تقارب صينى هندى يزعج الامريكان - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت مدينة تيانجين الصينية انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في أجواء مشحونة بالتوترات التجارية والجيوسياسية،  وهذه القمة التي وُصفت بأنها الأوسع في تاريخ المنظمة، جمعت أكثر من 20 زعيماً من آسيا وشرق أوروبا والشرق الأوسط، وسط حضور لافت للرئيسين الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

مصافحة تاريخية: “شركاء لا خصوم”

وللمرة الأولى منذ سبع سنوات، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش القمة، في لقاء وُصف بالاختراق الدبلوماسي.

وأكد شي أن الصين والهند “شريكان لا خصمان”، داعياً إلى طي صفحة الخلافات الحدودية والانطلاق نحو تعاون اقتصادي أوسع.

وردّ مودي قائلاً إن الهند ملتزمة بتحسين العلاقات، مشيراً إلى أن “أطرافاً خارجية” لا يجب أن تحدد مسار السيادة الهندية.

واتفقا الجانبان على خطوات عملية لتهدئة التوتر، شملت: استئناف الرحلات الجوية المباشرة، تخفيف قيود التأشيرات، إعادة فتح رحلات الحج إلى كايلاش مانساروفار، ومواصلة الحوار حول إدارة الحدود.

منظمة شنغهاي للتعاون: من الأمن الإقليمي إلى التكتل السياسي

وتأسست المنظمة عام 2001 من ست دول (الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان وأوزبكستان) بهدف معالجة التهديدات الأمنية في آسيا الوسطى، ثم توسعت لاحقاً لتضم الهند وباكستان وإيران.

ورغم أن الغرب كثيراً ما ينظر إليها كمنصة موازية لحلف الناتو، فإن الصين تطرحها كإطار تعاوني قائم على “روح شنغهاي” التي تؤكد احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعاون في التنمية.

ومع مرور السنوات، أخذت المنظمة بعداً سياسياً واقتصادياً أوسع، وأصبحت ساحة لتلاقي مصالح دول تبحث عن بدائل للكتل الغربية مثل الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع.

واشنطن تضغط.. ونيودلهي تناور

وكانت خلفية اللقاء لم تكن بعيدة عن التصعيد التجاري الأميركي.

فإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت مؤخراً رسوماً جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية، رداً على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي. 

هذه الإجراءات دفعت الهند إلى تعزيز تقاربها مع الصين وروسيا داخل إطار منظمة شنغهاي، في محاولة لموازنة الضغوط الأميركية.

موسكو وبكين.. محور استراتيجي

واستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،القمة لتأكيد شراكته الاستراتيجية مع الصين، معتبراً أن منظمة شنغهاي باتت أداة لتعزيز “عالم متعدد الأقطاب بعيداً عن الهيمنة الغربية”.
وشمل التنسيق الروسي–الصيني  ملفات اقتصادية وعسكرية، في ظل استمرار الحرب الأوكرانية وتصاعد المواجهة مع الغرب.

منصة للجنوب العالمي

وشهدت القمة حضوراً واسعاً لدول أعضاء ومراقبين من بينها إيران، تركيا، بيلاروسيا، ميانمار وتايلاند، لتُصبح أكبر قمة في تاريخ المنظمة.

 وقدّمت بكين نفسها كقوة “ضامنة للاستقرار” ومركز جذب لدول تبحث عن بدائل للكتل الغربية.

اللقاء المفصلي: شي ومودي “شركاء لا خصوم”

أبرز ما ميّز قمة تيانجين كان اللقاء الثنائي بين شي جين بينغ وناريندرا مودي، وهو الأول منذ سبع سنوات.

ووصفت فاينانشال تايمز ،اللقاء بأنه “مفصلي في تاريخ العلاقات الثنائية”، إذ أكد شي أن “الصين والهند شريكان لا خصمان”، داعياً إلى تجاوز التوترات الحدودية.

فيما نقلت رويترز عن مودي قوله إن الهند ملتزمة بتحسين العلاقات، محذراً من أن “الأطراف الخارجية لا يجب أن تملي على نيودلهي مسار سيادتها”.

ووصل الإتفاق بين الطرفين شمل خطوات ملموسة: استئناف الرحلات الجوية المباشرة، تسهيل التأشيرات، إعادة فتح رحلات الحج إلى كايلاش مانساروفار، إلى جانب استمرار الحوار العسكري–الدبلوماسي بشأن إدارة الحدود.

وهذه الخطوات بدت إشارة عملية إلى رغبة البلدين في تجنب تكرار أزمات مثل اشتباكات “وادي جالوان” عام 2020، التي كادت أن تجرهما إلى مواجهة عسكرية واسعة.



يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق