هرم مصر - بقلم الأديبة ــ أفراح مؤذنه

لقد شهدت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – مساراً حضارياً ثقافيا يمتد مع التنمية الاقتصادية والسياسية، ليشمل بناء الوعي الثقافي والفكري. إن ما حققته المملكة في هذا المضمار يمكن اعتباره “بالفتوحات الثقافية”، إذ أسست لمرحلة من النهضة المعرفية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتؤسس لوعي إنساني قادر على التفاعل مع التحولات العالمية دون أن يفقد جذوره.

شكّل التعليم الركيزة الأولى من التطور والنهضة لبناء جيل مثقف قادر على الإسهام في مختلف مجالات الفكر والعلم، حينما تكفل الإعلام والمؤسسات الثقافية في ترسيخ القيم المجتمعية ونشرها. وفي الوقت ذاته، حرصت المملكة على الحفاظ على هويتها التراثية، عبر دعم الفنون الشعبية والشعر والرواية والفلكلور، وإدراج مواقع تاريخية مثل الدرعية والعلا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتصبح ذاكرة حضارية حية تربط الماضي بالحاضر.

ومع انطلاق رؤية السعودية 2030، تحققت طفرة ثقافية شاملة من خلال تأسيس هيئات متخصصة في المسرح والأدب والموسيقى والفنون البصرية، وإطلاق مبادرات نوعية مثل “موسم الرياض” و”موسم جدة”، التي جعلت المملكة مركزاً حيوياً للفعاليات الثقافية والفكرية على المستوى العالمي. هذه الفتوحات، بما تحمله من انفتاح على الآخر وتفاعل حضاري عالمي ، تؤكد أن الثقافة والموروث العمود الفقري للفكر الإبداعي والوعي الإنساني، ومسعى لبناء الإنسان فكرياً وإبداعياً على الصعيد العالمي.