نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحيل حكيم الكشافة العربية.. سميح إسكندر - هرم مصر, اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 10:52 صباحاً
هرم مصر - برحيل القائد الكشفي العربي الكبير سميح عبد الفتاح إسكندر ، يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025، تطوي الحركة الكشفية العربية والعالمية صفحة من صفحاتها المضيئة، وتفقد واحداً من أبرز رجالاتها الذين نذروا حياتهم في سبيل خدمة النشء والشباب، وإعلاء قيم الحركة الكشفية التي أسهمت في صناعة أجيال تتحلى بالانتماء والصدق والانضباط.
لقد كان الفقيد رحمه الله قامة كشفية رفيعة وعلماً بارزاً، امتاز بحكمته ورزانته وحرصه على لمّ الشمل الكشفي العربي، فكان صوت الحكمة في كل محفل، وقلب الأب في كل خلاف، وعقلاً نيراً استطاع أن يحتوي الكثير من القضايا بحنكة القائد التربوي الملهم؛ فقد عرفته عن قرب، فوجدت فيه شخصية نادرة تتسم بالوقار والصدق في القول والعمل، وغيرة صادقة على مستقبل الحركة الكشفية ورسالتها الإنسانية.
انطلقت مسيرته منذ نعومة أظفاره في نابلس عام 1935، ليلتحق بالحركة الكشفية وهو في العاشرة من عمره عام 1945، ويبدأ رحلة عطاء ممتدة لأكثر من سبعة عقود؛ تدرج في مختلف المهام الكشفية والتربوية، من قيادة الفرق الكشفية المدرسية في عمّان، إلى أن تولى مواقع قيادية رفيعة على المستويات الوطنية والعربية والدولية؛ فكان أميناً عاماً لجمعية الكشافة والمرشدات الأردنية، ومفوضاً دولياً، ورئيساً للجنة الكشفية العربية، ورئيساً للجنة المالية فيها، إلى جانب عضويته الفاعلة في مؤتمرات عربية وعالمية عديدة.
ولم يكن عطاؤه مقتصراً على العمل الإداري، بل تجلى كذلك في المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات، وكتابة البحوث وأوراق العمل، والإشراف على الوفود الكشفية، حيث مثّل الأردن في محافل عالمية كبرى مثل المؤتمرات الكشفية العالمية في طوكيو، ونيروبي، وميونخ، وبرمنجهام؛ وقد حظي بتقدير الملوك والقادة لما قدمه من عطاء، فنال وسام المسيرة الخضراء من الملك الحسن الثاني، وتلقى تقديراً من الملكة نور، كما منحته اللجنة الكشفية العربية قلادة الكشاف العربي عام 1986، وهي أعلى وسام كشفي عربي، ومنحته اللجنة الكشفية العالمية وسام الذئب البرونزي عام 1995، وهو أرفع وسام كشفي عالمي.
رحم الله القائد سميح إسكندر، فقد كان نموذجاً للقائد الذي جمع بين أصالة الانتماء وصدق الرسالة، وترك وراءه إرثاً تربوياً وإنسانياً سيبقى شاهداً على سيرته العطرة؛ وإن فقده ليمثل خسارة كبيرة للحركة الكشفية في الأردن والوطن العربي والعالم، غير أن أثره سيظل ممتداً في كل من عرفه وتتلمذ على يديه، وفي كل ساحة كشافة حملت شعلة قيمه وأخلاقه.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه ومحبيه وأسرة الكشافة في الأردن والعالم العربي والإسلامي الصبر والسلوان؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3
0 تعليق