قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي محمد العالم في تصريح خاص لموقع «الفجر»، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قدرة زيلينسكي على إنهاء الحرب "فورًا" تُعد بمثابة ضغوط غير مباشرة على القيادة الأوكرانية، ومحاولة لنقل المسؤولية عن استمرار الحرب إلى كييف.
وأوضح العالم أن ترامب يرى أن زيلينسكي هو المسؤول الأول عن قرار الحرب والسلام في أوكرانيا، وبالتالي عليه أن يوافق على الشروط المطروحة من روسيا، مثل الاعتراف بسيطرة موسكو على بعض الأراضي التي استولت عليها بعد فبراير 2022، وهو ما يتعارض مع الموقف الأوروبي والدولي الداعم لكييف.
دعوة ضمنية لتقديم تنازلات مؤلمة
وأضاف العالم أن ترامب لا يهدف إلى حل جذري للصراع، وإنما إلى حل مؤقت يضمن تهدئة النزاع خلال فترة رئاسته حال فوزه في الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أن هذه النظرة "السطحية" لا تُراعي الجذور التاريخية العميقة للأزمة، ولا تأخذ في الاعتبار التوازنات الأوروبية أو تطلعات أوكرانيا كدولة مستقلة.
وأكد أن ما يطرحه ترامب هو ضغط صريح على زيلينسكي لتقديم تنازلات قد تُضعف الموقف الأوكراني، خاصة في ظل ارتباط كييف بشبكة من المصالح مع الاتحاد الأوروبي، الذي لن يقبل بسهولة هذه الصيغة من التنازل، مشددًا على أن ترامب يميل دائمًا إلى تحميل الطرف الأضعف المسؤولية الكاملة عن استمرار الصراع.
الحل بعيد.. ومرحلة تفاوضية طويلة قادمة
وحول فرص نجاح مبادرة ترامب أو أي محاولة أمريكية لوقف الحرب، أوضح العالم: "لا أعتقد أن ترامب أو غيره سيُحقق اختراقًا سريعًا. الأمور أعقد من مجرد إعلان رغبة في وقف القتال"، مشيرًا إلى أن الحرب قد تدخل مرحلة تفاوضية طويلة تتطلب تنازلات متبادلة ومفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف، وهو ما لا يبدو متاحًا في الوقت الراهن.
وأشار العالم إلى أن روسيا أوضحت بجلاء في محادثاتها السابقة مع أطراف دولية أن لديها شروطًا غير قابلة للتفاوض، مثل الإبقاء على السيطرة على بعض الأقاليم الأوكرانية، مضيفًا: "الكرة الآن في ملعب كييف، والاتحاد الأوروبي، وكذلك في ملعب ترامب إن استطاع أن يُقنع الحلفاء الأوروبيين بمقترح بديل يرضي جميع الأطراف.. وهو أمر بالغ الصعوبة".
ترامب لا يُراعي البُعد التاريخي للأزمة
وختم العالم تصريحه بالتأكيد على أن ترامب يتعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية بعقلية رجل الاقتصاد، لا السياسي أو رجل الدولة، قائلًا: "منهج ترامب قائم على الصفقات، لا على الحلول التاريخية أو العادلة، لذلك فإن أي مبادرة منه لن تكون أكثر من محاولة لشراء الوقت لا إنهاء الأزمة".
0 تعليق