بعد أيام على إعلان الإدارة العامة لخفر السواحل ابتعاث أول 3 عناصر نسائية من الإدارة للالتحاق بالكلية البحرية الملكية البريطانية في «دارتموث» بالمملكة المتحدة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها للمرأة الكويتية في مجال التدريب العسكري الأولي بالمملكة المتحدة، قال الملحق الدفاعي البريطاني لدى البلاد، الكابتن نيل ماريوت، في لقاء خاص مع «الجريدة»، إن «برنامج تدريب الضابطات الكويتيات في الكلية البحرية الملكية يُمثل لحظة فخر لكل من الكويت والمملكة المتحدة»، لافتاً إلى أن «اختيار الضابطات يمثل علامة فارقة في مسيرة التعاون العسكري بين البلدين، ويعكس التزام الكويت بتمكين المرأة في الأدوار الأمنية والعسكرية، إضافة إلى حرص المملكة المتحدة على توفير تدريب عالمي المستوى يُعِد هؤلاء الضابطات للقيادة المستقبلية في إدارة خفر السواحل الكويتية». وإذ أشار ماريوت إلى أن هذا البرنامج لا يقتصر على تطوير المهارات الفردية فحسب، بل يُبرز قوة الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والمملكة المتحدة، ويعكس التزام البلدين المشترك بالأمن والاستقرار وبناء القدرات البشرية، أكد أن هؤلاء الضابطات سيُصبحن مصدر إلهام للأجيال القادمة من النساء الكويتيات. وفيما يلي نص اللقاء.
تتمتع المملكة المتحدة والكويت بتاريخٍ طويل من التعاون البحري، ويُعد التدريب جزءاً أساسياً من هذه العلاقة. لقد دعمت البحرية الملكية تطوير القطاع البحري الكويتي لعقود، ويُعكس إشراك الضباط الكويتيين في الكلية البحرية الملكية البريطانية (BRNC) الثقة والشراكة بين بلدينا، كما يعزز القدرة على العمل المشترك، ويُبني علاقات مهنية مستدامة.
معايير الاختيار
• ما المعايير التي تستخدمها الكلية البحرية الملكية عند اختيار المتدربين الدوليين؟ وما الذي برز بشأن الضابطات الكويتيات المختارات لهذا البرنامج؟
تختار BRNC المتدربين بناءً على الإمكانات القيادية، والقدرات الأكاديمية، والمرونة الشخصية، وتم اختيار الضابطات الكويتيات من قِبل خفر السواحل، وقد أظهرت كل واحدة منهن ثقة وتصميماً استثنائياً، وأساساً أكاديمياً قوياً، وقُدرات قيادية واضحة، وقد تميَّز التزامهن بخدمة وطنهن، وقدرتهن على النجاح في بيئة دولية.
أنواع التدريب
• ما نوع التدريب الأكاديمي والعملي الذي ستتلقاه الضابطات الكويتيات في الكلية؟ وما الذي يميز هذا البرنامج مقارنة بالبرامج الأخرى؟
سيخضعن لمزيج صارم من الدراسات الأكاديمية، وتطوير القيادة، والتدريب العسكري، والمهارات العملية في البحر. وما يميز كلية BRNC هو الجمع بين التقليد والحداثة، حيث ينغمس المتدربون في بيئة بحرية عالمية، ويتعلمون جنباً إلى جنب مع الضباط البريطانيين وضباط دوليين آخرين، مما يوفر منظوراً دولياً حقيقياً.
كويتيات في التدريب
• هل استضافت الكلية ضابطات من دول الخليج من قبل؟ وكيف ترى تأثير هذه المبادرة على التعاون العسكري الإقليمي؟
لقد استضافت BRNC ضباطاً من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، لكن هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها ضابطات من دول الخليج، وأيضاً المرة الأولى التي تشارك فيها كويتيات في أي تدريب أولي للضباط بالمملكة المتحدة.
وتمثل هذه المبادرة علامة فارقة للتعاون الإقليمي، وتضع مثالاً على الشمولية والالتزام المشترك بتطوير الكفاءات، بغضّ النظر عن الجنس.
وهذه لحظة فخر لكل للكويت والمملكة المتحدة، فهؤلاء أولى الضابطات الكويتيات اللواتي يدرسن في الكلية البحرية الملكية البريطانية، واختيارهن يمثل علامة فارقة مهمة، وتقدم المملكة المتحدة، بخبرتها الطويلة والناجحة في دمج المرأة بالخدمة العسكرية الأمامية، أفضل مكان لتلقي تدريب عالمي المستوى يُعدّهن للقيادة المستقبلية في إدارة خفر السواحل الكويتية.
• ما رأيك في جهود الكويت لتمكين المرأة بالقطاعات العسكرية والأمنية؟
لقد أظهرت إدارة خفر السواحل الكويتية رؤية حقيقية في تمكين المرأة، لا سيما في مجالات الدفاع والأمن، وإرسال الضابطات إلى BRNC يعكس تصميم الكويت على منح المرأة الفرصة للخدمة على أعلى المستويات، مما سيعزز قُدرات خفر السواحل والقوات المسلحة والمجتمع.
مؤسسات عالمية
• بأي طُرق يمكن للمملكة المتحدة دعم دول الخليج في جهودها لدمج المرأة بالقوات المسلحة ومؤسسات الأمن؟
يمكن للمملكة المتحدة تقديم التدريب، والإرشاد، وإتاحة الوصول إلى مؤسسات عالمية المستوى مثل كلية «BRNC» في دارتموث، وكلية RMAS في ساندهيرست، وقاعدة RAF كرانويل، كما يمكننا مشاركة خبراتنا بدمج المرأة في الأدوار الأمامية، مما يتيح لشركائنا في الخليج الفرصة لتكييف وبناء أساليب تعكس احتياجاتهم وقيمهم الخاصة.
قيم مشتركة
• كيف تعكس هذه المبادرة قوة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المتحدة والكويت؟ وهل هناك مشاريع مماثلة مخطط لها في المستقبل؟
تؤكد هذه المبادرة الثقة العميقة والصداقة بين بلدينا، وتُظهر أن شراكتنا ليست مجرَّد منصات دفاعية ومُعدَّات، بل تتعلَّق بالأشخاص والقِيم المشتركة، ونحن نبحث عن فُرص مماثلة في مجالات عسكرية أخرى، لضمان استمرار نمو هذا التعاون.
رائدات بحريات
• ما الرسالة التي تود توجيهها للضابطات الكويتيات في بداية مسيرتهن البحرية؟
عليهن أن يَفخَرنَ بما أنجزنه حتى الآن، وأن يتعاملن مع التدريب بالعزيمة والثقة، فهن رائدات للكويت، ونماذج تُحتذى للأجيال القادمة.
هؤلاء الضابطات لن يجعلن وطنهن فخوراً فحسب، بل سيُلهمن أيضاً الأجيال القادمة من النساء الكويتيات. كما تفخر المملكة المتحدة بالوقوف إلى جانب الكويت في هذه الرحلة، وهذه المبادرة تُبرز قوة شراكتنا المستمرة والتزامنا المشترك بالأمن والاستقرار والفرص.
أفضل الكفاءات
• بالنظر إلى تحديات الأمن البحري الإقليمية، ما مدى أهمية الاستثمار في تدريب الضابطات للمساعدة في حماية المياه الوطنية؟
يتطلَّب الأمن البحري أفضل الكفاءات، بغضّ النظر عن الجنس. تدريب الضابطات يوسع قاعدة الخبرة، ويعزز القدرة على الصمود، كما أن مشاركتهن تعكس قوات أمنية عصرية، وتشكل استثماراً استراتيجياً في مستقبل أمن الكويت.
مجالات أوسع
• هل هناك خطط لتوسيع مثل هذه البرامج التدريبية، لتشمل مجالات عسكرية أو أمنية أخرى في المستقبل؟
نعم، نجاح هذا البرنامج يفتح الباب لتعاون أوسع، سواء في فروع أخرى من وزارة الداخلية أو في القوات المسلحة.
وأنا أعلم أن دورة القيادة والأركان في قاعدة مبارك عبدالله ستستضيف ضابطات للمرة الأولى في دورة القيادة والأركان المشتركة لهذا العام التدريبي، لذا ستتمكَّن المملكة المتحدة الآن من تقديم هذه الفرصة التدريبية المميزة للمرشحات من جميع أنحاء القوات المسلحة البريطانية، ونحن نرى هذا فقط كبداية لرحلة أوسع.
0 تعليق