هرم مصر - أكد الإعلامي مصطفى بكري أن ما يجري في المنطقة لا يمكن اختزاله في كونه مجرد صراع بين إسرائيل وحركة حماس، بل هو مؤشر خطير على التآكل العميق في ثقة العالم بالنظام الدولي القائم.

وقال خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد"، إن العالم اليوم يشهد انهيارًا واضحًا للقيم التي طالما تغنى بها الغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة، التي فقدت – حسب وصفه – رأسمالها الرمزي والمعنوي في الشرق الأوسط، وأصبحت مجرد قوة عسكرية بلا روح أو تأثير أخلاقي.

الشرق الأوسط يعود إلى "شريعة الغاب"
أوضح بكري أن غياب العدالة الدولية وتجاهل حقوق الشعوب، لا سيما الحقوق الفلسطينية، يعيد منطقة الشرق الأوسط إلى "شريعة الغاب"، حيث لا مكان للقانون أو الشرعية، بل للهيمنة وفرض الأمر الواقع بالقوة، وسط صمت المجتمع الدولي وتواطؤ القوى الكبرى.

استهداف قطر جرس إنذار لكل العواصم العربية
وأشار مصطفى بكري إلى أن استهداف الدوحة – رغم ما تملكه من ثقل اقتصادي ودبلوماسي وعسكري – يمثل جرس إنذار بالغ الخطورة، متسائلًا: "إذا كانت قطر بكل ما لديها من أدوات معرضة للهجوم، فما الذي يمنع أن يكون الدور غدًا على أي عاصمة عربية أخرى؟".

وأضاف أن غياب الردع العربي والدولي يفتح الباب أمام فوضى لا يعرف أحد مداها، ويزيد من احتمالية تكرار سيناريوهات العنف والفوضى في أماكن أخرى من المنطقة.

الغاز القطري لم يعد ضمانة.. بل ورقة ضغط
وتابع بكري أن أوروبا التي اعتقدت أن الغاز القطري سيمثل ضمانة استراتيجية في مواجهة أزمات الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا، تصحو الآن على واقع جديد تمامًا، حيث يمكن أن يتحول هذا الغاز من وسيلة استقرار إلى "ورقة ضغط" تستخدم في لعبة النار والصراع الإقليمي.

المنطقة أمام مفترق طرق خطير
واختتم مصطفى بكري تصريحاته محذرًا من أن استمرار غياب المواقف الدولية العادلة، والتهاون مع العدوان على الدول العربية، سيُفضي إلى مزيد من الفوضى والانفجارات في الشرق الأوسط.
وقال إن ما يجري ليس صراعًا على أرض فحسب، بل هو صراع على شكل العالم الجديد، فإما أن تُستعاد العدالة الدولية، أو يُترك العالم لمعادلات القوة العارية والهيمنة دون قانون.