الحليّ الذهبية... عنصر ثقافي يوحّد الشّعوب - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحليّ الذهبية... عنصر ثقافي يوحّد الشّعوب - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 01:56 صباحاً

هرم مصر - على الرغم من أنّ الذهب بات اليوم جزءاً من حياتنا اليومية، نجده في الخزائن والمجوهرات والعملات، بل حتى في بعض الأطعمة الفاخرة، إلا أنّ قصته أعمق بكثير من حضوره المألوف. فهذا المعدن النفيس رافق الإنسان منذ آلاف السنين، ويرمز إلى الثراء والهيبة والجمال. 

كشفت الأدلة الأثرية أنّ البشر بدأوا بصياغة الحليّ الذهبية قبل أكثر من سبعة آلاف عام، ليصبح الذهب منذ ذلك الحين لغةً خاصة للتعبير عن المكانة والهوية، ورفيقاً أبدياً في طقوس الحب والاحتفاء بالحياة. لا سيما أن طبيعته غير القابلة للتلف ولمعانه جعلته الوسيلة المثالية للتعبير عن أعمق مشاعرنا وأسمى طموحاتنا.

تختلف أهمية الذهب بين ثقافة وأخرى، فمثلاً تُعدّ المجوهرات الذهبية في العديد من الثقافات الآسيوية زينةً ووسيلةً للادخار في الوقت نفسه. ففي التقاليد الصينية، يُهدى الذهب للمولودين الجدد وللعروسين اعتقاداً أنه يجلب الحظ الجيد ويؤمّن الاستقرار المالي. كما أنّ تقديم المجوهرات الذهبية خلال احتفالات رأس السنة الصينية يرمز إلى التمنّي بالازدهار للعام المقبل.

 

ذهب (أ ف ب).

 

وتجسد الثقافة الهندية واحداً من أعمق وأجمل الروابط مع الذهب وزينته. ففي المعتقدات الهندوسية يُعدّ الذهب معدناً مقدّساً مرتبطاً بـ"الإلهة لاكشمي"، رمز الثروة والرخاء. وترتدي العروس الهندية عادةً طقماً كاملاً من المجوهرات الذهبية قد يصل وزنه إلى كيلوغرامات عدة، من أبرزها "المانغالسوترا"، وهو عقد ذهبي يقدّمه العريس لعروسه ليجسّد رباط الزواج المقدّس، وتظلّ الزوجة ترتديه طوال حياتها الزوجية.

أما العرب، فيعتقدون أن الذهب لا يفقد قيمته أبداً، فهو ليس مجرد زينة، بل استثمار مضمون يحفظ المال ويضمن الأمان المالي للعائلة. ولهذا السبب يرتبط الذهب ارتباطاً وثيقاً بالزواج، إذ يجب على الرجل أن يشتري مجوهرات للمرأة عند خطبتها، لتصبح رمزاً للمكانة الاجتماعية والاحترام، وفي الوقت نفسه ضماناً مالياً لها. 

وفي التقاليد الإسلامية، يُثنى على النساء أن يتزينّ بالذهب باعتباره رمزاً للجمال والبركة، فيما يُنهى الرجال عن ارتداء الحلي الذهبية. أما النقوش الهندسية الدقيقة التي تميّز بعض المجوهرات الذهبية في المنطقة، فهي انعكاس للمبادئ الفنية الإسلامية، وتجسيد مادي للثقافة الدينية المنقوشة في المعادن.

 

ذهب (أ ف ب).

ذهب (أ ف ب).

 

وتقول العروس الإماراتية حمدة لـ"النهار" إن "شبكة العروس في الإمارات تشمل الذهب والمهر، أي طقماً من الذهب الأبيض أو الألماس مع الدبلة والساعة، بالإضافة إلى الذهبة، حيث تُزيَّن العروس بالذهب الإماراتي، مثل الهيار، وهي قطعة ذهبية تزيّن الرأس ومطعّمة أحياناً بالأحجار الكريمة، والمرتعشة (عقد)، والمرية (عقد طويل)، والكواشي (الحلقان)، والشاهد (الخاتم)، والحيول (أساور)، إلى جانب حزام الذهب، ومصباح زايد، ومصباح سلامة".

أما العروس المصرية أروى، فقالت لـ"النهار" إنها "اختارت شبكتها لتكون ذهباً بالكمال بوزن 100 غرام، بالإضافة إلى طقم وقطع من الذهب بما يوازي الحجم المتفق عليه بين العائلتين، مع تحديد العيار الذي يفضله كل طرف، سواء كان 18 أو 21 أو 24 قيراطاً".

 

ذهب (أ ف ب).

ذهب (أ ف ب).

 

ويحتل الذهب مكانة مميزة في الثقافة السعودية، إذ كان قديماً رمزاً للثروة ومخزناً للقيمة تحفظه النساء في شكل أساور وقلائد وخلاخل. ومع تطور المجتمع، تنوعت التصاميم وازدادت فخامة، لكن لا يزال الذهب ركيزة أساسية في زينة المرأة السعودية، خاصة في الأعراس والمناسبات.

في تركيا، العروس تُزيّن بالكامل بالمجوهرات الذهبية من رأسها وحتى قدميها، بحيث يشمل الذهب: العقود، الحلقان، الأساور، الخواتم، وحتى أحزمة ذهبية حول الوسط، أحياناً تتجاوز قيمة هذه القطع الذهبية ثروة كبيرة.

"الطربوش"، المرصع بقطع الذهب والمصنوع من الفضة والجوخ، كان يعتبر من أهم القطع المقدمة إلى عرائس السويداء والتي تضاف إلى "جهاز العرس"، ويكمل لباس الزفاف التراثي، وتمتاز به محافظة السويداء وبعض مناطق الجولان وجبل لبنان.

 

camera iconعروسان في السويداء يرتديان الزي التقليدي (Redwan Ammar)

camera iconعروسان في السويداء يرتديان الزي التقليدي (Redwan Ammar)

 

ومع مرور الزمن، تظل المجوهرات الذهبية رابطاً ملموساً بجذورنا الثقافية وعلاقاتنا الشخصية. ويساعد فهم الأهمية الثقافية للذهب على تقدير تنوع التعبير البشري والتواصل من خلال الزينة.

  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق