متحف ذاكرة في المدرسة الابتدائية" العفّة "بالدندان: ذاكرة مدرسة واجيال ووطن

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
متحف ذاكرة في المدرسة الابتدائية" العفّة "بالدندان: ذاكرة مدرسة واجيال ووطن, اليوم السبت 26 أكتوبر 2024 09:52 مساءً

متحف ذاكرة في المدرسة الابتدائية" العفّة "بالدندان: ذاكرة مدرسة واجيال ووطن

نشر في باب نات يوم 26 - 10 - 2024

296429
قاد الحنين الى لقاء الحنين بالمدرسة الابتدائية العفة بالدندان، هناك تغيّر معنى الحنين من إحساس معنوي يسكن ذاكرة قدماء المؤسسة التربوية، وعاطفة حزينة متقدة مبهمة لماضيهم، الى واقع ملموس تجسّد في متحف" ذاكرة المدرسة" الذي افتتح صبيحة اليوم السبت خلال تظاهرة فنية ثقافية متنوعة.
بلمسات فنية فريدة، امتزجت بعلوّ الذوق، تحول ركام أرشيف المؤسسة من كتب وكراسات ودفاتر مناداة ودفاتر مدرسية ووثائق يعود بعضها الى أكثر من ثمانين عاما، الى لوحات جدارية استعادت نبضها وبريقها وتحولت الى مشاهد حية تجلب النفوس كما الابصار
بين خطوط التلاميذ في الكراسات، والمحفوظات وتعابير دروس كتاب روضة القراءة مجموعة كبيرة من الكتب التي تعود لفترة ماقبل الاستقلال وبعده، عادت الذاكرة بقدماء المدرسة والضيوف الى براءة الزمن الجميل، ليتأملوا تلك المراجع التي زينت مع لوحات قديمة وصور فوتوغرافية بالأبيض والأسود وخرائط جغرافية، جدران المتحف الخضراء المستمدة رونقها من لون السبورة والطباشير، ويغوصوا في أعماق تلك المرحلة التي تخرجت منها أجيال تلو الأخرى..
في زاوية أخرى نفض الغبار عن مختلف الأدوات القديمة التي كادت ان تتآكلها رفوف الأرشيف القديم من الات تصوير شمسي، الى الات تسجيل صوتية واشرطة الكاسات ومسجلات الأشرطة المغناطيسية القديمة المعتمدة في التربية الموسيقية والاناشيد، وحواسيب قديمة وآلات بث الصور الصامتة على الشاشة وأجهزة فيديو والات طابعة المشتغلة بالكحول وورق الكربون، تعود للستينات والسبعينات، الى الاختام والمحبرة والريشة وقوارير الحبر والاقلام الجافة، والساعات الحائطية، فأدوات الايقاظ العلمي..
...
في جانب اخر حضرت الموازين القديمة والمكاييل المتعمدة سابقا من "الربوعي" الى "العشورية" ف"الصاع" ومختلف الاحجام الأصغر التي تلألأت في السقف بعد ان انعكست الإضاءة عليها، واضفت عليها بريقا مع بقية المعروضات من مطارق مطاطية وأدوات خشبية وحديديّة، في تصميم أراده الشاب المشرف على التزويق والطالب في الهندسة المعمارية أيوب بوعلي رسالة مفادها ان الماضي صفحة لا تمزّق ولايمكن محوه بل يجد طريقه الى الحاضر عبر مثل هذا الأرشيف المحافظ عليه منذ سنوات.
واعتبر ايوب في تصريح لوات ان ما تم اطلاعه عليه "كنزا " فوجئ به في البداية واستوحى من ثرائه تصميما فنيا فريدا، أراده مزيجا بين الماضي والحاضر وانصهارا بين عبق الماضي وروح الحاضر، يجد فيه القدماء ماضيهم الدراسي وخصوصيتهم الحميمية وتنجذب الى لمسته المبتكرة الناشئة والشباب.
مدير المدرسة فوزي الطرابلسي أكد لصحفية مكتب وات بمنوبة، تفطن منشط نادي البيئة والتربية على المواطنة المربي محمد الميساوي لثراء الأرشيف بمختلف محامله واهميته، لتتبلور فكرة احداث متحف تربوي، التقطها لشاب أيوب الذي اضفى عليها لمسته السحرية، مستحضرا الماضي في أبهى حلة عبر مخزون المدرسة وبمساعدة من مدارس أخرى ساهمت في توفير بعض الاليات والمراجع القديمة.
وأشار المدير الذي احيل بالمناسبة على شرف المهنة، الى ان المتحف أعاد بالذاكرة الى مرحلة التعليم التقني في هذه المؤسسة من خلال عرض الات وأدوات النجارة والحدادة والخياطة والطاولات والمقاعد وعديد المكونات التي اثثت متحف "ذاكرة المدرسة" او ما اعتبره جسر عودة الماضي المغمس بذكريات الموروث القديم والمحمّل بالرسائل المعرفية والبيداغوجية وبالمعاني والذي أراده نقطة مضيئة تتوج مساره التعليمي الذي امن فيه بان" ماعاش قط من عاش لنفسه فقط".
هذا وافتتح المتحف خلال تظاهرة لقاء الحنين التي واكبها المندوب الجهوية للتربية بالجهة إدريس المحمدي ومديرة المرحلة الابتدائية امال بجيسكي، بحضور عدد هام من قدماء المدرسة من مربين واولياء من مختلف الأجيال الذين هبوا الى الدفاتر القديمة بحثا عن بطاقات اعدادهم وصورهم، في لقاء جميع بين مختلف الأجيال الذين تبادلوا اللحظات الحميمية القديمة وذكريات الحياة المدرسية.
كما اطلع المندوب على محتويات المتحف مثمنا البادرة التربوية الثقافية التي توثق الإرث التعليمي المادي، وتحفظه من الاتلاف وتضمن ديمومته كمخزون تراثي متعاقب صالح لكل زمان ومكان.
لقاء الحنين في المدرسة، وإعادة احياء المخزون في متحف تربوي الى جانب انه فرصة للقاء والاحتفاء بالمدرسة، اعتبره المربي محمد الميساوي في تصريح لوات، رسالة ضمنية من اجل اصلاح تربوي يستمد اسسه من نجاحات النظام التربوي القديم وتجاربه الناجعة على غرار نظام الورشات التقنية.
وأضاف ان المتحف الذي يختزل تاريخ التعليم في المؤسسة ويحفظ خصوصية النظام التربوي في حقبات مختلفة من الزمن ليتوسط القاعات بطلّة خضراء استمدت من لون السبورة القديمة، واستوحت من اخضرار اغصان النباتات والأشجار الذي يوحي بالحياة والقدرة على الانبات من جديد حتى لو جفت الأوراق وذبلت.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق