"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب محمد الجمل:


يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الـ21 على التوالي، بمزيد من الجرائم والمذابح الإسرائيلية، وتفاقم معاناة النازحين والمواطنين، بينما تتعمّق أزمة القطاع الصحي.
تواصل "الأيام" رصد ونقل مشاهد جديدة ومتنوعة من قلب الحرب والقصف والمعاناة في قطاع غزة، منها مشهد بعنوان: "مستشفى ناصر.. ضحايا لا يجدون مكاناً"، ومشهد آخر جاء تحت عنوان: "مواطنون يتساءلون هل اقتربت التهدئة!"، ومشهد ثالث يسلّط الضوء على قطاع الصيد البحري، وما يوفره من كميات محدودة من الأسماك الصغيرة، التي تُباع بأسعار عالية.

 

مستشفى ناصر يعمل بصعوبة
رغم التهديد المستمر بالإخلاء، وتواصل القصف في محيط مجمع ناصر الطبي، في خان يونس، جنوب قطاع غزة، إلا أنه مازال يعمل بصعوبة بالغة، وتُحاول الطواقم الطبية المتواجدة فيه تقديم الإسعافات والعلاجات للجرحى والمرضى.
لكن المجمع الطبي الذي بات هو الوحيد العامل في مناطق جنوب قطاع غزة، يواجه ضغطاً غير مسبوق، بعد وصول أعداد كبيرة من الجرحى للمستشفى، خاصة إذا ما حدث ذلك في غضون وقت قصير، كما تكرر الأمر أكثر من مرة في الفترات الماضية، عند وقوع مجازر كبيرة.
وفي أكثر من مرة اضطر العاملون في المستشفى إلى تحويل عشرات الجرحى إلى مستشفيات ميدانية أخرى، بعد عجزهم عن تقديم العلاج لهم، بسبب امتلاء الأسرّة، ونفاد القدرات الطبية على تقديم العلاج للمزيد من الجرحى.
وقال مدير عام مجمع ناصر الطبي، عاطف الحوت، إن المجمع تلقى صباح أول من أمس نحو 200 ما بين مصاب وشهيد، منهم العشرات في حالة الخطر، وصلوا جميعاً دفعة واحدة، ولا يمكن لأي منظومة طبية أن تتمكن من التعامل مع هذا الكم الكبير من الضحايا، خاصة أن مجمع ناصر يعاني من اكتظاظ وإنهاك شديدين.
وناشد الحوت جميع الجهات الدولية العمل من أجل إنقاذ المنظومة الصحية في قطاع غزة، خاصة مجمع ناصر الطبي، وهو آخر مستشفى مازال يعمل جنوب القطاع، بإمداده بالمستلزمات والمستهلكات الطبية على وجه السرعة.
من جهته، أكد مدير عام المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، مروان الهمص، أن المنظومة الصحية في غزة تعمل حالياً في المستشفيات دون الحد الأدنى من الإمكانيات؛ لا أسرّة كافية، ولا مواد طبية، "حتى أننا نضطر لتقسيم قطعة الشاش الواحدة إلى ثلاث قطع كي نلبي احتياجات ثلاثة مصابين".
وبيّن الهمص أن الوضع في غاية الصعوبة، وأن مستشفى ناصر اضطر لتحويل غالبية الإصابات إلى المستشفيات الميدانية الممتلئة أساسا، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف المجازر، وإنهاء حرب التجويع، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية والمياه التي يفتقر إليها السكان المحاصرون.
وأشار الهمص إلى أن النظام الصحي في قطاع غزة يواجه انهياراً حقيقياً وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي.

 

هل اقتربت التهدئة!
بينما ينشغل الكثير من المواطنين في قطاع غزة بمتابعة تطورات الحرب مع إيران، يعتقد البعض أن الأخيرة قد تسهم في تعجيل حدوث التهدئة في قطاع غزة، خاصة إذا ما حدثت تطورات على الحرب ودخلت دول جديدة فيها.
ويرتكز أصحاب هذا الرأي في اعتقادهم على أن إسرائيل باتت ترى في غزة وحربها جبهة ثانوية غير ضرورية، وأنها بحاجة إلى سحب قواتها من داخل القطاع لزجها في جبهات جديدة، وهذا قد يدفعها إلى إبرام اتفاق تهدئة ونهاية الحرب.
لكن في المقابل يرى آخرون أن الحرب على إيران قد تؤجل التهدئة في غزة، على اعتبار أن إسرائيل منشغلة في حربها الجديدة، ولا تولي المفاوضات مع غزة أي أهمية تذكر، وهذا لن يؤدي إلى هدنة قريبة، بل سيبعدها.
وعزا أصحاب الرأي المتشائم موقفهم إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الأخيرة، ماجد الأنصاري، الذي قال إن التصعيد بين إسرائيل وإيران يؤخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال المواطن إبراهيم صالح، إنه ورغم عدد الشهداء المرتفع نسبياً خلال الأيام الماضية، إلا أن الأمور كلها تشير إلى تراجع حدة الحرب في غزة، وأن تأثيرات الحرب بدأت تظهر من خلال تجميد وتقليص العمليات البرية في قطاع غزة، خاصة في شمال القطاع وجنوبه، لاسيما بعد سحب وحدات عسكرية كبيرة من داخل غزة، من بينها لواء "الناحال"، والفرقة "98"، وكلاهما يعتبران بمثابة "رأس الحربة" الرئيس لإسرائيل في حربها داخل القطاع، بينما تحدث متابعون عن احتمال سحب إسرائيل المزيد من القوات في الفترة المقبلة.
وأوضح صالح أن اهتمامات نتنياهو تغيرت تماماً، ولم تعد غزة تشكل أي أهمية بالنسبة له، وهو الآن بصدد الانتهاء من الحرب هناك، من أجل التفرغ لمعركة إيران، التي قد تتوسع إلى جبهات أخرى في المستقبل، ولبنان وسورية مرشحتان لذلك، حسب اعتقاده.
بينما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن مسؤول عسكري قوله إن "جبهة غزة أصبحت ثانوية، وإيران هي الساحة الرئيسة لإسرائيل".
ووفق البروفسور الاسرائيلي بوعاز إيتسيلي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن، وهو مختص في دراسات الأمن وصراعات الحدود، فإنه وبغية ما سمّاه "الانتصار على إيران"، يجب أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق في غزة بأسرع وقت.
وأكد إيتسيلي، أن الحرب مع إيران ستكون طويلة ومعقدة، رغم نجاح الضربات الجوية الإسرائيلية الأولى ضد منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وهذا الوضع يتطلب تركيز الجهد الرئيسي على إيران، ما يستدعي إنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى، ويقيم بديلاً لحكم "حماس".

 

أسماك البذرة بأسعار عالية
مازال صيادون يغامرون بحياتهم من أجل صيد الأسماك في قطاع غزة، ويدخل العشرات منهم البحر بشكل يومي، ويضعون الشباك، ويشعلون أنواراً صغيرة "ليدات"، من خلال بطاريات، يضعونها على طوافات عائمة، في محاولة لجلب الأسماك إلى شباكهم.
رغم ذلك ونظراً لأن الشباك يتم وضعها على مسافات قريبة من الشاطئ، فإن غالبية الأسماك التي يتم صيدها هي أسماك صغيرة تسمى محلياً "بذرة"، وتباع بأسعار عالية، تصل إلى 90 شيكلاً للكيلو غرام الواحد، وأحياناً أكثر.
وقال المواطن عماد موسى إن أطفاله يأكلون البقوليات خاصة العدس كوجبات وحيدة منذ عدة أشهر، وهذا أثر على صحتهم سلبياً، لذلك قرر البحث عن طعام مختلف، حتى وإن كانت تكلفة جلبه عالية، فبدأ يبحث عن الأسماك، وكل ما وجده في السوق كان أسماكاً صغيرة، واضطر في النهاية لشراء كيلو ونصف الكيلو من أسماك البذرة مقابل 120 شيكلاً، وواجهت زوجته صعوبات في تنظيفها بسبب حجمها الصغير، لكن أطفاله استمتعوا بتناولها، وطلبوا منه المزيد.
وأكد موسى أن ثمن الأسماك المذكورة في السابق كان لا يتجاوز 2 شيكل للكيلو الواحد، وكان الناس يتجنبون شراءها أمام توفر بدائل أفضل من الأسماك وبأسعار مقبولة، لكن في الوقت الحالي لا يوجد بديل، والناس مضطرون لشرائها بأسعار عالية.
بينما قال الصياد عبد الله النجار، إن مهنة الصيد في الحرب خطيرة، وارتفاع أسعار الأسماك رغم قلة جودتها يعود لعدة أسباب، أهمها الكميات القليلة التي يتم صيدها، وغالبية أعمال الصيد تتم بطرق بدائية، وأقل من ربع الصيادين يدخلون البحر حالياً، والسبب الآخر هو عدم توفر بدائل في الأسواق، فلا يوجد دواجن، ولا أسماك مثلجة، ولا حتى بيض، لذلك يُقبل المواطنون على شراء الأسماك، فيزيد الطلب على العرض، وترتفع الأسعار.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، يفرض الاحتلال حصاراً بحرياً شاملاً على قطاع غزة، ويمنع الصيادين من دخول البحر وممارسة حرفة الصيد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق