محللان: المقاومة قدمت مرونة كبيرة ونتنياهو لن يوقف حرب غزة - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يفاجئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) الفلسطينيين والمراقبين بإعلان رفضه للتعديلات التي أدخلتها المقاومة الفلسطينية على المقترح القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ يسعى لفرض شروطه ورؤيته للحل.

وقال بيان لمكتب نتنياهو إنه تسلم الليلة الماضية "التعديلات التي تطلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إدخالها على المقترح القطري لوقف إطلاق النار" مؤكدا أنها غير مقبولة. وأضاف البيان أنه تم قبول الدعوة لإجراء محادثات لإعادة الأسرى على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل.

ولفت البيان إلى أن فريق وفد التفاوض الإسرائيلي سيغادر اليوم الأحد لإجراء محادثات في الدوحة.

وسلمت حركة حماس مساء الجمعة ردها على المقترح إلى الوسطاء بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.

وحسب ما نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، فإن حماس تتمسك بـ3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق، وهي العودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، وتمديد وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة، وانسحاب واضح وملموس للجيش الإسرائيلي من المناطق التي ينتشر فيها داخل قطاع غزة.

ومن وجهة نظر مراقبين فلسطينيين، فإن المقترح الذي وضع على طاولة المقاومة الفلسطينية هو مقترح سيئ، لأنه لا يضمن وقف الحرب ولا وقفا مؤقتا لإطلاق النار، وهو ما يشير إليه الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور عبد الله عقرباوي -في تحليل لقناة الجزيرة- بقوله إن الاحتلال الإسرائيلي يرفض مثلا استخدام مصطلح الانسحاب أصلا ويستخدم إعادة الانتشار، ويرفض وقف إطلاق النار حتى المؤقت ويتحدث عن وقف العمليات الهجومية.

ويعيب عقرباوي على موقف الاحتلال الإسرائيلي أنه يريد الإبقاء على الآلية الحالية لتوزيع المساعدات من أجل التحكم في معنويات ونفسيات الغزيين وفتح المجال لقتل عدد أكبر منهم، مشيرا إلى أن المقاومة ذهبت إلى أبعد حد من المرونة من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب، واستطرد قائلا "بصراحة وبكل وضوح، فإن المقترح الذي وضع أمام المقاومة لا يوصل إلى وقف إطلاق النار، لا دائم ولا مؤقت، ولا يدخل المساعدات ولا يفتح المعابر".

إعلان

كما يشكك فلسطينيون في الموقف الأميركي الداعم دوما لإسرائيلي، إذ يقول عقرباوي إن واشنطن لم تقدم ضمانات حقيقية بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، والأميركيون ليسوا وسطاء بل شركاء في الجريمة التي ترتكب في غزة.

ويذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع التوصل لاتفاق خلال الأسبوع الجاري، لكنه لم يقدم إطارا واضحا لما سيتم في حال فشل الطرفان في التوصل لاتفاق خلال مدة الشهرين المقترحة للهدنة.

خطة تهجير

ويصف محللون آخرون أن القضايا الثلاث التي تتمسك بها المقاومة الفلسطينية هي جوهرية ومهمة جدا، ويقول الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية، شادي الشرفا -في تحليل على قناة الجزيرة- إن قضية المساعدات يفترض أنها تحصيل حاصل، لكن الاحتلال الإسرائيلي جعلها نقطة ابتزاز للوفد الفلسطيني المفاوض.

ويرى الشرفا أن الإصرار الإسرائيلي على عدم الانسحاب مما يسمى محور موراغ جنوبا حتى محور فيلادلفيا، سببه أن إسرائيل تجهز هذه المنطقة لتحويلها إلى معسكر اعتقال كبير للفلسطينيين تمهيدا لتهجيرهم.

ووفق الحسابات الإسرائيلية وخاصة داخل الجيش وبعض السياسيين، فإن المفاوضات التي يجري الحديث عنها يمكن أن توفر الفرصة لتحقيق أهداف من الحرب، ومن أبرزها "القضاء على حماس بشكل كامل وتهجير قياداتها وتسليم سلاحها". أما الهدف الإستراتيجي للاحتلال -كما يوضح الشرفا- فهو التهجير الكامل للفلسطينيين، لكن هذه المسألة مرتبطة بمعادلات إقليمية ودولية.

ورغم زعم تمسكه هذه المرة بالمفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، يطالب نتنياهو المستوى العسكري بإعداد الخطط اللازمة لتحقيق السيطرة الكاملة للجيش على قطاع غزة، أي تحقيق الأهداف حتى لو بإعادة الحرب مرة أخرى.

وفي السياق نفسه، قالت "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن نتنياهو لا يزال يزرع العقبات في طريق التوصل إلى الصفقة، بهدف الحفاظ على ائتلافه لدورة برلمانية أخرى، معتبرة أن تمديد الاتفاق مع حركة حماس على مراحل، وجعله يمر بخطوات متعددة وطويلة، يتم فقط بسبب تعنت إسرائيل.

ومن المقرر أن يتوجه نتنياهو غدا الاثنين إلى واشنطن للقاء ترامب في البيت الأبيض، وفقا للإعلام الإسرائيلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق