لماذا طلب خامنئي من حكومته توفير السلع الأساسية للظروف الطارئة؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا طلب خامنئي من حكومته توفير السلع الأساسية للظروف الطارئة؟ - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 08:49 مساءً

هرم مصر - كل عام، يلتقي الرئيس الإيراني وأعضاء حكومته في الأسبوع الأخير من شهر   تشرين الأول/ أكتوبر مع آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وهذه المرة الأولى منذ 36 عاماً التي يُعقد فيها الاجتماع في الأسبوع الثاني من شهر أيلول/سبتمبر. والسبب في ذلك هو الاعتبارات الأمنية المتعلقة بحماية القيادة في الفترة التالية لحرب الـ12 يوماً مع إسرائيل. والأهم من توقيت الاجتماع هو بعض العناوين التي وردت في كلمة المرشد، والتي يمكن من خلالها التنبؤ بخطوط السياسة في الجمهورية الإسلامية خلال الأشهر المقبلة.

 

تخزين السلع الأساسية 
أحد أهم المحاور في كلمة خامنئي هو التأكيد على تخزين السلع الأساسية اللازمة للشعب مع مراعاة الظروف الخطرة المقبلة. لم يتحدث  خامنئي بشكل مباشر عن احتمال اندلاع حرب جديدة أو تشديد العقوبات في أعقاب تفعيل آلية الزناد، لكنه كان واضحاً تماماً أن قصده من الظروف الخطرة هو هذان التهديدان اللذان يواجهان إيران. بمعنى آخر، من وجهة نظر أعلى سلطة قرار في الجمهورية الإسلامية، هناك احتمال لحرب جديدة وتشديد عقوبات الأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة، وعلى الحكومة الإيرانية الاستعداد لهذه الظروف، وخصوصاً أنه طلب من الحكومة تنفيذ أعمالها وبرامجها دون الاعتماد أو الالتفات إلى الموارد والتطورات الخارجية.

ويشير  خامنئي هنا إلى أولئك الذين يعتقدون أن إيران لا تستطيع تنفيذ برامج التنمية أو تحقيق النمو الاقتصادي دون تحسين العلاقات مع أميركا وإلغاء العقوبات بالكامل وجذب الاستثمارات الأجنبية. ويعتقد هؤلاء أن المشكلات مثل نقص الكهرباء في الصيف والغاز في الشتاء ستستمر في السنوات المقبلة مع الاتجاه الحالي، وأن هذه النواقص ستؤدي إلى استياء شعبي وستلحق أضراراً جسيمة بعجلة الإنتاج والصناعة في إيران.

 

إيرانية في أحد شوارع طهران. أف ب

 

رفض حالة "لا حرب ولا سلام"
كان آخر ما جذب انتباه وسائل الإعلام والمحللين في كلمات المرشد  هو حديثه عن حالة "لا حرب ولا سلام" بأنها إيحاء من العدو، وحالة مفروضة وغير مناسبة ومضرة لإيران، وطلب من الحكومة عدم تأجيل أعمالها بسبب هذه الحالة، وإنما العمل بجهد مضاعف لتلبية احتياجات الشعب الأساسية، خاصة توفير السلع الأساسية بثبات وتوفير الطاقة اللازمة للوحدات الإنتاجية. ويرى بعض المنتقدين أن هذا الكلام يناقض مواقف خامنئي السابقة، حيث كان يقول إنه لن يتفاوض مع أميركا ولن يسمح ببدء حرب، لكن خلافاً لتوقعاته، اندلعت حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل ضد إيران في وقت كانت إيران تجري مفاوضات مع واشنطن.

أشار المرشد أيضاً إلى إسرائيل بأنها أكثر الأنظمة كرهاً في العالم، والتي ترتكب جرائم بدعم أميركي، لكنه تجنب الهجوم المباشر على حكومة أميركا والرئيس دونالد ترامب، بل وفي كلام نادر، وصف أميركا بأنها قوة كبيرة. وتشير هذه اللهجة إلى أنه لا يريد إغلاق باب المفاوضات مع واشنطن في الظروف الحالية.  

 

تحذير من الإفصاح عن الضعف
كذلك، وجه المرشد تحذيراً ضمنياً للرئيس والوزراء والمسؤولين الإيرانيين من أن يكونوا في المنابر العامة رواة لضعف إيران، داعياً إياهم إلى التحدث عن نقاط القوة والقدرة الإيرانية. يشير القائد هنا إلى كلمات بزشكيان الشهر الماضي، إذ تحدث عن عجز الميزانية وعدم التوازن في الطاقة ونقص المياه والكهرباء، واعتبر التغيير في بعض السياسات الوطنية ضرورياً. 
لم يخاطب المرشد المسؤولين الرسميين فحسب، بل حض الصحافيين والكتّاب الإيرانيين أيضاً على السير بتلك التوجهات.  

 
الاستنتاج 
في المجمل، يمكن الاستنتاج من كلمات خامنئي أنه لا ينوي التراجع أمام مطالب أميركا وإسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق مع الغرب، وأن التغييرات الأساسية في السياسات الداخلية والخارجية الإيرانية ليست مدرجة في جدول أعمال النظام السياسي. ورهانه الرئيسي هو أن  يتمكن البلد من تجاوز الوضع شبه الطارئ الحالي بطريقة لا تثير استياء الشعب وتؤدي إلى احتجاجات داخلية بذرائع اقتصادية ومعيشية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق