إنجاز المنتخب الأولمبي: فرصة لتجديد هوية الكرة اللبنانية؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنجاز المنتخب الأولمبي: فرصة لتجديد هوية الكرة اللبنانية؟ - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 05:19 مساءً

هرم مصر - لا يشكل تأهل منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم إلى نهائيات كأس آسيا "السعودية 2026" حداً عابراً، إذ إنه إنجاز مهم للعبة الشعبية في لبنان في ظل ما تعانيه من أزمات في السنوات الأخيرة، حيث أنّ القاصي والداني يدرك أنها تمر في أسوأ الظروف.

ترزح كرة القدم اللبنانية تحت ثقل أزمات البلاد التي انعكست عليها سلباً، إذ لا يوجد ملاعب تستوفي الشروط الدولية، كل أرضيات الملاعب المتاحة ذي عشب اصطناعي ومتآكلة، دوري ضعيف، أزمات مالية تعانيها الأندية، وإزاء كل ذلك نجحت ثلة من الشبان بقيادة المدرب جمال طه وطاقميه الإداري والفني في فتح ثغرة في جدار الأزمات.

ولا شك أنّ لكل نجاح شركاء كثر، إلا أنّ الأساس في هذا النجاح يعود إلى اتحاد اللعبة بالدرجة الأولى، إذ وفّر الإمكانات المتاحة ووضعها في تصرّف المنتخب، شأنه شأن باقي المنتخبات، وكذلك للاعبين الذين لم يدخروا أي جهد برغم صعوبة المهمة والسفر الطويل ومكابدة الأجواء والمناخ، حيث استهلوا المشاركة في التصفيات بالفوز على ماليزيا بهدف متأخر سجله علي الفضل، ثم تعادل في مباراة شاقة توقفت لأكثر من ساعة بسبب المطر الغزير ضد نظيره التايلندي 2-2، قبل أن يتغلب على نظيره المنغولي 3-0 ويضمن التأهل كواحد من أفضل أربع ثوان في المجموعات الـ11.

 

المنتخب الأولمبي يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2026. (وكالات)

وأشار رئيس الاتحاد اللبناني للعبة ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي هاشم حيدر إلى أنّ إنجاز المنتخب الأولمبي مهم جداً في ظل مجموعة من الأزمات المتتالية شهدتها البلاد في العقد الزمني الأخير وانعكست سلباً على اللعبة، وتابع لـ"النهار": "نحن كاتحاد سنواصل الاهتمام بالمنتخبات الوطنية كما كنا دائماً وباللحم الحي، ونسعى لأن يكون هذا التأهل قاعدة انطلاق لنتائج أهم وأكبر في المدى المنظور".

وأضاف حيدر: "المنتخبات الوطنية تحتاج أيضاً رعاية واهتمام رسميين وهذا لا يضعنا نحن كاتحاد فقط أمام تحديات، وكذلك الجهة الرسمية أيضاً التي تقع عليها مسؤوليات في مقدمها توفير البنى التحتية لتلعب هذه المنتخبات على أرضها وبين جماهيرها، وكذلك الدعم وتسهيل كافة الأمور لتعود الفرق الوطنية بنتائج مشرفة".

هذا التأهل، سيفاقم المسؤوليات على اتحاد اللعبة وإدارتها، فمرّة جديدة يتأكد أنّ نواة الموهبة الكروية موجودة، وبالتالي هذا الإنجاز ينبغي أن يشكل جسراً استراتيجياً بين فرق الفئات العمرية والمنتخب الأول، حيث يضم هذا الجيل اليافع عناصر برزت في بطولات الشباب ولا سيما في غرب آسيا قبل أعوام قليلة، فضلاً عن الأكاديميات والأندية، والآن يجدون أنفسهم أمام فرصة للتعبير عن قدراتهم في ساحة قارية مع نخبة المنتخبات الآسيوية، ما يعكس أنّ السنوات الأخيرة، رغم محدودية الإمكانات، أفرزت قاعدة من المواهب القادرة على الدفاع عن ألوان لبنان مستقبلاً.

 

المنتخب الأولمبي يُسعد الشعب اللبناني. (وكالات)

المنتخب الأولمبي يُسعد الشعب اللبناني. (وكالات)


كذلك، ثمة مسؤولية على الجهات الرسمية الحكومية، حيث إنّ اللعبة لا تزال تعاني غياب البنى التحتية الرياضية عموماً والمتعلقة بكرة القدم على وجه الخصوص، فضلاً عن تذبذب الاستثمار في الفئات العمرية.

ولا شك أنّ المشاركة القارية من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة في حال استثمرت بالشكل الملائم؛ فمقارعة منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وأوزبكستان وإيران والإمارات تعني احتكاكاً مع مدارس كروية متقدمة، تملك فلسفات لعب عصرية وأنظمة تدريب احترافية. هذه التجربة ستمنح اللاعبين والمدربين اللبنانيين فرصة لاكتساب خبرات جديدة، وتطوير أسلوب لعب أكثر حداثة قائم على السرعة، التنظيم، والانضباط التكتيكي. وبذلك، يتحوّل المنتخب الأولمبي إلى مختبر حي لتجديد هوية كرة القدم اللبنانية.

وعليه ثمة فرصة لتطوير القطاع، عبر الاعتماد على اللاعبين المحليين، وكذلك الاستثمار في المهجر اللبناني الواسع ولا سيما أنّ التجارب الأخيرة أثمرت عن تعزيز المنتخبات بثلة من اللاعبين الذين استعادوا جنسياتهم، ولا شك أن ثمة مزيداً من الأسماء التي قد تقنع بفرصة ارتداء القميص الوطني وتسطير الإنجازات.

هذه الأمور تحتاج إلى وضع خطة حقيقية وواقعية، فمنتخب لبنان الأولمبي لا ينبغي أن يكون متفرّجاً في بطولات القارة، ووجوده بين كبار آسيا يشكّل بداية مسار طويل يحتاج إلى رعاية دقيقة واستثمار ذكي. لتكوين قاعدة متينة لنهضة كروية شاملة. من هنا، فإنّ التأهل لا يُقاس فقط بنتائجه المباشرة في البطولة، بل بقدرته على تحويل كرة القدم اللبنانية إلى مشروع مستدام للسنوات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق