غزة - "الأيام": "مش بكفي المياه شحيحة وبالكاد تصل شاحنة أو تنتين، كمان سائقيها يغادروا المخيم قبل ميتم إفراغ المياه اللي فيها"، هكذا قال النازح إبراهيم أبو سالم (40 عاماً)، معرباً عن استيائه من أزمة المياه التي تعاني منها أسرته وعشرات آلاف النازحين في مخيمات الميناء غرب غزة.
وقال بعدما فشل في توفير المياه لأسرته رغم انتظاره في طابور طويل منذ الصباح: "كل يوم على هيك بننتظر طول الوقت وبالأخير ما بطلع النا مياه".
وحاول "أبو سالم" منع السائق من المغادرة وإجباره على التريث إلى حين إفراغ الشاحنة من المياه، لكن محاولاته فشلت، وبقي ينتظر احتمال قدوم أخرى تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأكدت مصادر محلية أن أزمة مياه خانقة تعصف بآلاف النازحين المقيمين في خيام مقامة على رمال البحر في محيط ميناء غزة.
ويمتد العدد الكبير من هذه الخيام، التي ينزح فيها نحو 200 ألف شخص، بدءاً من مفترق الشاليهات جنوباً وحتى مشارف مخيم الشاطئ شمالاً.
من جهته، عجز الشاب علي خير الدين (24 عاماً) عن جلب المياه لأسرته رغم خروجه من الصباح الباكر باتجاه مكان محتمل لقدوم شاحنة مياه، وقال: "هنا تأتي قد تأتي شاحنة مياه أو اثنتان لكن حاجة حشود المنتظرين لهاتين الشاحنتين أكبر من حمولتهما، وهو ما يجعل غالبيتهم يعودون من دون مياه".
وأضاف خير الدين: "الحاجة لمياه الاستحمام أكبر من الحاجة لمياه الشرب"، مشيراً إلى أن معظم الناس يستخدمون مياه البحر التي أضرت بأجسادهم.
يشار إلى أن بلدية غزة لا تمتلك أي شبكات أو خطوط مياه على رمال الشاطئ، وهو ما جعل آلاف النازحين في تلك المنطقة بلا مياه نهائياً باستثناء شاحنات مياه الشرب القليلة.
على الصعيد ذاته، وجّه بعض النازحين اتهامات لسائقي الشاحنات بعدم الالتزام بقيود توزيع مياه الشرب من حيث الجودة والكمية، خلال الفترة الماضية.
وقال النازح "أبو عائد": "في مرات تأتي شاحنات مياه على أساس أنها مياه شرب، لكن عند تناولها نكتشف أنها مياه عادية مخصصة للاستخدام المنزلي"، مشيراً إلى أن النازحين يضطرون لتناولها ما قد يصيبهم بأمراض.
وأوضح أن جلب مثل هذا النوع من المياه هو مسؤولية السائقين والمبادرين، "لكن لا أحد يستطيع تثبيت الخطأ أو التلاعب على أي منهما"
ولفت "أبو عائد" إلى أن هناك سائقين يغادرون بشاحناتهم بعد التقاط الصور للنازحين وهم يملؤون "جالوناتهم"، بينما يتبقى في الشاحنة كميات غير قليلة من المياه، وذلك لتوزيعها في مكان آخر، وبالتالي تثبيت مبادرة جديدة ومقابل مادي جديد من المانحين.
بدوره، قال النازح محمود أبو راشد (50 عاماً): "أحياناً يتم إبلاغ النازحين في منطقة معينة بقدوم شاحنات مياه شرب، وهو ما يدفع الأطفال والفتية والنساء إلى الاصطفاف بطابور طويل تحت أشعة الشمس لعدة ساعات دون أن تأتي الشاحنات".
وأضاف: "انتشرت شائعات بقيام السائقين ببيع تلك المياه في مكان آخر بمبلغ شيكلين لكل جالون سعة عشرين لتراً، وهو أقل من المتداول المعروف بأربعة شواكل".
لكن مصادر محلية قللت من مصداقية تلك الشائعات في مخيمات النزوح بمحيط الميناء.
0 تعليق