والرهائن الإسرائيليون دفعوا الثمن الأغلى لاستمرار الحرب. أسفرت الحملة العسكرية الشرسة التي شنتها إسرائيل عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير المدن، وكفاح الناس يومياً في العثور على ما يكفيهم من الغذاء والماء والكهرباء. كما أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن الجيش يتزايد خوفه من إصابة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين عن طريق الخطأ خلال الهجوم على مدينة غزة. ويبقى مستقبل الحرب معلقاً بين تصعيدٍ عسكري مستمر، وتعنت متبادل، ومبادرات وسطاء قد تُبقي الأمل في اتفاق ممكناً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق