كتب خليل الشيخ:
"هي مش أكتر من فرصة يمكن تساعدنا في العثور على جثمانه لو كان فعلاً قد استشهد"، هكذا قال والد الفتى يامن أبو مسامح (17 عاماً) الذي فُقدت آثاره بعد توجهه إلى مكان الحصول على مساعدات غذائية قادمة من مفترق "زيكيم"، شمال قطاع غزة، قبل نحو أسبوعين.
وأضاف: "هو طلع من الدار لوحده وانضم لمجموعات الباحثين عن مساعدات بس مرجعش لحد اليوم، ولما سألنا محدش فادنا عن مصيره".
ويُعد الفتى أبو مسامح واحداً من عشرات المواطنين المفقودين الذين كانوا قد توجهوا إلى مكان توزيع المساعدات الغذائية ولم يعودوا.
وتشهد تلك المناطق إطلاق نار كثيف باتجاه هؤلاء الباحثين عن الطعام، ما تسبب باستشهاد أكثر من 550 وجرح مئات آخرين، وفقد العشرات في مناطق التوزيع التي عرفت بـ"ساحات الموت الإسرائيلية".
وزادت الأنباء المتلاحقة عن فرص توقف إطلاق النار في قطاع غزة من آمال ذوي المفقودين، بمعرفة مصير أبنائهم الذين خرجوا لجلب مساعدات لأسرهم بلا عودة.
وتابع أبو مسامح: "لما كان هناك سمعنا عن وجود شهداء كتير وتوقعنا أنو بينهم، بس الإسعاف بلغنا انو مشافش جثته، ولا قدر يوصل لكل المناطق اللي استشهدوا فيها الناس".
وأعرب عن أمله في أن يتيح الاتفاق إمكانية الوصول إلى تلك المناطق التي تصنف كمناطق حمراء، والبحث عن جثة ابنه.
من جهتها، أكدت مصادر محلية قيام جيش الاحتلال بفتح النار باتجاه جموع الباحثين عن المساعدات بشكل عشوائي، ما يتسبب باستشهاد العشرات يومياً، لافتة إلى أن شهود عيان كانوا قد أبلغوا عن قيام جيش الاحتلال بدفن جثامين بعضهم في المكان، وهو ما قد يصعّب من عمليات البحث عنهم في حال تم الوصول إلى تلك المناطق والبحث فيها.
وتوقعت المصادر الكشف عن مقابر جماعية إذا تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من البلاغات عن مفقودين كانوا قد توجهوا إلى مناطق توزيع المساعدات، من بين هؤلاء المواطن أيمن المقيد (45 عاماً) الذي فقدت آثاره في منطقة "السودانية" شمال القطاع.
وقال شقيقه الأصغر أشرف: "لغاية اللحظة مفيش أخبار عنه بس عنا أمل كبير اننا نلاقي جثمانه إذا اليهود بنسحبوا من شمال بيت لاهيا".
بدوره، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً، إنه يتابع بقلق فقدان المواطنين بعد توجههم إلى نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في كافة مناطق التوزيع.
وأوضح منسق المركز غازي المجدلاوي، في تصريحات صحافية، أن الفترة الماضية شهدت زيادة في أعداد هؤلاء المفقودين بشكل عام، والمفقودين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بشكل خاص.
وحذر المركز من خطورة تكرار حوادث اختفاء المواطنين بعد انقضاء فترة التوزيع اليومي، وغياب أي معلومات عنهم بسبب حالة الفوضى الأمنية، محملاً الاحتلال المسؤولية عن سلامة ومصير هؤلاء المفقودين، الذين تواجدوا في مناطق تخضع لسيطرته العسكرية بالكامل، قبل اختفائهم.
0 تعليق