عيادة سوء التغذية في خان يونس.. أطفال بأجساد نحيلة وأمهات يصرخن بصمت - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - شينخوا: في ساحة ضيقة داخل مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تصطف عشرات العائلات في انتظار دورها، تحمل بين أيديها أطفالاً بأجساد نحيلة ووجوه شاحبة، تحاول عبثاً إخفاء قلقها خلف نظرات صامتة.
المقاعد القليلة أمام عيادة الأطفال الخاصة بحالات سوء التغذية لا تكفي للجميع، أمهات يفترشن الأرض بأطفالهن الذين تجاوزهم الجوع، وأجسادهم الصغيرة تبدو أقرب إلى الهياكل العظمية، لا شيء في المكان سوى أنين مكتوم ووجوه منهكة تترقب بصيص أمل.
شهد زعرب، طفلة لم تكمل عامها الثاني، ولدت في خيمة نصبت غرب خان يونس بعد أن دمرت الحرب منزل أُسرتها، وجسدها الذي لا يتجاوز وزنه 5.8 كيلوغرام بالكاد يتحرك. تقول والدتها ابتسام، وهي تضمها إلى صدرها الضعيف: "شهد تفقد قوتها يوماً بعد يوم. كان يجب أن يكون وزنها ضعف ما هو عليه الآن".
دموع الأم تنهمر بينما تشرح كيف فقدت طفلتها النسيج الشحمي تحت الجلد، وتعجز عن توفير الحليب أو الفيتامينات اللازمة لإنقاذها.
وداخل العيادة، يعمل الأطباء يومين فقط في الأسبوع وسط إمكانات شحيحة.
ويقول مدير العيادة أحمد الفرا، وهو يفحص طفلاً لا يقوى على رفع رأسه: "نستقبل كل يوم عمل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف العدد المتوقع، وكل يوم نشخص أكثر من 50 حالة جديدة، معظمهم أطفال تحولوا إلى هياكل عظمية يكسوها الجلد"، مضيفاً بصوت حزين: "نحن الآن في مرحلة حاسمة من المجاعة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 8 أشخاص، بينهم طفلان، بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ 24 الماضية، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 281، بينهم 114 طفلاً، ومع كل يوم يمر، يتسع طابور الأمهات أمام العيادة، وتتزايد مخاوف الأطباء من أن يموت مزيد من الأطفال بصمت قبل وصول المساعدات.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق