هرم مصر - ويحمل عيد السياحة بعدًا تاريخيًا عريقًا. إذ تعود بدايته إلي منتصف القرن الثامن عشر عندما أبرم الشيخ أحمد الظافر المدني. مؤسس الطريقة المدنية المنتشرة في واحة سيوة وصحراء مصر الغربية. صلحًا تاريخيًا بين السيويين الشرقيين والغربيين. لينهي بذلك صراعًا طويلًا ويؤسس لمرحلة جديدة من التآخي والتعايش. ومنذ ذلك الحين. أصبح الاحتفال عادة سنوية يحرص أهالي سيوة علي إحيائها للتأكيد علي وحدة الصف والسلام الاجتماعي.

ويشرح الشيخ عمر راجح. أحد مشايخ الواحة. أن جوهر العيد يقوم علي جمع أبناء القبائل المتخاصمين في يوم خاص للمصالحات. حيث تنتهي جميع الخلافات بوجود العواقل والمشايخ. ثم يتشارك الجميع في تناول الطعام علي مائدة واحدة. في مشهد فريد يعكس المساواة بين الغني والفقير. ويكرس معني لا خصومة تدوم في المجتمع السيوي.

ويضيف محمد جيري. مدير مكتبة مصر بسيوة. أن فعاليات العيد تبدأ منذ الصباح الباكر بتجمع الأهالي - شيوخًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا - علي جبل الدكرور. حيث يحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام علي رأسه لتقديمها للناس جميعًا دون تفرقة. ولا يبدأ تناول الطعام إلا بعد إشارة البدء التي يطلقها القدوة الجالس في أعلي مكان علي الجبل. ويعقب ذلك حلقات ذكر وإنشاد ديني تنظمها الطريقة المدنية. بينما يتوجه الشباب والأطفال إلي ساحات البيع الممتلئة بالهدايا والحلويات والمأكولات الشعبية.

وتصل الأجواء إلي ذروتها في اليوم الختامي بمسيرة مهيبة مشيًا علي الأقدام. يشارك فيها جميع أهالي سيوة حاملين الأعلام الخضراء ومرتدين زيهم التقليدي. مرددين الابتهالات والأدعية من جبل الدكرور وحتي ميدان سيدي سليمان بجوار المسجد الكبير بوسط المدينة. في لوحة فنية وإنسانية تبهر الزوار والسياح.

وأكد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح. حرص المحافظة علي إنهاء كافة الاستعدادات الخاصة بهذا الحدث الفريد. من خلال توفير الخدمات والتجهيزات اللازمة لاستقبال آلاف الزوار من المصريين والعرب والأجانب الذين يحرصون علي حضور الاحتفالات سنويًا. مشيرًا إلي أن المناسبة تمثل فرصة ذهبية للترويج السياحي للواحة وإبراز مقوماتها الفريدة من طبيعة خلابة. وصناعات تراثية. وطقوس إنسانية تعكس صورة مصر الأصيلة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل