الحوثيون يواصلون اضطهاد الأقليات الدينية في اليمن: 1184 انتهاكًا موثقًا - هرم مصر

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يستمر الحوثيون في اليمن في ممارسة العنف والاضطهاد بحق الأقليات الدينية هذه الانتهاكات تكشف عن سلوك عنصري وإقصائي ممنهج يطال اليهود والمسيحيين والبهائيين والمذاهب السنية داخل مناطق سيطرة الجماعة في شمال وغرب اليمن.

شبكة حقوقية توثق الانتهاكات

صدر تقرير مشترك عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بالتعاون مع رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة في نيويورك، بعنوان: "انتهاكات وحشية بحق الأقليات الدينية"، ووفقًا للتقرير، ارتكب الحوثيون 1184 انتهاكًا بحق الأقليات الدينية، شملت قتل 200 شخص، منهم 29 طفلًا و5 نساء، وإصابة 600 شخص بينهم 71 طفلًا و10 نساء، إضافةً إلى الإجهاض القسري لـ 43 امرأة نتيجة القصف والحصار.

وأشار التقرير إلى أن الجماعة المسلحة قامت بتدمير 361 مرفقًا مدنيًا، بينها 6 مساجد و346 منزلًا و3 مستشفيات و6 آبار مياه، وأدت الحروب والحصار إلى نزوح جماعي لعشرات آلاف المدنيين، خصوصًا أتباع المذهب السلفي في دماج.

حملات التطهير الديني والعنف المنهجي

تعود بدايات العنف الحوثي ضد الأقليات إلى عام 2007 مع تهجير يهود آل سالم في صعدة، مرورًا بالاستيلاء على 12 حوزة دينية للجعفريين في الجوف عام 2010، وشن الحرب على أتباع العلامة الزيدي محمد عبد العظيم الحوثي عام 2012. وفي عام 2013، شهدت اليمن أوسع عمليات التهجير الديني، حين تم استهداف أتباع الداعية السلفي مقبل الوادعي في دماج، مما أدى إلى نزوح جماعي لأكثر من 3 آلاف شخص مع أسرهم.

منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، اعتقلوا أكثر من 1832 شخصًا من أتباع المذاهب السنية، بينهم 386 إمامًا وخطيبًا ما زالوا قيد الإخفاء القسري حتى اليوم.

الانتهاكات حسب الأقليات الدينية

الأقلية البهائية

تصدرت الأقليات البهائية قائمة الانتهاكات، حيث وثّق التقرير 139 واقعة انتهاك تضمنت الاعتقالات والتعذيب ونهب الممتلكات وإغلاق المدارس الدينية والتهجير القسري. 

كما تم اعتقال 71 شخصًا بينهم 6 أطفال و20 امرأة، وخضع 25 آخرون لمحاكمات غير عادلة انتهت أحيانًا بأحكام إعدام ومصادرة ممتلكاتهم.

الأقلية اليهودية

تعرضت الأقلية اليهودية أيضًا لانتهاكات متعددة، إذ اعتُقل 9 أشخاص وتعرض 63 آخرون للتهجير القسري ونهب الممتلكات، بالإضافة إلى إغلاق مدرستين دينيّتين تابعتين لهم. ولا يزال المواطن اليهودي ليبي مرحبي محتجزًا لدى الحوثيين.

الطائفة المسيحية

سجلت الطائفة المسيحية 10 حالات اعتقال وتعذيب و4 حالات قتل، إضافةً إلى اقتحام كنيستين وتدمير وحرق أخرى.

المذاهب السنية

تم توثيق اعتقالات جماعية لأتباع المذهب السني وتهجير قسري للعديد من المساجد والمعلمين الدينيين، مع استمرار الحصار على مناطقهم ومنع ممارسة شعائرهم بحرية.

الآثار الإنسانية والاجتماعية

أدى حصار منطقة دماج إلى إصابة 113 طفلًا بسوء التغذية الحاد والجفاف، و67 طفلًا بالتهابات رئوية، فيما أدى النزوح القسري إلى دمار واسع في المنازل والمرافق الأساسية. هذه الانتهاكات خلقت أزمات إنسانية خطيرة زادت من معاناة السكان المحليين وجعلتهم عرضة للمرض والفقر والحرمان من التعليم.

دعوات للضغط الدولي

بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العنف الديني، دعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى إدانة الجرائم الحوثية وملاحقة قادة الجماعة، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، باعتبارهم مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن جرائم الحوثي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وأنها اعتداء مباشر على حرية الدين والمعتقد.

وأشار إلى أن البهائيين تعرضوا لاختطاف وإخفاء قسري منذ انقلاب 2014، وخصوصًا في يونيو/حزيران 2023، حين تم اختطاف 17 شخصًا بينهم نساء خلال اجتماع سلمي في صنعاء، مع استمرار حملات مصادرة الممتلكات والتحريض الإعلامي والفتاوى التكفيرية.

انتهاكات ممنهجة وانتهاك للقوانين الدولية

خلص التقرير إلى أن الجرائم الحوثية ضد الأقليات تكشف عن طبيعة عنصرية وإقصائية، وسعي الجماعة إلى فرض فكر متطرف بالقوة، بما يخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح التقرير أن أعمال الحوثي ضد الأقليات ليست مجرد اعتداءات فردية، بل جزء من سياسات ممنهجة تهدف إلى فرض السيطرة الدينية والقمعية على مختلف المجتمعات داخل مناطق سيطرتهم.

في اليوم الدولي لضحايا العنف الديني، يبرز التقرير اليمني الحقوقي حجم انتهاكات الحوثيين الممنهجة ضد الأقليات الدينية، والتي تتراوح بين الاعتقال، التعذيب، التهجير القسري، القتل، ونهب الممتلكات. وتظل هذه الجرائم نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لمحاسبة قادة الجماعة وحماية حقوق الأقليات الدينية في اليمن، وضمان احترام حرية الدين والمعتقد لجميع المواطنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق