هرم مصر - شهدت سماء المملكة العربية السعودية، مساء اليوم الأحد، خسوفًا قمريًا كليًا نادرًا، استمر لمدة 83 دقيقة، ليُسجل كأحد أطول الخسوفات القمرية الكلية خلال السنوات الأخيرة.

وقد تحوّل القمر خلالها إلى اللون الأحمر الداكن، في ظاهرة تُعرف علميًا باسم "القمر القرمزي"، ما جذب أنظار عشاق الفلك والمصورين لتوثيق الحدث من مختلف المناطق.

وتزامنًا مع هذه الظاهرة الفلكية، أُقيمت صلاة الخسوف في المساجد والجوامع بمناطق المملكة كافة، بما في ذلك المسجد الحرام، تنفيذًا لتوجيه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، اقتداءً بالسنة النبوية التي تحث على الصلاة والدعاء عند حدوث الخسوف، كما ورد عن النبي ﷺ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله... فإذا رأيتم منها شيئًا فصلّوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم".

وقد حرص المصلّون على الإكثار من الذكر والاستغفار والتكبير، في مشهد روحاني تزامن مع الحدث الكوني الذي رُصد بوضوح في المملكة، إلى جانب مناطق واسعة من آسيا وأفريقيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ

تلاوة الشيخ د. #بدر_التركي من صلاة الخسوف. pic.twitter.com/jmEuGSLNw9

— قناة القرآن الكريم (@qurantvsa) September 7, 2025

من جانبه، أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن اللون الأحمر الذي اكتسبه القمر ناتج عن انكسار ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض، حيث تُصفّى الأطوال الموجية الزرقاء، بينما ينعكس اللونان الأحمر والبرتقالي على سطح القمر.

وأشار أبو زاهرة إلى أن خسوف 7 سبتمبر يُعد من أبرز الظواهر الفلكية لهذا العقد، نظرًا لطوله وشموليته، مؤكدًا أن الحدث أتاح فرصة علمية مهمة لدراسة الضوء المنعكس عن سطح القمر باستخدام تقنية "الاستقطاب الضوئي"، والتي كشفت عن نسب استقطاب تصل إلى 3%، ما يوفر بيانات دقيقة حول الغلاف الجوي للأرض، بما في ذلك كثافة الغبار والرطوبة والخواص البصرية لسطح القمر.

وقد استغل المصورون الفلكيون هذه الظاهرة لتوثيق مراحل الخسوف بدقة عالية، باستخدام تلسكوبات وكاميرات رقمية وتقنيات معالجة فوتوغرافية متقدمة، في مشهد جمع بين الإبهار العلمي والتأمل الإيماني في عظمة الخالق ودقة النظام الكوني.