"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المُستمر على القطاع - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

رصدت "الأيام"، مجموعة جديدة من المشاهد، من وسط العدوان الإسرائيلي المُستمر على قطاع غزة، وما نجم عنه من معاناة كبيرة للمواطنين، منها مشهد يُوثق تفاصيل مجزرة مجمع ناصر الطبي بحق الصحافيين وعناصر الدفاع المدني، ومشهد آخر بعنوان "فكا كماشة"، ومشهد ثالث يوثق الحالة التي وصل إليها مستشفى غزة الأوروبي بمحافظة خان يونس بعد عدة أشهر من الحصار والعدوان.

 

مجزرة مجمع ناصر الطبي
ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مقصودة ومروعة داخل مجمع ناصر الطبي بمحافظة خان يونس، راح ضحيتها صحافيون وعناصر دفاع مدني، وموظفون في المستشفى.
وبدا أن المجزرة كان مخططاً لها بإحكام، إذ بدأت فصولها باستهداف السلّم الخلفي لمبنى الاستقبال والطوارئ في المجمع، ما تسبب باستشهاد مواطنين أحدها الصحافي حسام المصري، وتدمير جزء من السلم.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن عناصر الدفاع المدني، وصحافيين، وعاملين في المستشفى هرعوا إلى مكان الاستهداف لانتشال الضحايا، وبينما كان الجميع يعملون على رفع الأنقاض التي انهارت فوق جثتي الشهيدين، جرى استهداف المكان مرة اخرى بطائرة انتحارية مُسيرة، ما تسبب بوقوع مجزرة، راح ضحيتها 15 شهيداً، بعضهم من عناصر الدفاع المدني، إضافة للصحافي محمد سلامة، والصحافية مريم أبو دقة، كما أصيب أكثر من 15 آخرون، بينهم صحافيون.
وعلى الفور بدأت عملية إنقاذ ثانية لطاقم الإنقاذ الذي تعرض للاستهداف، وواجه المنقذون مشكلات وصعوبات، بسبب انهيار جزء آخر من السلم، وتحليق طائرات الاستطلاع فوق المبنى، ما خلق تخوفات من احتمال قصفه من جديد.
وأكد شهود عيان أن استهداف المبنى في المرتين كان من طائرات مُسيرة، وفي كلاهما لم يكن يتواجد سوى الدفاع المدني وصحافيون.
وتجمع عشرات الصحافيين والنشطاء داخل المجمع، وسط حالة من الغضب العارم بعد ارتكاب الجريمة والمجزرة، التي وثقتها عدسات الصحافيين، وجرى نشرها أمام العالم، وكان واضحاً أن القصف الآخر أراد الاحتلال منه قتل المسعفين وعناصر الدفاع المدني، وكذلك قتل الصحافيين ممن كانوا يحاولون توثيق القصف الأول.
وطالب اعلاميون بتحرك دولي عاجل لوقف المجازر والجرائم الإسرائيلية التي تستهدفهم، خاصة بعد أن بدا واضحاً من خلال المجزرة الأخيرة أن الهدف هو قتل أكبر عدد من الصحافيين.
يذكر أن الاحتلال استهدف مجمع ناصر الطبي ومحيطه عدة مرات في السابق، غالبيتها كان القصف لصحافيين، حيث قضى جراء ذلك العديد منهم، من بينهم الصحافي حسن اصليح، الذي اغتيل بينما كان يخضع للعلاج داخل المجمع.

 

فكّا كماشة
لجأ الاحتلال لاستخدام أسلوب الحصار التدريجي على مدينة غزة، قبل البدء بمهاجمة المدينة فعلياً، وبات واضحاً أن الجيش الإسرائيلي يعتمد حالياً طريقة "فكي الكماشة"، عبر حصار المدينة من جهتي الشمال والجنوب.
وتواصل قوات كبيرة من جيش الاحتلال عملياتها العسكرية في حيي الزيتون والصبرة، الواقعين جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع عمليات عسكرية واسعة في بلدة جباليا، خاصة "جباليا النزلة"، وحي الشيخ رضوان، التي تحد المدينة من الناحية الشمالية.
ونشر الناشط والمحامي عبد الله شرشرة، تحليلاً رأى فيه أن قوات الاحتلال تواصل في هذه المرحلة ممارسة ضغط عسكري على خاصرتي مدينة غزة الشمالية والجنوبية، ممثلة في أحياء الزيتون والصبرة جنوباً، والصفطاوي والشيخ رضوان شمالاً، مع الاعتماد بشكل أساسي على سلاح المدفعية لتهيئة البيئة العملياتية تمهيدًا لاجتياح بري واسع.
ووفق شرشرة فإن تنفيذ الاجتياح يرتبط بشرطين أساسيين، الأول استكمال تهجير سكان بلدة "جباليا النزلة" التي تقع في محافظة شمال قطاع غزة، والتي لم يخلِ معظم سكانها البلدة الى الآن، أما الشرط الثاني فهو صدور تحديث لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) خلال الفترة القريبة القادمة، يظهر انخفاضًا في مستويات الجوع نتيجة عدوانية أقل حدة، بدأ الاحتلال يتخذها فيما يتعلق بتجويع السكان.
وبحسب شرشرة فإنه وعند تحقق هذين الشرطين، من المرجح أن تبدأ العملية على شكل فكي كماشة، ينطلق من الجنوب والشمال، ثم من الشرق باتجاه مناطق غزة الوسطى، بهدف دفع السكان نحو النزوح الجماعي.
ووفق شرشرة فإن هذه الاستراتيجية تواجه تحديات عدة، أبرزها رفض أعداد كبيرة من السكان النزوح بسبب اليأس أو التمسك بالبقاء، وارتفاع تكلفة المواصلات تجاه جنوب غزة، ورفض عدد كبير من ملاك الأراضي التي تواجدت بها مخيمات النازحين فتح أراضيهم مجددا لاستقبال النازحين من شمال غزة، إلى جانب الغلاء الحاد في إيجارات المساكن، وهو ما يعرقل بشكل كبير خطط الاحتلال لإفراغ شمال غزة من سكانه.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي، إن احتلال مدينة غزة سيبدأ بعد الانتهاء من تطويقها الذي سيستمر نحو شهرين، موضحة أن رئيس الأركان الاسرائيلي يريد أن يكون احتلال غزة بطيئاً حفاظاً على حياة الجنود ولتجنب المس بالرهائن.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش سيبدأ في الأيام المقبلة العمل على إجلاء الفلسطينيين من غزة، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اطلع على سيناريوهات مفزعة بشأن مصير الرهائن عند بدء العملية في غزة، على حد تعبير الهيئة.

 

مستشفى غير صالح للعمل
زعم الاحتلال أنه سمح لفرق الصيانة في وزارة الصحة بالوصول إلى مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع غزة، بعد خضوعه ومحيطه للسيطرة الإسرائيلية الكاملة لعدة أشهر، وطرد الطواقم الطبية والإدارية منه.
لكن فرق الصيانة التي وصلت المستشفى فوجئت بضرر كبير أصاب المستشفى، ما يعني أن عودته للعمل تحتاج وقتاً طويلاً، وتوفير مواد للصيانة مفقودة من الأسواق.
ووفق مدير التمريض في المستشفى صالح الهمص، فإن رواية الاحتلال حول جهوزية مستشفى غزة الاوروبي للعمل في الفترة القادمة كاذبة ومضللة.
وأكد الهمص أن الاحتلال ترك المستشفى بدون أي مقومات للعمل، فتم تدمير خطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة الى تدمير خطوط الأوكسجين والغازات الطبية.
وأكد الهمص أن ما هو موجود مبانٍ وأقسام بلا أبواب ولا شبابيك، وأن جميع أقسام المستشفى متضررة، ولا يوجد قسم يصلح للعمل في الوقت الحالي.
في حين أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنها تعمل على إعادة ترميم وتشغيل كافة المرافق الصحية التي يمكن إعادة تشغيلها ولو جزئياً، في محاولة لتقديم ما يمكن تقديمه للمرضى والجرحى، الذين حرموا من حقهم في الصحة وحقهم في العلاج.
وأوضحت الوزارة أن التقييم الأولي لمستشفى غزة الأوروبي أظهر دماراً كبيراً في البنية التحتية وأنظمة العمل، وعلى وجه التحديد شبكة الصرف الصحي الداخلية والخارجية، وكذلك شبكة المياه، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني والتجهيزات، فضلاً عن شبكة الكهرباء والأكسجين.
وأكدت أنها وضعت خطة في حال توفرت الإمكانيات والموارد المختلفة لتشغيل أولي عاجل، وهو ما سيستغرق مدة شهرين في حال توفرت الموارد المختلفة، وبتكلفة تقدر بـ 1.3 مليون دولار، وتشغيل كامل سوف يستغرق 6 أشهر وبتكلفة إضافية مقدارها 3 مليون دولار.
واضافت الوزارة إن حاجات السكان تحتم إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي وكل المستشفيات المتضررة، وهذا يأتي في سياق الحاجة الملحة لذلك، حيث تعج المستشفيات بالمرضى والمصابين، وكثير منهم يتوفون بسبب نقص الخدمات الصحية، وتكدس الحالات في ظروف غير إنسانية.
وأكدت الوزارة على أهمية حماية المؤسسات الصحية، وخاصة في محافظة غزة، مشددة على أنها لن تقوم بإخلاء أي مستشفى هناك.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق