الكبد المتليّف - هرم مصر

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكبد المتليّف - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 03:51 صباحاً

هرم مصر - الكبد من أهم أعضاء الجسم نظراً لتعدُّد وظائفه الحيوية المباشرة وغير المباشرة، ويُشكِّل تليّفه المزمن تحدياً طبياً عالمياً، إذ يؤدي تلف خلايا الكبد إلى فقدانها القدرة على أداء وظائفها. ويُصنَّف تليّف الكبد إلى مراحل مختلفة، تبدأ من المرحلة المستقرة إلى المتقدمة حسب الفحوصات المخبرية والتصويرية، ويعتبر من الأمراض شائعة الانتشار بسبب تعدد مسبباته.

وطبقاً لأطباء مختصين، فإن الكبد هو العضو الذي يقوم بتصفية السموم من الدم ومحاربة الالتهابات، وعندما يتعرض للعدوى أو التلف تتأثر وظيفته الحيوية.

لا تستخدموا الأعشاب في العلاج

مدينة الملك سعود الطبية كشفت أن من أبرز أسباب تليُّف وتندب الكبد؛ التهاب الكبد الفايروسي (B وC)، ولا توجد علامات أو أعراض لتليف الكبد حتى يكون الضرر الملحق به شديداً.

ويحذر استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور عباس زغنون، من استخدام الأعشاب في علاج التهاب الكبد الفايروسي، مبيناً أن الدراسات العلمية أثبتت ضرر بعض الأعشاب على الكبد وأعضاء أخرى من الجسم.

أما استشاري أمراض الجهاز الهضمي للكبار والأمراض الباطنية الدكتور عبدالرحمن بصفر، فقال: إن تليّف الكبد قد ينجم عن أسباب متعددة تشمل متلازمة الخلل الأيضي (السكري، ارتفاع ضغط الدم، السمنة)، الفايروسات الكبدية (B وC)، الأمراض الوراثية مثل تراكم النحاس أو الحديد، الالتهابات المناعية للكبد والقنوات الصفراوية، المشروبات الكحولية. وهو مرض صامت في بدايته، وتظهر العلامات المتقدمة مثل الغيبوبة الكبدية، تجمع السوائل في البطن، اصفرار الجلد، نزيف دوالي الجهاز الهضمي.

الزراعة.. الحل النهائي

الدكتور بصفر أوضح لـ«عكاظ»: أن تشخيص المرض يعتمد على التاريخ الطبي والفحص السريري، وتحاليل الدم وفحوصات الأشعة مثل الموجات الصوتية، الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسي، وأحياناً خزعة الكبد في الحالات المعقدة، والعلاج النهائي الوحيد هو زراعة الكبد، أما التدابير الطبية الأخرى فتستهدف السيطرة على المرض ومنع تفاقمه، مع متابعة مستمرة لتجنب المضاعفات التي تشمل نزيف الجهاز الهضمي، الغيبوبة، فقر الدم، فقدان الكتلة العضلية، الأورام الكبدية.

وأضاف أن الوقاية تعتمد على السيطرة على الأمراض المزمنة، اتباع نمط حياة صحي، تجنب الكحول والتدخين، تلقّي التطعيم ضد فايروس الكبد (B)، مع إجراء فحوصات الكشف المبكر للفايروسات الكبدية والمتابعة الدورية للمصابين.

حادة.. مزمنة.. ثم تليّف

حذرت وزارة الصحة من تعرُّض الكبد للالتهابات والفايروسات، وبينت أن شدة المرض تختلف من إصابة حادة إلى مزمنة قد تتطور وتصل إلى تليف أو سرطان إذا لم يتلقَّ العلاج والرعاية الصحية.

وأشارت الوزارة إلى تقديمها جهوداً تعزز الوقاية، وتسهل الوصول للخدمات، وأن البيانات توضح انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الكبد الفايروسي المزمن (B) إلى 1.6% فقط بين البالغين، مع عدم تسجيل حالات جديدة بين الأطفال دون سن الخامسة، كما أظهرت الإحصاءات إجراء أكثر من 1.188.000 فحص خلال 2025م، فيما بلغت نسبة الشفاء في الكبد (C) 95%.

أما منظمة الصحة العالمية فقد دعت إلى تسريع الجهود للقضاء على التهاب الكبد الفايروسي للحد من عدد الوفيات، وأوضحت على لسان مديرها: يموت شخص كل 30 ثانية بسبب مرض الكبد، وأن 300 مليون شخص حول العالم مصابون بأخطر الأنواع لمرض الكبد، وأن العالم يشهد 1.3 مليون حالة وفاة سنوياً.

الصغار أكثر قدرة على التعافي

استشاري أمراض الجهاز الهضمي والتغذية لدى الأطفال الدكتور عبدالله شنبري، يرى أن من الممكن تشخيص تليّف الكبد بعدة طرق تشمل فحص إنزيمات ووظائف الكبد، إضافة إلى الأشعة المتخصصة بأمراض الكبد، وقال لـ«عكاظ»: لا تُعد الخزعة ضرورية دائماً، إذ يمكن تقييم درجة التليف بدقة باستخدام الأشعة، وأفضل طريقة لعلاج تليّف الكبد هي معرفة السبب وعلاجه مبكراً، فالتأخير في الكشف عن المرض أو مسبباته قد يؤدي إلى ضرورة اللجوء إلى زراعة الكبد.

وأكد الدكتور شنبري أن التهابات الكبد تعتبر من مسببات التليّف وسرطان الكبد، لذا يساهم التطعيم المجتمعي ضد التهاب الكبد (B) بشكل كبير في تقليل نسبة الإصابة بالتليف الكبدي.

وأشار إلى أن هناك حالات كثيرة تحسنت بالعلاج، وتعتمد النتائج على عمر المريض وسبب التليف، فكلما كان المريض أصغر سناً وسرعان ما عُولج السبب كانت فرص العلاج دون الحاجة إلى زراعة أو إجراءات متقدمة أكبر.

التدريب الهوائي.. وقاية

استشارية التغذية الإكلينيكية الدكتورة شوق العشملي نوّهت إلى توصية الجمعيات المتخصصة بأمراض الكبد؛ مثل الجمعية الأمريكية والأوروبية بأن تعديل نمط الحياة يشكل الأساس في الوقاية والعلاج، ويشمل خفض الوزن بنسبة ٥ إلى ١٠٪، تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، إذ يساعد ذلك على تحسين الدهون الكبدية وتقليل الالتهاب والحد من تقدم التليف.

وأشارت في حديثها لـ«عكاظ»، إلى أن حمية البحر المتوسط الغنية بالخضار والفواكه والبقول والحبوب الكاملة والأسماك وزيت الزيتون والقهوة بجرعات معتدلة دون إضافات سكرية، إضافة إلى السمك الدهني والأحماض الدهنية غير المشبعة مثل «أوميغا ٣» والمكسرات؛ تساعد على تحسين الدهون الكبدية والمؤشرات الاستقلابية.

وتنصح بتجنب المشروبات المحلاة خصوصاً السكريات السائلة واللحوم الحمراء والمعالجة، والدهون المشبعة مثل السمن واللحوم الدهنية والمقليات، كما تؤكد على أهمية النشاط البدني المنتظم وتمارين المقاومة في تقليل دهون الكبد وتحسين الإنزيمات والحفاظ على صحته، مع استهداف ١٥٠ إلى ٣٠٠ دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية المعتدلة، أو ٧٥ إلى ١٥٠ دقيقة من التمارين الشديدة، مع تدريب المقاومة ٢ إلى ٣ أيام أسبوعياً، والعمل بالتوازي على خفض الوزن تدريجياً.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الكبد المتليّف - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 03:51 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق