التثقيف الصحي خطُّ دفاعٍ أوّل عن الحياة الكريمة - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التثقيف الصحي خطُّ دفاعٍ أوّل عن الحياة الكريمة - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 07:56 صباحاً

هرم مصر - في مناسبة اليوم العالمي لمحو الأميّة، لا يقتصر النقاش على القدرة على القراءة والكتابة، بل يتوسّع ليشمل الأميّة الصحيّة، أي ضعف الثقافة الصحّية وضعف القدرة على فهم المعلومات الطبّية. هذا النوع من الأميّة لا يقلّ خطورة، خصوصاً حين يترك انعكاسات مباشرة على الصحّة النفسيّة.

في حديث لـ"النهار"، يؤكد الاختصاصي النفسي سامر أبي عبد الله أنّ الأميّة الصحيّة تمثّل "عامل خطر نفسي–اجتماعي"، موضحاً أنّها ترتبط بارتفاع نسب القلق والاكتئاب والضغط النفسي، إلى جانب تراجع جودة الحياة عموماً.

ويشرح: "الأشخاص الذين يفتقرون إلى الفهم الصحّي يعانون صعوبة في استيعاب حالتهم المرضيّة أو متابعة التعليمات الطبّية، ما يخلق لديهم قلقاً مفرطاً وخوفاً من المجهول. كثيرون يطوّرون أفكاراً كارثية مثل: ’أنا مصاب بمرض خطير، لن أتعافى‘، وهذا كفيل بأن يضاعف معاناتهم النفسية".

 

 

صورة تعبيرية.

قلق، إحباط وعزلة اجتماعية

بحسب أبي عبد الله، لا يقتصر الأمر على القلق، بل يتعدّاه إلى انخفاض الشعور بالتحكم في الذات، ما يولّد إحباطاً واكتئاباً. والخوف من الوصمة يدفع بعض المرضى إلى تجنّب طلب المساعدة أو طرح الأسئلة "خشية أن يُنظر إليهم على أنّهم جهلة"، ما يزيد من العزلة الاجتماعية ويضعف شبكات الدعم النفسي.

ويضيف: "غياب الفهم الجيد للعلاج قد يقود إلى تفسيرات خاطئة أو اللجوء إلى خرافات ومعتقدات شعبية، الأمر الذي يفاقم الضغط النفسي ويجعل التكيّف مع المرض أكثر صعوبة".

المعلومات المضللة: خطر مضاعف
إلى جانب الأميّة الصحّية، يرى أبي عبد الله أنّ "المعلومات المغلوطة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل خطراً آخر لا يقلّ شأناً". فهي تزيد القلق المرضي، وتدفع البعض إلى اتباع نصائح غير علمية، مثل الحميات القاسية أو العلاجات بالأعشاب، ما يؤدّي إلى خيبة أمل وإحباط.

ويشير إلى أنّ "التعرّض المستمر لكمّية هائلة من المعلومات غير الدقيقة يسبّب ما يُعرف بإرهاق المعلومات أو Infodemic Fatigue، وهو ما يرهق العقل ويؤدّي إلى اضطرابات النوم والضغط النفسي المستمر".

لماذا ينجذب الناس إلى المغالطات؟
يرى الاختصاصي أنّ الميل إلى تصديق هذه المعلومات يعود إلى عوامل عدّة، أبرزها "الانحيازات المعرفية التي تجعل الأفراد يفضّلون التفسيرات البسيطة والقصيرة، بالإضافة إلى الصياغة العاطفية التي تُغلف بها الأخبار المضللة، فضلاً عن فقدان الثقة بالمؤسسات الصحّية لدى شريحة من الناس".

الحلّ: تثقيف وتحليل نقدي
أمّا عن سبل المواجهة، فيشدّد أبي عبد الله على أنّ "التثقيف الصحي هو خط الدفاع الأوّل". ويوضح أنّه يشمل تعزيز التفكير النقدي، التحقق من المصادر العلمية، والوعي بالتحيّزات الذاتية، إلى جانب إدارة الانفعالات أمام الأخبار المثيرة.

ويضيف: "عندما يمتلك الفرد معرفة صحيّة كافية، يشعر بمزيد من السيطرة على وضعه الصحّي والنفسي، ويصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات". والتثقيف الصحّي الجماعي عبر الحملات وورش العمل يعزّز الدعم الاجتماعي ويقلل من العزلة النفسية.

في ختام حديثه، يلفت أبي عبد الله إلى أنّ "محو الأمية الصحيّة ليس خياراً ثانوياً، بل ضرورة مجتمعية لحماية الصحة النفسية قبل الجسدية". فالمعركة ضد الأميّة الصحّية، برأيه، هي معركة من أجل الكرامة الإنسانية وجودة الحياة، بقدر ما هي معركة من أجل البقاء بصحّة وعافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق