فجر غدٍ الجمعة.. القمر يتعامد على الكعبة في ظاهرة فلكية مهيبة ومقدسة - هرم مصر

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فجر غدٍ الجمعة.. القمر يتعامد على الكعبة في ظاهرة فلكية مهيبة ومقدسة - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 07:55 مساءً

هرم مصر - تشهد سماء مكة المكرمة فجر الجمعة ظاهرة فلكية استثنائية، حيث يتعامد القمر الأحدب المتناقص على الكعبة المشرفة في مشهد يجمع بين الدقة العلمية والجمال البصري. في ظاهرة نادرة تُعد واحدة من أبرز الأحداث الفلكية التي تثير اهتمام العلماء والمهتمين بعلوم الفلك، كما تمثل فرصة فريدة للزوار والمصلين لرؤية القمر في وضعية مميزة تتوسط السماء المكية.
وفقًا لتصريحات رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، فإن هذه الظاهرة تؤكد دقة الحسابات الفلكية لحركة الأجرام السماوية، مما يسمح بتحديد موقع القمر بدقة عالية، وهو ما يُعد اختبارًا عمليًا للنماذج الفلكية الحديثة .
وتعكس ظاهرة التعامد التناغم بين حركة الأجرام السماوية والمواقع الأرضية، حيث تُستخدم كأحد الوسائل العلمية لتأكيد دقة الحسابات الفلكية.
و لا تقتصر الظاهرة على الجانب العلمي فقط، بل تمتد إلى الجانب الديني والثقافي، حيث يستفاد منها في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة من عدة مناطق حول العالم. هذا الجمع بين العلم والدين يُبرز عمق التراث الفلكي الإسلامي ودوره في تطوير العلوم الحديثة. 
وحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن هذه الظاهرة تتكرر عدة مرات سنويًا، لكن كل حدث يحمل دلالات مختلفة بناءً على توقيته ومرحلة القمر .

قرص مضيء يتوسط السماء

ومن الناحية العملية، يمكن للمشاهدين في مكة والمناطق المجاورة رؤية القمر وهو في حالة التعامد بشكل واضح، حيث يظهر كقرص مضيء يتوسط السماء فوق الكعبة مباشرة. هذه الظاهرة لا تُعد فقط مشهدًا جماليًا، بل هي وسيلة لتعزيز الوعي الفلكي بين العامة، وتذكيرهم بدقة الخلق الكوني، وفرصة للفلكيين فرصة لتحليل الزوايا والارتفاعات ومقارنة التوقعات الرياضية بالرصد الفعلي، مما يساهم في تطوير الأدوات الفلكية الحديثة.

ظاهرة مرتبطة بالتراث

ترتبط ظاهرة التعامد أيضًا بالتراث الإسلامي، حيث استخدم المسلمون الأوائل الظواهر الفلكية لتحديد أوقات الصلاة واتجاه القبلة، واليوم، تُستغل هذه الظاهرة لنفس الغرض، مما يُظهر استمرارية العلم الفلكي في خدمة الشعائر الدينية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحدث يجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية، مما يساهم في التعريف بالإنجازات العلمية السعودية في مجال الفلك .
ظواهر فلكية مذهلة تزين سماء الكعبة المشرفة

تشهد سماء مكة المكرمة على مدار العام مجموعة من الظواهر الفلكية البديعة التي تبرز دقة الخلق الكوني والتناغم الإلهي بين حركة الأجرام السماوية والمواقع الأرضية. تعد ظاهرة التعامد بجميع أشكالها من أبرز هذه الظواهر، حيث تصل دقة مواعيدها إلى مستوى يسمح بالتنبؤ بها بدقة متناهية لسنوات قادمة، مما يجعلها أحد أهم الأدلة العلمية على انتظام حركة الكون ودقة القوانين الفلكية التي تحكمه. 
وتحدث هذه الظواهر بسبب ميلان محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوباً بين مدار السرطان ومدار الجدي على مدار العام، وبالتالي مرورها فوق خط عرض مكة المكرمة الذي يقع عند 21.4 درجة شمالاً .

تعامد الشمس.. أقدم ظاهرة فلكية تستخدم في تحديد القبلة

تحدث ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة مرتين سنوياً، الأولى في نهاية شهر مايو والثانية في منتصف شهر يوليو، عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي. عند لحظة التعامد، تسقط أشعة الشمس بشكل عمودي تماماً على الكعبة المشرفة، بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة بالضبط. 
وتعود الأهمية التاريخية لهذه الظاهرة إلى قرون طويلة، حيث اعتمد عليها المسلمون قبل اختراع البوصلة لتحديد اتجاه القبلة بدقة عالية من أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة. حتى اليوم، تظل هذه الوسيلة دقيقة وموثوقة، خاصة في المناطق البعيدة عن مكة التي تواجه صعوبات في ضبط اتجاه القبلة .
بالإضافة إلى الجانب العملي، تمثل ظاهرة التعامد فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي وفهم تأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من السمت (النقطة الرأسية التي تقع مباشرة فوق الرأس). 
كما يمكن للعلماء استخدام هذه الظاهرة في حساب محيط كوكب الأرض بطريقة تقليدية غير رقمية، بالاعتماد على الطرق الهندسية القديمة التي تعزز الفهم العملي لظواهر الانحناء وتوزيع الظلال، مما يعد دليلاً مباشراً على كروية الأرض. الجمعية الفلكية بجدة تؤكد أن هذه الظاهرة تبرز دقة الحسابات السماوية وتجسد جمال الاتساق الكوني، كما تمثل فرصة علمية ثمينة لرؤية مشهد فريد والتأمل في انتظام هذا الكون .

الظواهر المعاكسة.. عندما تشير الظلال إلى اتجاه القبلة من الجهة المقابلة

بالإضافة إلى ظاهرتي التعامد، تحدث ظواهر معاكسة عندما تمر الشمس مباشرة فوق النقطة المقابلة للكعبة على الجانب الآخر من الأرض. خلال هذه الأحداث، التي تحدث في 12-14 يناير و28-29 نوفمبر، تشير الظلال إلى الاتجاه المعاكس تماماً للاتجاه الذي تشير إليه أثناء التعامد المباشر، مما يسمح للمسلمين في نصف الكرة الأرضية المقابل (بما في ذلك معظم الأمريكتين والمحيط الهادئ وأستراليا) بتحديد اتجاه القبلة بدقة. هذه الظواهر المعاكسة لا تقل أهمية عن ظواهر التعامد المباشر، وتكمل المنظومة الفلكية التي تتيح للمسلمين في جميع أنحاء العالم تحديد اتجاه قبلة الصلاة بدقة عالية .

البعد التاريخي والعلمي للظواهر الفلكية حول الكعبة

يعود تاريخ استخدام الظواهر الفلكية في تحديد القبلة إلى القرن الثالث عشر على الأقل، عندما لاحظها الفلكيان المسلمان الجغميني ونصير الدين الطوسي. ومع ذلك، لم يكن من الممكن تحديد توقيتات دقيقة لهذه الظواهر في ذلك الوقت لأن التقويم الإسلامي كان قمرياً وليس شمسياً، واليوم، بفضل التقدم في العلوم الفلكية والحسابات الدقيقة، أصبح بالإمكان التنبؤ بمواعيد هذه الظواهر بدقة تامة، مما يسمح للمسلمين بالاستفادة منها في تحديد اتجاه القبلة في أي مكان في العالم. الجمعية الفلكية بجدة تلعب دوراً مهماً في رصد هذه الظواهر والإعلان عنها، مما يساهم في تعزيز الوعي الفلكي والثقافي في العالم الإسلامي .
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق