ما الذي يعنيه توسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطينية؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 4/9/20254/9/2025

|

آخر تحديث: 20:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:32 (توقيت مكة)

قالت قوى أوروبية كبرى إنها قد تعترف بدولة فلسطينية مستقلة في الأسابيع المقبلة. فماذا يعني ذلك بالنسبة للفلسطينيين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة لإسرائيل؟

 ما الوضع بالنسبة لقيام دولة فلسطينية؟

أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية استقلال الدولة الفلسطينية في عام 1988، وسرعان ما اعترفت بها معظم دول الجنوب العالمي. واليوم، تعترف 147 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وكانت المكسيك أحدث دولة تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية وذلك في يناير/كانون الثاني 2025.

ولطالما قالت الولايات المتحدة، وهي الحليف الرئيسي لإسرائيل، إنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكنها لن تفعل ذلك إلا في ختام مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حول "حل الدولتين" عن طريق الاتفاق.

وحتى الأسابيع القليلة الماضية، كان هذا الموقف أيضا هو نفس موقف القوى الأوروبية الكبرى. لكن إسرائيل والفلسطينيين لم يعقدوا أي مفاوضات بهذا الشأن منذ عام 2014.

يتمتع وفد يمثل دولة فلسطينية رسميا بصفة مراقب دائم ولكن ليس له حق التصويت في الأمم المتحدة. وبغض النظر عن عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية مستقلة، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع واشنطن بحق النقض (الفيتو).

وتخضع البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البعثة لدى الأمم المتحدة، لسيطرة السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا كممثل للشعب الفلسطيني.

وتمارس السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بموجب اتفاقيات مع إسرائيل. وتصدر السلطة جوازات سفر فلسطينية وتدير أنظمة الصحة والتعليم الفلسطينية.

أما في قطاع غزة، فتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على السلطة في القطاع منذ عام 2007، رغم أن السلطة الفلسطينية لا تزال تدفع العديد من رواتب الموظفين في القطاع.

إعلان

ما الدول التي وعدت بالاعتراف بدولة فلسطينية ولماذا؟

قالت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا إنها ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، إلا أن لندن أوضحت أنها قد تتراجع عن هذه الخطوة إذا اتخذت إسرائيل خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة والتزمت بعملية سلام طويلة الأمد.

وتقول هذه الدول إن التحرك يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها على غزة والحد من بناء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة وإعادة الالتزام بعملية سلام مع الفلسطينيين.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان أول زعيم لقوة غربية كبرى يؤيد الاعتراف، إن هذه الخطوة ستقترن بالتزام السلطة الفلسطينية بسن إصلاحات من شأنها تحسين طريقة الحكم وقدرات الإدارة لديها وجعلها شريكا أكثر مصداقية لإدارة غزة بعد الحرب.

ماذا يعني الاعتراف عمليا؟

يشير أولئك الذين يرون أن الاعتراف هو لفتة رمزية إلى حد كبير، إلى الحضور الضئيل على الأرض، ومحدودية تأثير دول مثل الصين والهند وروسيا والعديد من الدول العربية التي اعترفت باستقلال فلسطين منذ عقود.

ودون مقعد كامل في الأمم المتحدة أو السيطرة على حدودها، لا تملك السلطة الفلسطينية سوى قدرة محدودة على إدارة العلاقات الثنائية. ولا توجد بعثات تتمتع بمكانة السفارات في الأراضي الفلسطينية، ولا تملك الدول حرية إرسال دبلوماسيين إلى هناك.

تقيد إسرائيل سبل التجارة والاستثمار والتبادل التعليمي أو الثقافي. ولا توجد مطارات فلسطينية، ولا يمكن الوصول إلى الضفة الغربية، وهي أرض حبيسة بلا سواحل، إلا من خلال إسرائيل أو عبر الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل مع الأردن. وتسيطر إسرائيل الآن على جميع المنافذ المؤدية إلى قطاع غزة.

ومع ذلك فإن الدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، بل والسلطة الفلسطينية ذاتها، تقول إن ذلك سيكون أكثر من مجرد لفتة فارغة من الدلالة والتأثير.

وفي حين لم تقدم الدول الغربية التي تفكر في الاعتراف التزامات صريحة بتوفير تمويل إضافي للسلطة الفلسطينية، قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط إن الاعتراف قد يفضي إلى عقد شراكات إستراتيجية.

وقال لوكالة رويترز "سنقف على قدم المساواة"، مضيفا أنهم سيسلكون كل السبل "لوضع حد لهذا الجنون ولأخطاء الماضي".

وقال القنصل البريطاني العام السابق في القدس فنسنت فين إن الاعتراف باستقلال فلسطين ربما يتطلب أيضا من الدول مراجعة جوانب من علاقاتها مع إسرائيل.

وأضاف أنه في حالة بريطانيا، قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ خطوات مثل حظر المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالرغم من أن مثل هذه الخطوات يمكن أن يُنظر إليها أيضا على أنها "رمزية بمعنى أن تلك السلع ضئيلة للغاية بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي".

ما شكل رد الفعل الإسرائيلي والأميركي؟

ردت إسرائيل، التي تواجه استنكارا واسعا بسبب عدوانها في الحرب بغزة، بغضب على مبادرات الاعتراف ونظرت إلى ذلك على أنه مكافأة لحركة حماس على هجمات أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

وبعد عقود، ظلت إسرائيل رسميا تقول خلالها إنها ملتزمة بعملية سلام تفضي إلى استقلال فلسطيني، صارت تحكمها الآن حكومة يمينية هي الأكثر تطرفا في تاريخها وتضم أحزابا تقول إن مهمتها هي جعل حصول الفلسطينيين على دولة أمرا مستحيلا.

ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن السيطرة الأمنية المطلقة على غزة أو الضفة الغربية.

وتعارض الولايات المتحدة كذلك بشدة أي خطوة من حلفائها الأوروبيين للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وردت بفرض عقوبات على مسؤولين فلسطينيين، بما في ذلك رفض وإلغاء تأشيرات دخول، مما سيمنع عباس وشخصيات أخرى من السلطة الفلسطينية من المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق