مالك عبيدات – انتقد الخبير الاقتصادي منير دية قرار إلزام المواطنين بتركيب ساريات العلم أمام منازلهم، مؤكداً أن الكلفة المترتبة على القرار قد تصل إلى نحو 100 مليون دينار، وهو عبء ثقيل على الأردنيين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأضاف دية ل الاردن ٢٤ أن الأمانة والبلديات ألزمت المواطنين بتركيب الساريات دون أن تقدم أي مبررات أو دراسات توضح أسباب القرار أو جدواه، مشيراً إلى غياب أي تفاصيل تتعلق بالفوائد الاقتصادية أو الاجتماعية المتوقعة، فضلاً عن عدم وجود تجارب دولية مماثلة يمكن الاستناد إليها.

وبيّن أن عدد المنازل في الأردن يقدر بنحو 720 ألف منزل، وإذا بلغت كلفة السارية الواحدة نحو 100 دينار، فإن إجمالي الكلفة سيتجاوز 100 مليون دينار، معتبراً أن هذه المبالغ الكبيرة كان الأجدر توجيهها إلى تحسين الطرق والبنية التحتية أو إنشاء مدارس ومستشفيات ومراكز صحية يحتاجها المواطنون بشكل مباشر.

وأشار دية إلى أن القرار أثار جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، حيث تساءل المواطنون عن جدوى إلزام الجميع بتركيب الساريات، محذراً من أن يؤدي ذلك إلى مظهر غير متناسق في المدن والأحياء، فضلاً عن أن رفع العلم بهذه الطريقة لا يعكس بالضرورة حب الوطن أو الانتماء الحقيقي.

وقال إن الانتماء الوطني لا يُفرض بقرارات إدارية أو أعباء مالية، بل يبقى شعوراً نابعاً من القلوب ومن المبادرات التلقائية للمواطنين، مؤكداً أن العلم سيبقى رمزاً في وجدان الأردنيين دون الحاجة إلى فرضه عليهم.

واقترح دية أن يتم تحويل القرار إلى خيار اختياري، بحيث يُترك للمواطن حرية اختيار تركيب السارية من عدمه، بينما تُخصص الساريات بشكل إلزامي للمؤسسات الحكومية والمراكز الرسمية.

وطالب بضرورة أن تتحلى الجهات الرسمية بالشفافية في توضيح الدوافع الحقيقية وراء القرار، وتقديم إيضاحات كاملة للمواطنين حول أهدافه وجدواه، إضافة إلى استعراض أي تجارب دولية سابقة في هذا المجال، قبل فرض أعباء مالية ضخمة تصل إلى 100 مليون دينار على الأردنيين.