استهداف الوسيط القطري يجعل شريكه المصري بحال من الفتور الديبلوماسي... ماذا عن الحرب؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استهداف الوسيط القطري يجعل شريكه المصري بحال من الفتور الديبلوماسي... ماذا عن الحرب؟ - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 06:35 صباحاً

هرم مصر - أن يُستهدف وفد مفاوض على أرض الوسيط يشكّل سابقة في تاريخ الديبلوماسية. صحيح أن أحداثاً وقعت لوفود مفاوضة، إنما طريقة الاستهداف التي حصلت في العاصمة القطرية الدوحة تشكّل منعطفاً خطراً، وهو ما أثار موجة انتقادات عالمية واسعة. 

 

وفي ما يتعلق بالقضية الأساس، وهي وقف الحرب في غزة، فقد حمّل رئيس وزراء دولة قطر، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيسَ الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسؤولية التصعيد، قائلاً: "نتنياهو يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه، ويجب الرد بشكل موحّد على همجيته". 

 

والمسألة الأهمّ، التي تطرق إليها في مؤتمر صحافي عقب الغارة الجوية، هي تلك المتعلّقة بالمفاوضات ودور الوساطة التي تقوم به قطر، إذ قال إن المفاوضات كانت مستمرة بطلب من الولايات المتحدة، وإنه على الرغم من ذلك عملت إسرائيل على تخريب هذه المساعي. وأشار إلى أن بلاده "لم تدّخر وسعاً لإنجاح المفاوضات، لكن بعد هجوم اليوم لم يعد هناك شيء قائم". 
وفي مقابلة مع قناة cnn الأميركية أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن اعتقاده أن إسرائيل وحماس "ستستنفدان كلّ فرصهما للتوصل إلى اتفاق".

 

 

شاحنات في رفح. (أب ف)

 

 

وهذا يأخذنا إلى البحث عن مصير هذه المفاوضات ومسار الحرب، وما إذا بقيت ثمّة أرضيّة فعلية للتفاوض. وفي هذا السياق، يقول أحد الباحثين المصريين البارزين إنّ قرار الاغتيال اتّخذ قبل ثلاثة أشهر "بالتزامن مع قرار توسيع الحرب وإطلاق عملية ‘عربات جدعون-2‘ ، لأن إسرائيل قرّرت ألّا تعود إلى المفاوضات، ومبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تُشر إلى العودة للمفاوضات". 

 

وبما أن مصر هي دولة تتشارك ملف الوساطة مع قطر، فإن الأسئلة التي بدأت تُطرح عن مستقبل هذا الدور غدت كثيرة في ظلّ الأحداث المتسارعة. وهنا يُشير خبير أمنيّ من القاهرة لـ"النهار" إلى أنّه "لن يكون هناك مفاوضات جديدة، وإسرائيل لن تسمح لها بالتفاوض أو وضع الشروط، وسيكون هناك إذلال لحماس. وهي رسالة للمنطقة بالكامل أن إسرائيل سوف تفرض شروطها، فإمّا الاستسلام الكامل وإما القتل". 

 

صحيفة "وول ستريت جورنال"، وفي مقال حمل عنوان "الضربة الإسرائيلية على حماس في قطر تُظهر أن نتنياهو انتهى من الكلام" جاء فيه أنه "من خلال مخاطرة نتنياهو، على الرغم من تدهور المشاعر الدولية، يبدو أنه ثابت في اعتقاده بأن الضغط العسكري فقط هو القادر على تحقيق أهداف حربه".

 

ولعلّ هذه من الأسباب التي دفعت مصر إلى التحذير من مغبة التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، "وما ينطوي عليه من مخاطر جسيمة على استقرار المنطقة، ومن تقويض لجهود التهدئة، وتوسيع نطاق المواجهات على حساب سلامة المدنيين واستقرار الشعوب". كذلك نبّهت القاهرة كافة الأطراف الإقليمية والدولية من "السياسة الإسرائيلية المتهورة الهادفة لتوسيع دائرة الصراع وتقويض كل مكتسبات السلام خلال العقود الماضية". 

 

إجهاض المفاوضات

في ما يتعلّق بالمفاوضات نفسها، يقول مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سمير غطاس، إن "المفاوضات أُجهضت قبل الضربة، لكنّ الضربة جاءت لتقول إن كلّ شيء يتعلّق بالمفاوضات قد انتهى، ومن تبقّى من قيادة حماس في قطر وتركيا سوف يطالب بضمانات أكبر لحماية نفسه". ويضيف في حديثه مع "النهار" أن عملية التفاوض انتهت أو تكاد، و"إذا امتد أمدها دون حسم فقد يتدخل ترامب بطريقته لإنهائها، كما فعل بالحرب مع إيران". ويؤكّد في هذا السياق أن العملية "تسببت بإلحاق الضرر باستراتيجية ترامب لاستكمال صفقة القرن وتوسيع ما يسمى بالسلام الإبراهيمي".

 

بالتوازي مع رأي الدكتور غطاس السياسي، هناك مسألة تتعلّق بالأمن الإقليمي، وهي لا تقلّ خطورة وأهمية عن المسار السياسي والديبلوماسي. وهنا يطرح مستشار الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية اللواء محمد عبد الواحد رؤيته لواقع الحال المستجدّ، معتبراً أن دوافع إسرائيل من وراء استهداف الدوحة "هي إحراج الوسيط القطري، الذي يستضيف حماس، وهي كذلك عملية ردع لكل دولة تستضيف على أرضها الحركة".

 

ويستطرد في شرحه قائلاً إن الإدارة الأميركية طلبت قبل ذلك من الدول طرد حماس من أراضيها للضغط عليها في المفاوضات، و"هذه الضربة تندرج في إطار الردع الكامل. وهذا ما شهدناه من خلال التصريحات للمسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم سفير تل أبيب في واشنطن بقوله إن العملية سوف تنتقل إلى مناطق أخرى طالما هناك تهديد". أبعد من ذلك، يقول الخبير الأمني المصري إن العملية الإسرائيلية "هي رسالة ردع لإيران، ولكل دول المنطقة الأخرى لعدم استقبال حماس. وهناك رسالة أخرى أرادت إسرائيل إظهارها وهي سيادة إسرائيل على الشرق الأوسط وترسيخ ذلك بدعم أميركي". 

 

التهديدات الإسرائيلية بملاحقة قادة حماس أينما كانوا، عاد وأكد عليها نتنياهو بصيغة التهديد: "أقول لقطر ولكل الدول التي تؤوي إرهابيين، إمّا أن تطردوهم وإما أن تقدّموهم للعدالة. لأنكم إذا لم تفعلوا فنحن سنفعل ذلك". 

 

وفي هذا السياق المحموم، حذّر مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سمير غطاس، من أن "الحرب سوف تتسارع، وتزداد أكثر، وتكون أكثر قسوة مما كانت عليه، لأن ترامب نفد صبره، ويطلب من نتنياهو إنهاء العملية". ويرى أن القرار بمزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، "سترد عليه إسرائيل بفرض السيادة على غور الأردن والمستوطنات و60 في المئة من الضفة الغربية". 

ومن جملة الأسئلة التي بدأت تبرز عقب كل ما سبق، هل تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها داخل مصر  على الرغم من اتفاقية السلام والضوابط الأمنية والعسكرية التي وضعتها؟ 

 

مستشار الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية اللواء محمد عبد الواحد، يشير بداية إلى أن مسار الوساطة من الجانب المصري بعد الضربات في قطر "سوف يضعف الحماسة المصرية تجاه المفاوضات، ولا سيما مع عدم وجود ضمانات أميركية وإسرائيلية". وبالتالي أي موقف يمكن أن تطرحه مصر سوف يحرجها، "يمكن مثلاً أن تتفق مصر مع الولايات المتحدة على طرح معين ثم يقوم نتنياهو وحكومته المتطرفة بالتراجع عن أي شيء، وبالتالي هذا يحرج المفاوض المصري". 

 

وعن إمكانية شنّ إسرائيل عمليات داخل مصر، قال اللواء عبد الواحد: "يمكن لإسرائيل في عزّ نشوة ما يحققه اليمين المتطرف والدعم الاميركي المبالغ فيه، أن تفكر في أن تذهب لاختبار الجاهزية المصرية، لكنّ الرد المصري سيكون عنيفاً وقوياً وشديداً". 

      
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق