التعلم من التاريخ لخلق مستقبل سلمي وجميل - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التعلم من التاريخ لخلق مستقبل سلمي وجميل - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 05:41 مساءً

هرم مصر - بقلم السفير الصيني لدى لبنان تشن تشواندونغ

في 3 أيلول/سبتمبر، أقامت الصين في بكين عرضاً عسكرياً ضخماً إحياءً للذكرى الـ80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، حيث شارك أكثر من 60 رئيس دولة وممثل حكومي رفيع المستوى، بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية، وزعماء سياسيين سابقين فيها وشاهدوا العرض مع قادة صينيين وممثلين من الأوساط المختلفة.
يعد يوم 3 أيلول ذكرى انتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، وهو يرمز الى النصر النهائي للحرب العالمية ضد الفاشية. كانت حرب المقاومة الصينية هي الأقدم والأطول. ففي عام 1931، احتلت العسكرية اليابانية شمال شرق الصين بأكمله، وشنت هجوماً شاملاً على الصين في عام 1937، وحوّلت الصين إلى ساحة القتال الشرقية الرئيسية. تسبب عدوان العسكرية اليابانية بدمار غير مسبوق في حياة الشعب الصيني والآسيوي، تاركاً وراءه صفحة سوداء في تاريخ الحضارة الإنسانية.

 

 

 

خلال 14 عاماً من القتال الشاق، دفعت الصين ثمناً باهظاً بحيث أصبح 35 مليون عسكري ومدني ما بين شهداء وجرحى، وحطّمت مؤامرة العسكرية اليابانية التي كانت تهدف الى استعمار الصين واستعباد شعبها، كما قدّم ذلك مساهمة كبيرة في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، وإنقاذ الحضارة الإنسانية، وحماية السلام العالمي.
حظيت حرب مقاومة الشعب الصيني بدعم واسع من المجتمع الدولي. وكان الدكتور جورج حاتم (ما هاي ده)، الطبيب اللبناني الذي ولد في بلدة حمانا واحداً منهم، وهو كرَّس نفسه بكل عزم لقضية الشعب الصيني العادلة وقضية مقاومة العدوان، ملهَماً بروح الأمة والإنسانية، وكان يسمى رائد العمل الصحي في الصين الجديدة وأصبح أوّل أجنبي يحصل على الجنسية الصينية. لن تنسى حكومة الصين وشعبها إطلاقاً الدول الأجنبية والأصدقاء الدوليين الذين دعموا الشعب الصيني وساعدوه في كفاحه ضد العدوان.

أدى انتصار الحرب العالمية الثانية إلى تفكك النظام الاستعماري، وقدم تشجيعاً كبيراً للدول المستعمرة وشبه المستعمرة التي عانت من العدوان والقمع في العالم، حيث حقق عدد كبير من دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وبينها الصين ولبنان، استقلالها الوطني والتحرير بعد الحرب.
إنّ عودة تايوان إلى الأراضي الصينية هي نتيجة لانتصار الحرب العالمية الثانية وعنصر مهم في تغير النظام الدولي بعد الحرب، وهذا أمر غير قابل للشك. إن قضية تايوان شأن داخلي صيني بحت، ولا يقبل أي تدخل خارجي. إنّ توحيد الصين سيتحقق حتماً في نهاية المطاف. إن السعي وراء "استقلال تايوان" أو "استخدام مسألة تايوان لاحتواء الصين" أشبه بمحاولة مانتيس إيقاف عربة واللعب بالنار ثم الاحتراق.

بعد ثمانين عاماً من انتصار الحرب العالمية الثانية، تقف البشرية مجدداً أمام خيارين، إما الحفاظ على السلم والحوار والفوز المشترك، وإما الحرب والمواجهة والهزيمة المشتركة. لا تزال منطقة الشرق الأوسط تشهد الصراعات المسلحة  وتستمر الانتهاكات لسيادة لبنان وسلامة أراضيه. لقد علّمنا التاريخ أن مصير البشرية مترابط ترابطاً وثيقاً. فلا يمكن تحقيق الأمن المشترك والقضاء على الأسباب الجذرية للحرب ومنع تكرار المآسي التاريخية، إِلا من خلال المعاملة على قدم المساواة والتعايش بوئام وإعلاء روح التعاضد بين جميع الدول والأمم. لا يهدف احتفال الصين بانتصار حرب المقاومة ضد العدوان الياباني إِلى إدامة الكراهية، بل إلى تذكر التاريخ، والاعتزاز بذكرى الشهداء، وتقدير السلام، وخلق مستقبل أفضل.

 أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال الاحتفال أن الشعب الصيني يقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وتقدم الحضارة الإنسانية، ويتمسك دائماً بسلوك مسار التنمية السلمية. تعد الصين الدولة الوحيدة التي كرست مسار التنمية السلمية في الدستور، وهي الدولة النووية الوحيدة التي تعهدت عدم المبادرة الى استخدام الأسلحة النووية. لطالما تمسّكت الصين بحزم بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وهي الدولة التي تساهم في أكبر عدد من قوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وثاني أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. فمدى السنوات الـ 35 الماضية، شاركت الصين في العديد من عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك عمليات حفظ السلام في لبنان.
منذ فترة قصيرة، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة الحوكمة العالمية التي تدعو إلى التزام المساواة في السيادة والتزام سيادة القانون الدولي وممارسة التعددية ووضع الشعب في المقام الأول وتحقيق النتائج الملموسة. ستظل الصين دائماً دولة بانية للسلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومدافعة عن النظام الدولي، وستعمل مع الدول الأخرى لبناء مجتمع مشترك للبشرية.

تربط الصين ولبنان تجربة مشتركة متمثلة في المعاناة من القمع الأجنبي والسعي إلى الاستقلال الوطني والتحرر، لقد نصب البَلدان نموذجاً للمعاملة بين مختلف البلدان والحضارات بصدق وإخلاص والمنفعة المتبادلة. إن السعي إلى حياة سلمية وجميلة هو طموح مشترك.

تدعم الصين جهود لبنان في حماية سيادته وأمنه وسلامة أراضيه، وستواصل تقديم المساعدة للبنان على قدر المستطاع في تنمية اقتصاده وتحسين معيشة شعبه. تصادف العام المقبل الذكرى الـ 55 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان، كما ستُعقد فيه القمة الصينية - العربية الثانية في الصين، وستوفر فرصاً جديدة ومهمة لتطوير العلاقات الصينية - اللبنانية. نأمل بأن يحمل تطوير العلاقات الصينية - اللبنانية نتائج مثمرة لتعود بمزيد من الفوائد على شعبي البلدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق