سطوة خضراء لنصف قرن

لم يكن التتويج بلقب كأس السوبر السعودي، عاديا بالنسبة للأهلي، خصوصا أنه حضر من أمام النصر، الذي يعتبر واحدا من أكثر الفرق التي واجهها قلعة الكؤوس في النهائيات المحلية والإقليمية عبر التاريخ، إذ سبق وأن تواجه الفريقان في 11 نهائيا مختلفا، منها 10 نهائيات محلية ونهائي خليجي، نجح الأهلي خلالها في التتويج باللقب 7 مرات، فيما خسر البطولة من أمام العالمي 4 مرات فقط، وتعود آخر خسارة أهلاوية في النهائي أمام النصر إلى ما يقارب نصف قرن.

وبدوره، لم تعد الانتصارات التي يحققها مدرب الأهلي، الألماني ماتياس يايسله، على مدرب النصر الحالي والهلال سابقا، البرتغالي جورجي جيسوس، مجرد صدفة عابرة، بل تحولت إلى نمط متكرر، فمع كل مواجهة، يتعمق الجرح أكثر في ذاكرة جيسوس، وكأن اسم يايسله أصبح مرآة تعكس عجزا فنيا لا يليق بخبرة العجوز البرتغالي.

غياب طويل

يعود آخر تتويج نصراوي من أمام الأهلي إلى عام 1976 عندما توج بلقب كأس الاتحاد السعودي بتغلبه في النهائي على القلعة 1/صفر، وهو نفس العام الذي توج فيه النصر بطلا لكأس الملك على حساب الراقي بفوزه 2/صفر، لتتوقف مواجهات الفريقين في النهائيات لمدة 25 عاما، ويعود التنافس على الألقاب بين الكبيرين في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد «كأس الاتحاد السعودي» لموسم 2001، الذي توج به الأهلي على حساب النصر بنتيجة 2/4، بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين 2/2 في الوقتين الأصلي والإضافي، ليبسط بعدها النخبوي نفوذه على النهائيات التي واجه خلالها فارس نجد.

سيطرة أهلاوية

خلال 11 نهائيا تواجه فيه الأهلي والنصر، وجها لوجه تمكن قلعة الكؤوس من الظفر بـ7 ألقاب هي كأس الملك 1971 «2/صفر»، وذات اللقب في موسم 1973 «1/2»، وكأس الأمير فيصل بن فهد 2001 «2/4 بركلات الترجيح»، وكأس الأندية الخليجية الأبطال 2008 «3/صفر بمجموع المباراتين، 1/صفر ذهابا، و2/صفر إيابا»، وكأس خادم الحرمين الشريفين 2012 «2/4»، وكرر التفوق في نهائي البطولة نفسها في 2016، بالتغلب على منافسه 1/2 بعد التمديد لشوطين إضافيين، وأخيرا كأس السوبر السعودي 2025 بنتيجة 3/5 بركلات الترجيح عقب التعادل 2/2 في الوقت الأصلي.

4 بطولات

في المقابل توج النصر بـ4 ألقاب من أمام الأهلي وكانت جميعها قبل عام 1976، إذ ظفر فارس نجد بألقاب كأس الملك 1974 بفوزه 1/صفر، وكأس ولي العهد 1974 بانتصاره 2/صفر، ليكرر تفوقه في موسم 1976 بظفره بلقب كأس الملك بتغلبه على الراقي 2/صفر، وكأس الاتحاد السعودي بانتصاره 1/صفر.

176 يوما من الصدمة

لم تعد الانتصارات التي يحققها مدرب الأهلي، الألماني ماتياس يايسله، على مدرب النصر الحالي والهلال سابقا، البرتغالي جورجي جيسوس، مجرد صدفة عابرة، بل تحولت إلى نمط متكرر، فمع كل مواجهة، يتعمق الجرح أكثر في ذاكرة جيسوس، وكأن اسم يايسله أصبح مرآة تعكس عجزا فنيا لا يليق بخبرة العجوز البرتغالي.

فالأمر لم يعد تنافسا عاديا، بل عقدة بدأت تتشكل بتفاصيل وذكريات حزينة، تجرع جيسوس مراراتها خلال الأشهر الأخيرة.

فعلى مدار 176 يوما، تمكن يايسله من كسر شوكة «جيسوس الهلال» وتفوق عليه في الدور الثاني من النسخة الماضية لدوري روشن، بفوز مستحق 2/3 على أرض الزعيم، لينهي هيمنته أمام الراقي بشكل عام.

ولم يتوقف الشاب الألماني عند هذا الحد، حيث تسبب في ضربة قاتلة لجيسوس، وأقصاه من نصف نهائي النسخة الماضية لدوري أبطال آسيا للنخبة بنتيجة 1/3، قبل أن يحصد اللقب القاري.

وبعد رحيل جيسوس عن الهلال قبل 3 أشهر، قرر قيادة النصر، فتكرر المشهد بصدام جديد مع يايسله في نهائي السوبر السعودي، أول من أمس، وبعد مباراة ماراثونية، انتهت بالتعادل 2/2، ابتسم الحظ للمدرب الألماني بتحقيق اللقب عبر ركلات الترجيح 3/5، لتبدأ ملامح عقدة جديدة في مسيرة المدرب البرتغالي.

تحطيم العرش

كان تفوق يايسله على جيسوس في دوري أبطال آسيا للنخبة تحديدا، بمثابة الضربة القاضية لمسيرة المدرب البرتغالي مع الهلال، لأنها كانت بمثابة الأمل الأخير لتخفيف الضغط على المدرب البرتغالي، قبل أن ينتزعه الألماني الشاب.

وبعد تحقيق السوبر في مباراة، أول من أمس، فإن يايسله تمكن من تحطيم عرش جيسوس في البطولة، بعدما توج بها في آخر نسختين رفقة الهلال.

ويعد جيسوس هو المدرب الأكثر تحقيقا للسوبر السعودي بواقع 3 ألقاب، وكان يحلم بالرابعة والثالثة تواليا، ولكن يايسله كان له رأي آخر، إذ حقق ما عجز عنه جميع المدربين خلال مواجهاتهم مع جيسوس في الملاعب السعودية.