نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد استهداف الدّوحة والتّصعيد الإسرائيلي إقليمياً... هل من فرصة أخرى للسّلام في غزة؟ - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 06:35 صباحاً
هرم مصر - أثارت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة "حماس" في الدوحة الثلاثاء، شكوكاً عميقة إزاء نجاح أي جهود ديبلوماسية تبذل مجدداً لوقف الحرب في غزة، أو لخفض التوتر الإقليمي المتأجج بفعل موجة الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على دول في الشرق الأوسط.
وبينما يُهدّد المسؤولون الإسرائيليون بتوجيه المزيد من الضربات لـ"حماس" وقادتها في الخارج، صرح رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كانت بلاده حتى الثلااء تتوسط في المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل: "أعتقد أن ما فعله (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، هو أنه قتل أي أمل للرهائن (الإسرائيليين)".
ويضفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدوره، غموضاً أكثر كثافة على مستقبل آخر اقتراح تقدم به بنفسه الأحد الماضي لوقف النار وإطلاق "حماس" ما بقي لديها من أسرى إسرائيليين، إذ صرح الأربعاء: "أعتقد أن هذا الحادث المؤسف (قصف الدوحة) يمكن أن يشكل فرصة للسلام"، من دون أن يقول كيف.
أما نتنياهو، فبرغم أنه أعلن قبوله باقتراح ترامب، لم يصدر إشارة واحدة تدلّ على اهتمامه بوقف النار، فها هو يمضي في تدمير أبراج مدينة غزة، وفي إنذار سكانها بضرورة الإخلاء "الآن"، فيما ينتهج سلوكاً تصعيدياً في الإقليم، بالإغارة على الدوحة، وعلى الحوثيين في صنعاء والجوف.
وبين هذا وذاك، أغار على محيط ثلاث مدن سورية وعلى شمال شرق لبنان، وسط ارتفاع في وتيرة الجدل مع مصر وتركيا.
ولا يتوقف ترامب عن إثارة التساؤلات في شأن موقفه من الهجوم الإسرائيلي. فقد قال الأربعاء إن "شعوراً سيئاً" انتابه "بالنسبة إلى مكان الهجوم" الإسرائيلي، وليس من مبدأ استهداف قادة "حماس" الذين كانوا يناقشون اقتراحه بالذات. يؤشر هذا إلى أن الرئيس الأميركي لا ينوي ممارسة ضغط جدي على نتنياهو كي يتوقف، برغم أن "وول ستريت جورنال" الأميركية تحدثت عن "محادثة حادة" بينهما عقب الغارة على الدوحة.
كما تكتفي أوروبا، إلى الآن، بخطوات رمزية على غرار الاعتراف المزمع من فرنسا وبريطانيا والبرتغال ومالطا بدولة فلسطين، على هامش أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري بنيويورك. أما تهديد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالعمل على فرض عقوبات على الوزراء الإسرائيليين "المتطرفين"، وتقييد العلاقات التجارية مع الدولة العبرية بسبب الأوضاع في غزة، فقد يواجه بمعارضة من بعض الدول الأعضاء، وفي مقدمها ألمانيا والمجر وسلوفاكيا.
باستثناء إسبانيا التي فرضت عقوبات أحادية على إسرائيل، لا يزال الموقف الأوروبي في الإجمال مهادناً وبعيداً من التأثير الفعلي على قرارات نتنياهو، الذي يوجه اتهامات بمعاداة السامية للدول الأوروبية التي تتجرأ على انتقاد الحرب الإسرائيلية في غزة، أو توسيع الحرب إلى جبهات جديدة في المنطقة.
كل ذلك يحمل على الاعتقاد بأن الجهود الديبلوماسية لا تجد فرصة كي تأخذ حيزاً لها في المستقبل القريب، وبأن نتنياهو ماضٍ في هدم مدينة غزة تمهيداً لاحتلالها و"تغيير الشرق الأوسط" بكامله.
ولم يعد ثمة مجال للتكهن، بعد الغارة على الدوحة، بأن عملية "عربات جدعون 2" هي فقط للضغط على "حماس" للقبول بتسوية جديدة. ويتساءل عاموس هرئيل في "هآرتس" الإسرائيلية كيف يراهن نتنياهو على أن قائد "حماس" في غزة عز الدين الحداد، سيكون أقل تشدداً من خليل الحية!
0 تعليق