انطلقت في جامعة العلوم والتكنولوجيا، اليوم الأحد، فعاليات الورشة التدريبية بعنوان "حوكمة المياه في الظروف غير المستقرة"، والتي نظمها مركز دبلوماسية المياه بالتعاون مع معهد IHE Delft للتعليم في مجال المياه بهولندا، ضمن إطار مشروع "السلام الأزرق في الشرق الأوسط لتطوير القدرات" والمدعوم من الحكومة السويسرية.

رعى فعاليات الافتتاح مندوبًا عن رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور أحمد العجلوني، نائب الرئيس، الذي أكد في كلمته أن المياه تمثل أساس الحياة والتنمية والازدهار، غير أنها تواجه اليوم تحديات متعاظمة نتيجة التغير المناخي، والنمو السكاني المتسارع، وازدياد الطلب، إلى جانب التوترات الجيوسياسية.

وأشار العجلوني إلى أن استضافة الجامعة لهذه الورشة يأتي انسجامًا مع رسالتها في دعم البحث العلمي التطبيقي وتوفير منصات للحوار الإقليمي والدولي، مشددًا على أن الجامعة، ومن خلال مركز دبلوماسية المياه، تسهم في بناء القدرات وتطوير الحلول المستدامة لقضايا المياه بما يعزز مكانتها كمحرك رئيسي للتعاون والمعرفة في المنطقة.

وشهد حفل الافتتاح حضور أكثر من 60 مشاركًا من مختلف القطاعات، بينهم 26 ممثلًا من دول مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط (الأردن، العراق، إيران، سوريا، لبنان وتركيا)، والذين سيواصلون المشاركة في برنامج تدريبي مكثف يمتد لخمسة أيام يقدّمه كل من الدكتور ألكساندر ميلاند، والدكتورة غابرييلا كوادريادو كيسادا، من معهد IHE Delft.

مدير مركز دبلوماسية المياه الأستاذ الدكتور متوكل عبيدات بيَّن أن انعقاد هذه الورشة يأتي في وقت حرج تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات متزايدة في مجال المياه بفعل تغيّر المناخ، والنمو السكاني، والتلوث، والتوترات الجيوسياسية.

وأوضح أن الورشة، وهي السادسة التي ينظمها المركز ضمن مشروع "السلام الأزرق في الشرق الأوسط لتطوير القدرات" الممول من الحكومة السويسرية، تشكّل فرصة لتبادل الخبرات والمعارف وتعزيز القدرات الفردية والمؤسسية من أجل تحويل المياه إلى مصدر للتعاون والاستقرار والازدهار المشترك، لافتًا إلى أن باب التقديم لبرنامج الماجستير في دبلوماسية المياه ما يزال مفتوحًا مع توفر منح دراسية للطلبة من دول السلام الأزرق.

كما أكد الدكتور ألكساندر ميلاند على أهمية هذه الورشة ودورها في تعزيز ممارسات دبلوماسية المياه في المنطقة، موضحًا أنها تمنح المشاركين فهمًا معمقًا للأبعاد الاجتماعية والقانونية والسياسية لحوكمة المياه في ظل التحديات الراهنة.

من جهته، قدّم الأستاذ الدكتور وسيم برهم عرضًا حول مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، تناول فيه نشأتها وإنجازاتها ودور مركز دبلوماسية المياه كركيزة تعليمية للمبادرة.

وسيتضمن البرنامج التدريبي الممتد لخمسة أيام أنشطة عملية تشمل دراسات حالة وتمارين محاكاة وزيارات ميدانية، تهدف إلى تحليل كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمياه، والجهات المشاركة فيها، والأطر القانونية والمؤسسية المنظمة لها، كما سيناقش المشاركون تحديات مشتركة أبرزها تغير المناخ، النزوح السكاني، الفجوة بين الحضر والريف، وضعف المؤسسات، مع البحث عن حلول قائمة على الحوكمة التكيفية والعادلة.

واختُتم اليوم الأول بجلسات علمية قدمها الدكتور ألكساندر ميلاند حول "حوكمة المياه والحكومية"، والدكتورة غابرييلا كوادريادو كيسادا التي تناولت الأدوار والقراءات التحضيرية لمحاكاة الحوكمة المائية.