نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النسخة الـ4 للمعرض الأفريقي للتجارة البينية في الجزائر... أيّ أهداف سياسية واقتصادية في الأفق؟ - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 08:10 صباحاً
هرم مصر - بتوقعات لشراكاتٍ تتعدّى قيمتها 44 مليار دولار، وبتجنّدٍ رئاسي وحكومي فريد، وبحضور أفريقي رسمي واقتصادي وسياسي لافت، تحاول الجزائر العودة الجادّة إلى أفريقيا باحتضانها أحد أهم التجمّعات الاقتصادية في القارة.
انطلقت فعاليات "المعرض الأفريقي للتجارة البينية" في نسخته الرابعة بالجزائر الخميس 4 أيلول/سبتمبر، وسط اهتمام سياسي واقتصادي وإعلامي واسع، ما جعل البلد في حالةٍ من "التعبئة" العامة.
اجتماعاتٌ رئاسية وحكومية ومحلية، وتأجيلٌ للدورة البرلمانية وللتظاهرات الثقافية، ومنعٌ لسير الشاحنات... كلها إجراءات في حضرة معرض أفريقي يُشارك فيه نحو ألفي مشارك من 140 دولة، بتطلعات لإبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية وبآفاق نحو تفعيل حقيقي لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
جانب من المعرض الأفريقي للتجارة البينية في الجزائر (النهار)
وأولت السلطات الحكومية في الجزائر إنجاح الحدث اهتماماً بالغاً، إذ يقول مُتابعون إنّها تريد من هذا المعرض أن يكون فرصة لإعادة تأكيد الدور الجزائري كمحرك سياسي واقتصادي في قارة أفريقيا. ويرى المحلل السياسي العيد زغلامي أنّ التوجّه الجيوستراتيجي للجزائر يتمحور حول إعادة ربط علاقاتها المتميزة مع الدول الأفريقية، بعدما كانت مُهملة في وقتٍ مضى، مؤكداً لـ"النهار" أنّ "احتضان الجزائر هذه النسخة من المعرض الأفريقي للتجارة البينية يدل على أنها عادت من جديد لتجسيد انتمائها ودفاعها عن القارة الأفريقية".
ويشير إلى أنّ "هدف السلطات الحكومية في الجزائر هو إظهار التزامها عملياً الدفاع عن أفريقيا اقتصادياً بعدما دافعت عنها سياسياً"، لافتاً إلى أنّ الجزائر تريد الدفعَ من جديد نحو مزيدٍ من السيادة الاقتصادية لأفريقيا.
ويوضح زغلامي أنّ السيادة الاقتصادية الأفريقية "مشوارٌ طويل وشاقّ يتطلب وقتاً وإرادة سياسية ولكنها غير مستحيلة"، مضيفاً أنّ "هذه النسخة من المعرض الأفريقي تدخل في إطار التجسيد والتطبيق التدريجي لتوجهات ما يسمّى African Continental Free Trade Association أو ما يُعرف بالسوق الأفريقية، ويدخل كذلك في أجندة 2063 بمرتكزات أفريقيا آمنة وأفريقيا متطورة ومستقلة وأفريقيا مزدهرة ولها صوت ونفوذ في المحافل الدولية".
ويلفت المحلل السياسي إلى أنّ "التكامل والاندماج هو الهدف، لكن المأمورية لم تكن ولن تكون سهلة، خصوصاً في وجود عراقيل وتدخلات خارجية"، مؤكداً أنّ الإرث الكولونيالي للدول الأفريقية يجعلها في مواجهة صعوبات تقنية وسياسية واقتصادية لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود.
يضرب زغلامي الجزائر مثالاً، إذ استطاعت تجسيد بعض هذا الطموح من خلال شروعها في تفعيل ذاك التكامل بطريقة تدريجية جهوياً وإقليمياً، حيث "أقدمت على فتح أسواق في كل من موريتانيا والنيجر، ومناطق للتبادل الحر مع ليبيا بمنطقة الدبداب على وجه التحديد، إضافة إلى إنشاء فروع بنكية في كل من موريتانيا والسنغال".

جناح المسيرات في المعرض الأفريقي للتجارة البينية في الجزائر (النهار)
من جانبه، يؤكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، أن المعرض الأفريقي للتجارة البينية أهم حدث اقتصاديّ أفريقي بغضّ النظر عن مكان انعقاده. ويقول لـ"النهار" إنّ أهمية المعرض "تكمن في أنه يوحّد جميع المتعاملين والمؤسسات الاقتصادية في أفريقيا بمكان واحد، في وقتٍ تعمل فيه كبريات الدول في العالم والشركات المتعددة الجنسيات على اقتحام السوق الأفريقية"، مشيراً إلى أنّ "للقارة الأفريقية موارد هائلة على غرار تلك المتعلقة بالطاقة والبلاستيك والمعادن باختلافها، وهو ما تحتاج إليه البلدان الصناعية".
ويؤكد بولنوار أن أفريقيا أيضاً "سوقٌ استهلاكية ضخمة بأكثر من مليار ونصف مليار نسمة، وبالتالي فهي مَطمَع القوى الاقتصادية الكبرى"، لافتاً إلى أنّ "المعرض الأفريقي للتجارة البينية تحضُره مؤسسات مهتمة من خارج أفريقيا وكذا شركات ومنظمات إقليمية ودولية من أوروبا وأميركا وآسيا ما يدلّ على أهميته ووزنه الاقتصادي القاري والدولي".
وبالنسبة إلى الجزائر، يقول بولنوار إنّ موقعها الاستراتيجي يسمح لها بأن تكون نافذة أفريقيا وبوابتها الرئيسية ومحركها الأساسي، "غير أنّ هذا لن يتعزّز إلا بالاعتماد على قوة اقتصادها وتنويع أسواقها الخارجية قاريّاً، ما يفتح المجال لها لنفوذ أكبر وتموقع أقوى في الساحة الأفريقية".
ويرى بولنوار أن المعرض "فرصة لنا كجمعية مهنية من أجل توسيع علاقاتنا مع المنظمات المهنية"، مشيراً إلى أن "هدف رفع حجم التبادل التجاري لا بدّ من أن يمر بربط جسور متينة مع شبكة التوزيع بمختلف البلدان، مع استغلال نشاط تجارة المُقايضة"، مقدماً اقتراحات بتنظيم معارض دورية أفريقية متخصصة بالزراعة وأخرى بالتكنولوجيات والمواد الأولية وغيرها.
0 تعليق