توسيع العدوان يحوّل قلب مدينة غزة النابض إلى منطقة أشباح - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - "الأيام": تحوّل ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وشارع عمر المختار والأزقة المحيطة به، إلى مصائد للموت، بعد توسيع الاحتلال عدوانه بما يشمل هذه المناطق والأحياء الجنوبية به.
وانعدمت الحيوية التي كانت تتميز بها هذه المناطق، التي تعتبر القلب التجاري وعصب الحياة الاقتصادية لقطاع غزة، وبات التحرك يقتصر على ما ندر من سيارات الإسعاف وبعض المواطنين المغامرين.
وتتعرض هذه المناطق، التي تطل مباشرة على حي الشجاعية الذي يتعرض لأطول عملية اجتياح في تاريخه، إلى قصف مدفعي وجوي متواصل أدى إلى تدمير الكثير من المحال التجارية والبنايات الأثرية، التي نجت من الدمار خلال الاجتياحات السابقة للمنطقة.
وتسيطر طائرات الاحتلال على المنطقة بالكامل، وتقوم بإطلاق النار على كل جسم يتحرك بما في ذلك محيط وداخل ساحات مستشفى المعمداني المحاذي للميدان، حيث خفت الحركة داخله بشكل كبير على وقع توسيع الاحتلال لعدوانه.
وغطى الركام الشوارع والأرصفة، وتعطلت الحركة في سوق الزاوية التاريخي المجاور، وغادر معظم السكان المنطقة بعد أن أنذرتهم قوات الاحتلال بإخلائها فوراً، والتوجه إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وسبق الاحتلال تقدمه البري باتجاه المنطقة بحملة قصف مكثفة للمباني المرتفعة طالت عشرات البنايات، إضافة إلى قصف مدفعي مكثف طال معظم الطرقات والأزقة الضيقة التي تربط أحياء الزيتون والدرج والشجاعية، ما أدى إلى محاصرة الكثير من العوائل والنازحين في دير اللاتين وكنيسة الروم الأرثوذكس.
ويضطر المواطنون إلى المخاطرة والمجازفة أثناء نقل الجرحى وجثامين الشهداء، الذين يرتقون بشكل متواصل بسبب شدة القصف الذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول 2023.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بما ألحقته من دمار في هذه المنطقة الأثرية، خاصة في أهم معالمها الدينية والأثرية، كالمسجد العمري الكبير، وسوق الزاوية، ومتحف قصر الباشا، ومدرسة الزهراء، حيث تعرضت هذه المرافق إلى قصف أدى إلى زيادة حدة الأضرار.
ويخشى ما تبقى من سكان في محيط شارع فهمي بيك المزدحم بالبنايات والمجاور للمنطقة أن يضطروا لمغادرة المكان بعد اقتراب القصف من منطقتهم، وتهديد جيش الاحتلال لهم.
وقال المواطن إبراهيم الحسني، الذي يسكن في المنطقة، إن القصف لا يتوقف في المناطق القريبة منهم بما يشكل خطراً عليهم، مشيراً إلى أن العدوان أعدم الحياة في الشارع الذي يعتبر أهم شارع اقتصادي في القطاع.
وبيّن أنهم يتابعون أخبار العدوان والعملية البرية في حيي الشجاعية والتفاح المجاورين لهم عن كثب، معرباً عن خشيته من اجتياح قوات الاحتلال ميدان فلسطين المجاور تماماً لمنزله.
وبدأ المواطنون وأصحاب المحال التجارية بنقل بضاعتهم إلى منطقة الصحابة، التي نشأ فيها أكبر الأسواق خلال فترة العدوان، كما هو الحال مع المواطن علاء الغرباوي صاحب محل لبيع الملبوسات.
وقال الغرباوي: لا يمكن التحرك بسهولة ودون مخاطرة عالية في المنطقة الواقعة إلى الشرق من مفترق السامر، مبيناً أنه والكثير من أصحاب المحال التجارية في شارع عمر المختار نجوا من الموت بأعجوبة خلال إخراجهم البضائع من محالهم قبل ثلاثة أيام، عندما أنذرتهم قوات الاحتلال بإخلاء المنطقة.
ولفت إلى أنه بالتوازي مع إلقاء طائرات الاحتلال للمنشورات وأوامر الإخلاء شرعت المدفعية والطائرات الحربية بدك المنطقة بعشرات الغارات الجوية وقذائف المدفعية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق