نوم ومناعة أفضل للرضّع... إرشادات جديدة بشأن تخزين حليب الأم - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نوم ومناعة أفضل للرضّع... إرشادات جديدة بشأن تخزين حليب الأم - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 02:16 مساءً

هرم مصر - منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، ينظر إلى حليب الأم بصفته الغذاء الأمثل الذي يجمع بين القيمة الغذائية العالية والخصائص المناعية الفريدة، لما يحتويه من بروتينات وفيتامينات ومعادن وأحماض دهنية أساسية، إضافة إلى مركّبات نشطة بيولوجياً تعزّز نمو الطفل وتدعم جهازه المناعي. 

وفي عالم الصحة العامة، تعدّ الرضاعة الطبيعية حجر الزاوية في بناء أساس صحي للرضيع، إذ تساهم في خفض معدلات العدوى، وتحسين الهضم، وتعزيز التطور العصبي والمعرفي.

لكن نمط الحياة الحديث، وضغوط العمل، تجعل كثيرات من الأمهات غير قادرات على إرضاع أطفالهن مباشرة في كل الأوقات، فيلجأن إلى شفط الحليب وتخزينه ليقدّم إلى الرضيع لاحقاً. 

وهنا تطرح تساؤلات مهمّة؛ هل يظلّ حليب الأم متطابقاً في تركيبته ودلالاته الحيوية طوال اليوم؟ وهل يؤثر توقيت تقديمه على إيقاع الساعة البيولوجية للرضيع؟

دراسة حديثة تجيب
للإجابة عن هذه التساؤلات، أجرى فريق من الباحثين في جامعة "رتغرز" في الولايات المتحدة دراسة غير مسبوقة حول التغيّرات اليوميّة في تركيبة حليب الأم.

ونشرت النتائج في مجلة "فرونتيرز إن نيوتريشن"، مؤكّدة أن الحليب ليس مجرد سائل ثابت المحتوى، بل غذاء ديناميكيّ يتغير بتغير الوقت من اليوم.

ركّزت الدراسة على إمكان أن ينقل حليب الأم إشارات بيولوجية إلى الرضيع مرتبطة بإيقاع الساعة البيولوجية، وهو النظام الداخلي الذي ينظّم النوم، والاستيقاظ، والتمثيل الغذائي، ووظائف حيوية أخرى.

وتبرز أهمية هذه النتائج في أنها تتيح للأمهات فرصة اعتماد استراتيجية بسيطة -وهي وسم الحليب بوقت استخراجه- بما يساعد أطفالهن على الاستفادة المثلى من هذه الإشارات الطبيعية.

وللوصول إلى هذه الخلاصات، أجرى الباحثون في الجامعة دراسة شملت جمع 236 عينة من حليب 38 أماً، جمعت في أربع فترات مختلفة من اليوم (الصباح، الظهيرة، المساء، منتصف الليل). وقد جرى تحليل هذه العينات لرصد مستويات خمسة مكونات أساسية هي: الميلاتونين، الكورتيزول، الأوكسيتوسين، الغلوبولين المناعي A (IgA)، واللاكتوفيرين.

التوقيت حاسم
في حديث إلى "النهار"، قالت الباحثة الأولى في الدراسة الدكتورة ميليسا وورتمن من "رتغرز" إن "الهدف من الدراسة كان معرفة كيف تتغيّر مكونات حليب الأم، بخاصة مع لجوء كثيرات من الأمهات إلى تقديم الحليب في وقت مختلف عن وقت شفطه، وما إذا كان هذا الاختلاف في التوقيت يؤثر على قيمته للرضيع”.

وتابعت: "وجدنا أن مكونات حليب الأم تتغيّر باختلاف أوقات اليوم، وهو ما يؤكّد أنه غذاء حيّ ومتجدّد. لذلك من المهم التنبه إلى توقيت إعطاء الحليب المستخرج، لضمان استفادة الرضيع من إشاراته الطبيعية".

وأوضحت وورتمن أن "هرموني الميلاتونين، والكورتيزول، كانا الأكثر تقلباً، إذ بلغ الكورتيزول أعلى مستوياته في الصباح الباكر، بينما وصل الميلاتونين إلى ذروته خلال الليل، وهي أنماط تحاكي التغيرات الطبيعية في دم الأم".

وأضافت: "من المحتمل أن تعمل هذه التغيّرات كإشارات بيولوجية للرضيع؛ فالميلاتونين والكورتيزول قد يساعدان في ضبط دورات النوم والاستيقاظ، بينما تلعب البروتينات المناعية مثل اللاكتوفيرين، وIgA، دوراً في إدارة البكتيريا في أمعاء الرضع، ما يساهم في تدريب جهازهم المناعي على التعرف على مسبّبات الأمراض".

ولفتت إلى أن "الدراسة أظهرت أيضاً أن بعض المركّبات المناعية، مثل الغلوبولين المناعيّ IgA، واللاكتوفيرين، كانت أعلى بكثير لدى الأمهات اللواتي لديهن أطفال أقلّ من الشهر الأول من العمر، ما يشير إلى أهمية إضافية لهذه المكونات في المراحل الأولى من حياة الطفل".

الباحثة الأولى في الدراسة، الدكتورة ميليسا وورتمن، من جامعة رتغرز. 

نصائح عملية
على مستوى التطبيق العملي، أكدت وورتمن أن "الاكتفاء بكتابة عبارة مثل "صباح" أو "مساء" على زجاجة الحليب المستخرج خطوة بسيطة وفعالة، إذ تتيح للأم التأكد من أن طفلها يحصل على الحليب في التوقيت المناسب لاستخراجه، بما يعزز توافقه مع إيقاعه البيولوجي الطبيعي".

واستطردت: "في عالم اليوم، حيث لا تتمكن الأمهات من البقاء مع أطفالهن على مدار الساعة، فإن ربط وقت تقديم الحليب بوقت استخراجه يمثّل خطوة عملية لتعظيم فوائد الرضاعة الطبيعية حتى عند الاعتماد على الحليب المخزن".

وأوضحت أن "الخطوة التالية ستكون البحث في تأثير تغذية الأطفال بالحليب "غير المتزامن" -أي الحليب الذي يقدم في وقت يختلف عن وقت استخراجه- على نموهم وتطور أنظمتهم البيولوجية. فمعرفة استجابة الرضع لهذه الاختلافات ستكون أساسية لفهم الأبعاد العملية لاستخدام الحليب المخزن".

واختتمت حديثها قائلة: "إلى جانب التوصية بأن تضع الأمهات ملصقات على الحليب المستخرج تبين وقت استخراجه، يمكن أيضاً تشجيعهن على التنبه الى مدة التخزين. فقد لاحظنا أن حليب الأم يتغير مع نمو الرضيع؛ لذا، فإن تقديم حليب تم استخراجه قبل أشهر عدة قد يؤدي إلى "عدم تطابق" بين مكوناته واحتياجات الطفل في تلك المرحلة. ورغم أننا لا نعرف بعد بدقة مدى تأثير ذلك، فإن التوصية العامة تبقى استخدام الحليب في غضون ثلاثة أشهر من تاريخ استخراجه".

 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق