فقد دعت حول تأصيل هذا المبدأ الى سلوك أعلى صور التسامح والعفو والإكرام مع الاقارب وإن أساءوا الى الشخص مؤكدة أنه ذلك من أعظم الصدقات
واستشهدنعلى ذلك بقوله صل الله عليه وسلم
«إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ» [رواه أحمد] أي: أفضل الصدقة تكون للقريب القاطع للرحم المبغض المعادي لك.
ولفتت أن مبدأ الشريعة هو تقويم المخطئ برفق، مع مسامحته عند الخطأ إذا ما تعرض الانسان إلى أذية أحد أقاربه بل والإحسان إليه بعد الخطأ، لافتة أن هذا مسلك الأنبياء وأعلى درجات الصالحين
وأوضحت أنه بلا شك أن هذا من أشق الأمور على النفسمؤكدة أن أذية الناس تهون إذا علم المرء أن الجزاء من جنس العمل، فكما تسامح الخلق يسامحك الله، وكما تعفو عنهم يعفو عنك الله، وإن عاملتَ الخلق بالعدل عاملك الله تعالى بالعدل، وإن عاملتهم بالإحسان عاملك الله تعالى بالإحسان، فالمتفضل على الخلق متفضَّل عليه من ربه.
واستشهدت على ذلك بما صح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما انه ثال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ». [رواه أحمد].
قال العلامة المُناوي: "أي: عامل الخلق الذين هم عيال الله وعبيده بالمسامحة والمساهلة، يعاملْكَ سيدهم بمثله في الدنيا والآخرة"، وقال بعض الحكماء: "أحسن إن أحببت أن يُحسن إليك، ومن قل وفاؤه كثر أعداؤه". [فيض القدير].
وكذلك استشهدت بما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ
"إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ"، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» [رواه مسلم].
قال العلماء: ومعناه: "كأنما تضع الرماد الحارَّ في أفواههم، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذى عليه، وهو مأجور على كل حال".
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق