نازحو جباليا يفترشون الطرقات والأرصفة بعد ليالٍ دامية ومُرعبة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


لم يجد الآلاف من سكان بلدة جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، إلا افتراش الأرض بعد أن أجبرتهم المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحقهم، على الفرار والنزوح خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وخرج هؤلاء من مساكنهم، وبشكل خاص في حي النزلة غرب جباليا، بعد أن أمطرتهم قوات الاحتلال بوابل من القنابل والصواريخ، والتقدم السريع للآليات والدبابات باتجاه مناطقهم التي دمرها الاحتلال بشكل شبه كامل خلال الساعات الأخيرة.
ولم تتوقف الغارات والقصف المدفعي على المنطقة على مدار الأيام الثلاثة، والتي حالت دون تمكّن عشرات الأسر من الهرب والخروج بعد أن حاصرتها النيران والطائرات المسيّرة.
واستشهد العشرات من أفراد هذه الأسر، عرف منها أسر سالم السويركي، وطالب أبو وردة، وسعيد شوحة، وشادي بهجة، ولم يتمكن المواطنون من إجلاء معظم الشهداء، كما استشهد العديد من المصابين لعدم قدرة سيارات الإسعاف أو طواقم الدفاع المدني على الوصول إليهم وإنقاذهم.
والعديد من هؤلاء كانوا يسكنون في خيام بين المنازل المدمرة عندما استهدفتهم المدفعية بالقذائف، كما هو الحال مع أسرة المواطن جهاد السواركة الذي فقد معظم أفراد أسرته.
كما استشهد المواطن طالب أبو وردة وابنه عمر ووالدته جميلة عندما هبّوا لإنقاذ جرحى أصيبوا بعد قصف منزل المواطن سعيد شوحة.
وأفاد شهود عيان بأن طائرات مسيّرة استهدفتهم بصاروخ ما أدى إلى استشهادهم على الفور ومحاصرة باقي أفراد الأسرة في المنزل.
كما أكملت طائرات الاحتلال تدمير مربعات سكنية كاملة في المنطقة الواقعة خلف مسجد حراء، منها خمسة منازل لمواطنين من عائلة أبو خليفة كانوا قد نزحوا منها قبل لحظات.
ورغم إعلان جيش الاحتلال عن استهلال عملية احتلال مدينة غزة، المرتقبة، بتنفيذ عمليات تمهيدية في حي الزيتون بمدينة غزة وبلدة جباليا النزلة، إلا أن الاحتلال يمارس عمليات إبادة بحق البشر والحجر بصمت، ما أثار استياء المواطنين والنازحين الذين طالبوا بالتسليط على ما يجري في البلدة من فظائع ترتكبها قوات الاحتلال.
ويعتبر الهجوم الحالي الأكبر من بين أكثر من خمسة اجتياحات كبيرة وواسعة نفذتها قوات الاحتلال في بلدة جباليا منذ بداية عدوانها على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023.
وبدا واضحاً الهدف من العملية وهو استكمال تدمير نحو 15% من المباني التي لم تدمر خلال الاجتياح الأخير، الذي تواصل منذ مطلع شهر أيار الماضي وحتى مطلع شهر آب الجاري.
وتمكنت قوات الاحتلال خلال الأيام الأربعة الأخيرة، من تدمير أعداد كبيرة من هذه المنازل وتسويتها بالأرض، عبر التفجيرات الضخمة التي تنفذها من خلال المدرعات المفخخة والطائرات المقاتلة.
ويشهد كل اجتياح جديد لقوات الاحتلال ظهور سلاح جديد فتاك تستخدمه، تمثل هذه المرة بنوع جديد من الطائرات المسيّرة كبيرة الحجم تحمل صندوقاً كبيراً مليئاً بالمتفجرات، تلقيه فوق المنازل أو في الأزقة، ما يحدث دماراً وأضراراً هائلة.
وتحلّق هذه الطائرات على ارتفاعات منخفضة جداً لا تتجاوز ثلاثين متراً، وتقوم برصد وجود المواطنين داخل المنازل، ثم إلقاء الصندوق فوقها أو أمام بواباتها أو بالقرب من جدرانها.
ولم يتبقَ إلا عدد قليل جداً من سكان حي النزلة غرب بلدة جباليا غير قادرين على تحمّل تكاليف النزوح، ويفضلون الموت على التشرد في الشوارع والطرقات.
وطالب هؤلاء، عبر مناشدات يطلقونها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، بتسليط الضوء على مأساتهم، والضغط على المؤسسات لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه الشرس.
ويأمل النازحون بأن يقتصر نزوحهم وتشردهم على شوارع مدينة غزة فقط وألا يجبروا مرة أخرى على النزوح جنوب القطاع، كما تطلب منهم قوات الاحتلال بشكل مستمر، عبر اتصالات ورسائل نصية ومنشورات تلقيها فوق رؤوسهم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق