علاقات حماس بقطر وضرورة إعادة الحسابات بعد فشل الوساطات وتوسّع دائرة الحروب - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علاقات حماس بقطر وضرورة إعادة الحسابات بعد فشل الوساطات وتوسّع دائرة الحروب - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 06:16 صباحاً

هرم مصر - لطالما امتلكت قطر علاقات خاصة بمجموعات الإسلام السياسي المسلحة بأماكن عدة حول العالم، مثل أفغانستان وسوريا وليبيا، ما طرح دائماً علامات استفهام من جهات دولية، خاصة بالغرب. لكن علاقتها مع "حماس" تحظى بمكانة خاصة إقليمياً نظراً للدور الذي لعبته الحركة من خلال انقلابها على السلطة الفلسطينية وطردها من غزة بعد معركة دامية عام 2007 والسيطرة على القطاع من تاريخه. فالدوحة، حسب مصادر وتقارير عدة، كانت المموّل الرئيسي لـ"حماس". ولم تمانع الحكومات الإسرائيلية ذلك نظراً لتبعاته التي خدمت أهداف تل أبيب التي استفادت كثيراً من انقسام القيادة الفلسطينية واستخدام ذلك كذريعة لعدم الالتزام باتفاقية أوسلو وتبني حل الدولتين.

 

 

ووجدت قيادات "حماس" دائماً ملاذاً آمناً لها بالدوحة التي تحولت لمركز تواصل لقوى عربية وغربية مع الحركة. وحتى بعدما تطورت علاقات "حماس" مع النظام الإيراني، لم تتخلّ الدوحة عن هذا الارتباط مع قيادات الحركة. وتموضعها في محور الممانعة بقيادة طهران منح "حماس" القدرة على تطوير قدراتها العسكرية وبناء شبكات الأنفاق في غزة ولعب دور إقليمي أكبر. لكن تأثير الدوحة بقي قوياً، وتجلى ذلك عندما دعمت قيادة "حماس" الثورة السورية وابتعدت لبضع سنوات من المحور. لكن بعد التدخل الروسي في سوريا واستعادة نظام بشار الأسد زمام الأمور، عادت "حماس" إلى المحور برعاية الأمين العام لـ"حزب الله" الراحل السيد حسن نصر الله. 

 

 

وبرغم امتلاك الدوحة علاقات قوية مع واشنطن جعلتها خيار الولايات المتحدة لبناء أكبر قاعدة جوية لها بالشرق الأوسط (قاعدة العديد) ومركز عمليات القيادة المركزية لفترة من الزمن بقاعدة سيليا، فقد حافظت قطر على علاقات مع "حماس" ومجموعات إسلامية أخرى. وظهر ذلك جلياً بالتغطيات المميزة لقناة "الجزيرة" القطرية لنشاطات وعمليات هذه المجموعات. ووجد الغرب بهذه العلاقة مصلحة، إذ سمحت بوجود قناة تواصل استفاد منها عند الحاجة. كما مكّنت هذه العلاقة الدوحة من حجز مكان متقدم لها على طاولات التفاوض المتعلقة بالقضية الفلسطينية. 

 

وبالإضافة للدعم المالي، استفادت حماس كثيراً من علاقات الدوحة الديبلوماسية الجيدة داخل العالم العربي وخارجه. فهذه العلاقة مكّنت حماس من الاحتفاظ بغطاء عربي برغم تدهور علاقاتها مع عدد من الدول بسبب دخولها محور الممانعة. وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، كانت الدوحة المكان الطبيعي لإطلاق المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل لحل موضوع الأسرى الإسرائيليين ووقف النار في غزة. وبرغم دور مصر في المفاوضات، إلا أن علاقة القاهرة بـ"حماس" ترتكز على العامل الجغرافي كون قطاع غزة يقع على حدود مصر. فالهاجس الأمني للسلطات المصرية من نشاط مجموعات إسلامية مسلحة على حدودها، وحاجة "حماس" لمنفذ عبر مصر للعالم الخارجي، حتّما على الطرفين بناء علاقات جيدة. لكن العلاقة مع قطر التي تبعد من غزة أكثر من 1800كيلومتر، كانت على مستوى أعلى وأكثر انسجاماً.

 

وعمدت قطر إلى تحسين علاقاتها تحسيناً أقوى مع إيران، واستغلت ذلك لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية كوسيط. وساعدت علاقاتها بـ"حماس" على إنجاح هذا الدور الذي حسّن مكانتها دولياً كوسيط بين طهران والغرب. لكن تدهور الأوضاع في المنطقة منذ "طوفان الأقصى" بسبب الحروب المتنقلة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية مع قوى محور الممانعة، انعكس سلباً على الدوحة. فهي وجدت نفسها هدفاً للصواريخ الإيرانية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران، ومن ثم كانت هدفاً لغارة إسرائيلية ضد قيادات "حماس". فقطر لم تستفد من دفاعات قاعدة العديد الأميركية، ولم تحمها علاقتها مع طهران من نيران إيران، واحتضانها لـ"حماس" جعلها هدفاً لحروب إسرائيل. كل هذا يعني أنه آن الأوان لمراجعة شاملة وإعادة حسابات الربح والخسارة ضمن رؤية خليجية جامعة ووحدة القرار الفلسطيني.   

     

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق