نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أب يروي مأساة ابنه.. من «التستر» على التعاطي إلى «إعلان الوفاة» بجرعة زائدة - هرم مصر, اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 09:23 مساءً
هرم مصر - بين ألم الفقد ومرارة التجربة، حكى أب خليجي قصة ابنه التي بدأت بسقوطه في فخ إدمان الحبوب المخدرة في سن مبكرة، وانتهت بوفاته نتيجة جرعة زائدة، بعد محاولات يائسة لإنقاذه بالعلاج، مؤكداً أنه لا يبحث عن التعاطف، بل يريد نقل تجربته للآخرين حتى لا يتعرضوا لمعاناته هو وأسرته، سواء أثناء رحلة تعاطي ابنه، أو حزنهم عليه بعد وفاته.
وكشف الأب أنه تعرّض لصدمات بالغة في تجربته مع ابنه، إذ اكتشف أنه في مرحلة متأخرة من التعاطي، وأنه ضبط سابقاً أثناء سفره ووالدته مع ابن آخر لعلاجه في الخارج. كما تبيّن له أن المدرسة رصدت سلوكياته، لكنه لم يصارح الأسرة بذلك.
وتفصيلاً، قال الأب في حديثه مع بودكاست «متعافي» شرطة دبي، الذي تُديره مهرة المرزوقي، إن ابنه كان لطيفاً وذكياً ومحبوباً من كل أفراد الأسرة والمحيط الاجتماعي، وكان يحظى مثل أشقائه باهتمام والديه، لافتاً إلى أنه كان يحرص على توصيله إلى المدرسة ومنها بنفسه حتى سن الـ17 عاماً، إلى أن تغيرت سلوكياته فجأة، وبدأ ينعزل تدريجياً عن الأسرة، ويقضي معظم الوقت داخل غرفته، أو مع أصدقاء ليسوا معروفين لذويه، ثم بدأ يشعر أن هناك شيئاً مريباً يحدث.
وأضاف أن ابنه تعرض لحادث مروري أثناء مرافقة أحد أصدقائه، تسبب في إصابته بإصابات بليغة، وسافر معه إلى الخارج للعلاج، وهناك اكتشف شيئاً غريباً، إذ أخبرته طبيبة التخدير بأنه لا يستجيب لعمليات التخدير، ونبهته إلى احتمالات أنه يتعاطى المخدرات، لافتاً إلى أنه لم يستطع فحصه رسمياً هناك لأنه تجاوز سن الـ18، ولا يجوز ذلك دون موافقة الابن أو الشخص نفسه.
وتابع أنه بدأ في مراقبته بعد عودتهما من الخارج، إلى أن عثر على أدوات تعاطٍ، منها إبر مخدرة وحبوب، فواجهه بمعزل عن أشقائه، وانهار الابن ونزل على قدميه يريد تقبيلهما حتى يعفو عنه.
وتابع الأب: «التزم لفترة، بل أعاد دراسة الثانوية العامة، وحصل على معدل جيد، لكن الأمور لم تسر كما تمنيت».
ولفت إلى أنه ارتكب خطأ آخر في هذه المرحلة، وهو التستر عليه، ومحاولة احتواء المشكلة داخل إطار الأسرة، فمنعه من الخروج، وحرمه من النقود كلياً، لكنه فوجئ بأن المخدرات كانت تصله إلى المنزل دون أن يعرف المصدر أو طريقة وصولها.
وقال إنه حذر الجميع من أنه سيبلغ الشرطة إذا ثبت له تورط ابنه في التعاطي مرة أخرى، واكتشف أنه عاود التعاطي فعلياً، وأن أمه تسترت عليه متأثرة بعاطفة الأمومة.
وأضاف: «كنا نعتقد بأن التستر سيحميه. أردنا أن نجنّبه الفضيحة، لكننا كنّا نجهل أن التستر يقتل»، لافتاً إلى أنه أبلغ شرطة دبي عن ابنه، بعد أن أدرك صعوبة علاجه أو تقويمه بمفرده، وكانت الصدمة أن لديه سابقة تعاطٍ، إذ ضبط من قبل شرطة أبوظبي حين كان والداه في رحلة علاجية مع ابن آخر، ودخل السجن، وقضى نحو ستة أشهر، لكنه ارتد إلى التعاطي مرة أخرى بعد خروجه.
وذكر أنه ألحق ابنه بمركز إرادة للعلاج والتأهيل، لكنه فر، وأصبح من الصعب احتواؤه والسيطرة عليه، مشيراً إلى أنه تحول من ابن مهذب بار بوالديه، يتجنب حتى النظر في عينيه، إلى فتى قاسٍ، أناني، حاد الطباع والمزاج، ولم يطل الوقت قبل وفاته متأثراً بالتعاطي.
وأكد الأب حرصه على الظهور وتوصيل رسالته، لأنه يشعر بحزن بالغ كلما مر على عزاء أو جنازة شاب صغير توفي للسبب ذاته، ويريد مشاركة تجربته مع كل أب وأم حتى لا يكرروا الأخطاء ذاتها، لأن الاكتشاف المبكر للتعاطي، واللجوء إلى القنوات الصحيحة، وتحديداً الشرطة والنيابة العامة، كفيل بإنقاذ الأبناء.
ونصح الآباء بتجنب الشعور بالخزي والعار عند اكتشاف تعاطي أحد الأبناء، فالخوف من المجتمع لن يقود إلا إلى تفاقم المشكلة، والنهايات المأساوية الحزينة، مثل حالته، إذ ظن أنه يستطيع التكتم على المشكلة، لكن الحقيقة أنها أكثر تعقيداً من قدرة الأسرة على حلها أو التعامل معها.
وأوضح أنه قريب جداً من أبنائه، ويحرص على مرافقتهم بنفسه وتوصيلهم إلى مدارسهم، لكنه اضطر للاعتماد على أشخاص آخرين في رعاية ابنه أثناء سفره هو وزوجته إلى الخارج.
وقال: «لا يمكن أن يهتم أحد بالأبناء مثل الوالدين».
وأكد أهمية تكاتف المجتمع كله في التصدي لمشكلة الإدمان، فلا يقول أحد «أنا وأسرتي في أمان»، بل يجب أن يساعد الجار والصديق وصاحب محل البقالة وكل فرد آخر في المجتمع، بعضهم بعضاً، وينبهوا الأسرة إذا لاحظوا تغيراً في سلوكيات الابن.
وشدد على أهمية دور المدرسة، لأنها الحاضنة الأولى، ويقضي فيها الأبناء ساعات طويلة تتيح رصد سلوكياتهم، وتحديد الجانحين من الطلبة، لافتاً إلى قناعته بأنه لو تلقى تحذيراً مبكراً لاختلف الوضع.
ونوه بتعامل شرطة دبي والنيابة العامة مع ابنه المتوفى وذويه، فلم يشعرنا أحد بأننا أمام جريمة، بل مرض وابتلاء يستدعي الصبر والدأب حتى يتعافى صاحبه، مناشداً الآباء الذين يواجهون المشكلة ذاتها إبلاغ الشرطة أو النيابة العامة أو جهات العلاج المختصة مباشرة، فالقوانين تعفي من المساءلة القانونية، وسيخضع للعلاج اللازم تحت إشراف ورقابة.
خط الدفاع الأول
• المجتمع والأسرة هما خط الدفاع الأول: الانتباه للتغيرات السلوكية (العزلة، الغياب المتكرر، الانفعال الزائد) قد ينقذ حياة الابن قبل أن يقع في فخ الإدمان.
• المخدرات الصناعية (الحبوب والمواد الكيميائية) هي الأكثر انتشاراً بين الشباب، لسهولة الحصول عليها، مقارنة بالمواد التقليدية.
• التبكير في التدخل يزيد من فرص العلاج بنسبة تصل إلى 70%، بينما التأخر قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة، مثل الانتحار أو الوفاة المبكرة.
• تجاهل مشكلة الإدمان يُلحق ضرراً أكبر بالشخص الذي يُعاني وبمن يهتمون لأمره. وأفضل ما يُمكن فعله البقاء حاضراً، ومُطلعاً، وداعماً.. لكن ليس عليك القيام بذلك بمفردك.
• لا يقتصر الإدمان على عدد مرات تعاطي مادة ما، بل يتعلق أيضاً بأسباب تعاطيه لها.. قد يبدأ الأمر بالفضول، أو مواجهة الصدمات النفسية أو الألم العاطفي، أو ضغط الأقران، أو حتى محاولة تحسين الأداء البدني.
• الأب اكتشف أن ابنه في مرحلة متأخرة.. وسبق ضبطه من الشرطة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : أب يروي مأساة ابنه.. من «التستر» على التعاطي إلى «إعلان الوفاة» بجرعة زائدة - هرم مصر, اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 09:23 مساءً
0 تعليق