نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذهب الأبيض يزين الحقول ويلبي الاحتياجات - ايجي سبورت, اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 09:34 مساءً
ايجي سبورت - ولا يقتصر موسم الحصاد على جمع الحبوب فقط، بل يمتد إلى استغلال قش الأرز في صناعة الأعلاف والأسمدة العضوية، ضمن خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، والقضاء على الظواهر السلبية مثل حرق القش الذي يتسبب في تلوث الهواء وظهور "السحابة السوداء". وفي هذا الإطار، تتواصل جهود وزارتي الزراعة والبيئة لتوعية المزارعين وتقديم البدائل والحوافز لضمان موسم حصاد صديق للبيئة، يجمع بين وفرة الغذاء وحماية الصحة العامة.
حملات توعية لمواجهة حرق القش بالشرقية.. ومعدات التدوير بإيجار رمزي
الشرقية – عبد العاطي محمد:
مع انطلاق موسم حصاد الأرز، أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها ملايين المصريين، رفعت محافظة الشرقية درجة الاستعداد القصوى لمواجهة تحديات الموسم الجديد، وعلى رأسها التخلص الآمن من قش الأرز ومنع الحرق المكشوف.
شدد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، على التنسيق الكامل بين جهاز شئون البيئة ومديرية الزراعة ورؤساء المراكز والمدن لتخصيص مواقع معتمدة لتجميع قش الأرز بعيدًا عن الكتل السكنية والطرق الرئيسية، مع تكثيف الحملات التوعوية للمزارعين بخطورة الحرق وأضراره البيئية، مؤكدًا أن المخالفين سيواجهون عقوبات رادعة.
وأكد المحافظ أن الدولة تسعى من خلال هذه الخطة المتكاملة إلى تحقيق التوازن بين حماية البيئة وزيادة دخل الفلاح، وضمان الاستفادة المثلى من محصول الأرز باعتباره محصولًا استراتيجيًا وحيويًا يغطي احتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أن التوسع في تقنيات الزراعة الحديثة ومنظومة جمع القش يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي وحماية البيئة في آن واحد.
لفت المحافظ الي ان الشرقية شهدت هذا العام توسعًا في تطبيق الأصناف الحديثة من الأرز مثل «عرابي» و«سخا 107» و«سخا 108» الموفرة للمياه وعالية الإنتاجية وقد حددت وزارة الموارد المائية والري مساحة 127 ألفًا و850 فدانًا لزراعة الأرز هذا الموسم.
كما تم تعميم تقنية الزراعة بالسطارة الآلية التي توفر نحو 50% من مياه الري والتقاوي والجهد، وتُسهل عملية الحصاد بالكومباين بما يقلل الفاقد من الحبوب ويرفع العائد الاقتصادي للمزارع، في خطوة تستهدف التوسع في الممارسات الزراعية الذكية لمواجهة تحديات التغير المناخي وشح الموارد المائية.
أوضح الدكتور مجدي الحصري رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة بالشرقية والإسماعيلية، أن الاستعدادات شملت استقبال طلبات فتح مواقع جديدة لتجميع المخلفات الزراعية، والتجهيز لافتتاح 200 موقع بطاقة استيعابية تصل إلى 200 ألف طن قش أرز. كما تم توفير 227 معدة زراعية تشمل (مكابس – جرارات – لمّامات – فرّامات) موزعة على محطات الميكنة الزراعية بمختلف المراكز بإيجار رمزي دعمًا من وزارة البيئة لتشجيع المزارعين على الاستفادة من المخلفات بدلًا من حرقها.
وأضاف أن لجانًا ميدانية قامت بالمرور على 26 موقعًا للتأكد من استيفاء شروط الترخيص، من بينها وجود عقد إيجار محدد المدة، والحصول على موافقة الجهات المعنية، ووضع خطة تشغيلية واضحة لفرم أو كبس القش ونقله للاستخدام النهائي كعلف أو سماد عضوي، مشيرًا إلى أن التراخيص تمنح لمدة عام قابلة للتجديد.
قال الدكتور السيد خضر الخبير الاقتصادي، إن الأرز المصري يُعد واحدًا من المحاصيل الاستراتيجية المهمة التي تحظى باهتمام الدولة نظرًا لارتفاع إنتاجيته وجودته مقارنة بأنواع الأرز الأخرى، موضحًا أن مصر استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تحقق اكتفاءً ذاتيًا من المحصول مع فائض يمكن توجيهه للتصدير.
وأضاف أن الطلب على الأرز المصري في الأسواق العالمية في تزايد مستمر، خاصة لتميزه بمواصفات جودة عالية تجعله منافسًا قويًا للأرز الآسيوي، لافتًا إلى أن هناك دولًا عربية وأفريقية تعتمد على الأرز المصري بشكل أساسي لتغطية جزء كبير من استهلاكها الغذائي.
وأشار خضر إلى أن الدولة المصرية تتبنى خطة للتوسع في الأصناف الحديثة من الأرز مثل «عرابي» و«سخا 107» و«سخا 108»، وهي أصناف عالية الإنتاجية وتوفر كميات كبيرة من المياه، بما يتماشى مع التوجه القومي لترشيد الموارد المائية والتوسع في الزراعات الذكية التي تحقق أعلى عائد اقتصادي للفلاح.
وأوضح أن قش الأرز يمثل ثروة مهدرة يمكن استغلالها بطرق متعددة بدلًا من حرقها، حيث يمكن تحويلها إلى أعلاف للحيوانات أو إنتاج أسمدة عضوية، بالإضافة إلى استخدامها في صناعات الورق والوقود الحيوي، مؤكدًا أن الاستفادة من هذه المخلفات يعزز الاقتصاد الدائري ويحمي البيئة في الوقت ذاته.
وأكد خضر على أن التوجه نحو تدوير المخلفات الزراعية والتوسع في زراعة الأصناف الموفرة للمياه سيضاعف من القيمة المضافة لمحصول الأرز، ويجعل مصر أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، مشددًا على أن الفلاح المصري سيكون المستفيد الأول من هذه السياسات عبر زيادة دخله وتحسين جودة إنتاجه.
أكد المهندس عماد جنجن وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن المحافظة تُعد من أكبر المحافظات المنتجة لمحصول الأرز على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن مديرية الزراعة وضعت خطة متكاملة لمتابعة الحقول منذ بداية موسم الزراعة وحتى الحصاد لضمان تحقيق أعلى إنتاجية للفدان، والتوسع في تطبيق النظم الحديثة التي توفر المياه والتقاوي وتزيد العائد الاقتصادي للفلاح.
وأضاف أن الأصناف الجديدة التي تم اعتمادها مثل «عرابي» و«سخا 107» و«سخا 108» أثبتت نجاحًا كبيرًا في الحقول الإرشادية بالشرقية، حيث تتميز بقدرتها على تحمل الظروف المناخية وتوفيرها لنحو 30% من استهلاك المياه مقارنة بالأصناف التقليدية، فضلًا عن إنتاجيتها المرتفعة التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمواطنين.
وأوضح جنجن أن المديرية لا تكتفي بمتابعة الحقول فقط، بل تنسق مع وزارة البيئة والأجهزة التنفيذية لتطبيق منظومة الاستفادة من قش الأرز ومنع الحرق المكشوف، من خلال توفير المعدات الزراعية بأسعار رمزية، وتشجيع المزارعين على الاستفادة من المخلفات كعلف أو سماد عضوي، مؤكدًا أن هذه الجهود تمثل نموذجًا لتكامل السياسات الزراعية والبيئية بما يخدم الفلاح ويحمي صحة المواطنين.
من قش إلى ذهب أخضر
الإسماعيلية تحوّل المخلفات الزراعية إلى صناعات واعدة
الإسماعيلية – مجدي الجندي:
لم يعد قش الأرز "كابوسًا موسميًا" يثقل سماء الدلتا بالسحب السوداء ويهدد صحة الإنسان والبيئة، بل تحوّل اليوم إلى "كنز اقتصادي" يمكن أن يدر دخلًا إضافيًا ويخلق فرص عمل جديدة. وفي محافظة الإسماعيلية، برزت مبادرة نوعية أطلقتها مديرية الزراعة، لتكون نموذجًا رائدًا في كيفية تحويل المخلفات الزراعية إلى موارد منتجة تخدم الزراعة والصناعة والبيئة معًا.
ففي إطار خطة وزارة الزراعة لمكافحة السحابة السوداء وتحقيق التنمية المستدامة، يقود الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، جهودًا مكثفة لتغيير نظرة المزارعين إلى قش الأرز. يقول شطا: "تحويل قش الأرز إلى مادة خام له مردود اقتصادي كبير، فبدلاً من أن يكون مصدرًا للتلوث البيئي، يمكن استغلاله في صناعات الأعلاف، والورق، والأخشاب، والسماد العضوي، بما يعود بالنفع على الفلاح والمجتمع والاقتصاد الوطني."
ويضيف: "نعمل على نشر الوعي بين المزارعين بخطورة الحرق وأضراره، ونوفر لهم بدائل عملية مثل كبس القش واستخدامه كعلف أو سماد. هذا لا يحمي البيئة فقط، بل يقلل من الاعتماد على الأسمدة الكيماوية ويوفر دخلًا إضافيًا للمزارع."
يؤكد عربي مجاهد، نقيب الفلاحين بالإسماعيلية، أن المبادرة غيّرت ممارسات المزارعين بشكل ملموس: "في الماضي كان حرق القش هو الحل الأسهل، لكن مع التوعية والتجهيزات الجديدة، بدأ الفلاحون يدركون أن قش الأرز مورد اقتصادي مهم. كبسه وتوريده أصبح أكثر فائدة من التخلص منه."
ويتابع: "المبادرة لا تخدم البيئة فقط، بل تفتح أبوابًا للاستثمار وتمنح شباب الخريجين فرصة لتأسيس مشروعات صغيرة في مجال كبس وتدوير القش، وهو ما يخلق فرص عمل جديدة ويحقق تكاملًا بين الزراعة والصناعة."
أما المزارع السيد رضا الله من القنطرة غرب، فيصف التجربة قائلاً: "لم نعد ننظر إلى القش كمخلفات مزعجة. اليوم أصبح مصدر رزق إضافي. نحن نكبس القش ونورده للمصانع، وهذا وفر علينا الجهد والوقت وحقق دخلًا مجديًا."
وتأتي شهادة محمد عبد الوهاب، أحد شباب الخريجين بقرية التقدم شرق القناة، لتؤكد أن المبادرة لم تبق مجرد خطة على الورق: "بدأنا مشروعًا بسيطًا لجمع قش الأرز وكبسه وتوريده للمصانع. ما كان يُحرق بالأمس أصبح مصدر دخل كريم. اليوم نحن نبيع القش لمصانع الأعلاف والورق والخشب، والمكسب يعود علينا وعلى البيئة معًا."
ويضيف: "المشروع لم يوفر فرص عمل فقط، بل نشر وعيًا بيئيًا جديدًا. أصبح المزارعون يعرفون أن حرق القش خسارة مزدوجة: خسارة للبيئة وخسارة للمال."
وتبرز من المبادرة العديد من الاستخدامات الاقتصادية لقش الأرز صناعة الأعلاف الحيوانية بعد معالجته يصبح مصدرًا غنيًا بالألياف وإنتاج الورق والكرتون: بتحويله إلى عجينة ورقية والأخشاب المضغوطة (MDF) كمادة خام للأثاث والديكور والكمبوست والأسمدة العضوية لتحسين التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.
تؤكد هذه المبادرة أن مفهوم التنمية المستدامة لا يقتصر على المشروعات القومية الضخمة فقط، بل يمكن أن يبدأ من "حلول بسيطة" في الحقل. تحويل قش الأرز إلى ثروة حقيقية يختصر المعادلة: حماية للبيئة + دخل إضافي للفلاح + صناعات محلية جديدة + فرص عمل للشباب.
وبذلك تتحول الإسماعيلية إلى نموذج يُحتذى به في كيفية جعل "المخلفات الزراعية" قاطرة لتنمية خضراء واقتصاد واعد.
بورسعيد تحصد ذهبها الأبيض القش.. يتحول من عبء بيئي إلى ثروة
بورسعيد – طارق حسن:
نجحت محافظة بورسعيد في تحقيق طفرة زراعية واقتصادية هذا العام، بعدما وصلت المساحات المزروعة بمحصول الأرز إلى 34 ألف فدان بإنتاجية قياسية، جعلت من "الذهب الأبيض" أحد أعمدة الأمن الغذائي في المحافظة، بل ومصدرًا لتغيير معادلة التعامل مع المخلفات الزراعية.
ففي الوقت الذي كانت فيه السحابة السوداء تكسو سماء مصر بسبب حرق قش الأرز، تحولت بورسعيد إلى نموذج رائد في الاستفادة من هذه المخلفات، حيث تراجعت معدلات الحرق إلى أقل من 1% فقط، بفضل جهود متكاملة بين وزارات الزراعة والري والتنمية المحلية، والدعم المباشر من اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد.
المهندس كامل تويج، مدير عام الزراعة بالمحافظة، أوضح أن بورسعيد تُعد من بين 9 محافظات فقط مسموح لها بزراعة الأرز، مؤكدًا أن زراعته هنا ليست مجرد نشاط زراعي، بل أداة لإعادة الحياة للتربة المالحة.
يقول تويج: "الأرز يعد من المحاصيل الاستصلاحية التي تناسب طبيعة أراضي بورسعيد ذات الملوحة المرتفعة، حيث يعمل على تحسين خصوبة التربة، وتجهيزها للمحاصيل الشتوية، إلى جانب كونه محصولًا استراتيجيًا يرتبط بالثقافة الغذائية لأهالي القناة والدلتا وسواحل المتوسط..
وأضاف أن الإنتاجية هذا الموسم تجاوزت التوقعات، حيث بلغ المتوسط 3.5 طن للفدان، بينما وصلت بعض المناطق إلى 5 أطنان، مقارنة بمتوسط لم يتعدَّ 2.25 طن في مواسم سابقة.
يوضح تويج انه لم يعد الأرز مجرد محصول يتم حصاده وتخزينه، بل أصبح صناعة متكاملة لافتا الي أن المساحة المزروعة تنتج سنويًا أكثر من 5 ملايين بالة قش، بمعدل 150 بالة للفدان، مشيرًا إلى أن هذه الكميات يتم استغلالها بطرق متنوعة: بيع مباشر بأسعار تصل إلى 15 جنيهًا للبالة، أو تدويرها كأعلاف بعد معالجتها بالمولاس وفول الصويا والذرة، فضلًا عن استخدامها في تدفئة مزارع الإنتاج الحيواني.
ويضيف: "بورسعيد كانت تعاني سابقًا من غياب مضارب الأرز، لكن اليوم تضم 5 مضارب بينها مضرب كبير بالمنطقة الصناعية، حيث يُعاد تصنيع الأرز وتعبئته وتسويقه محليًا، مما يحقق قيمة مضافة للمزارعين ويعزز الاكتفاء الذاتي."
ويؤكد مدير الزراعة أن نجاح المنظومة لم يكن زراعيًا فقط، بل بيئيًا أيضًا. فقد أسهمت الحملات الإرشادية والجهود البحثية، إلى جانب التشديد في تطبيق الإجراءات القانونية ضد المخالفين، في تقليص ظاهرة حرق قش الأرز إلى أقل من 1% فقط.
ويتابع: "غيّرنا ثقافة المزارعين من اعتبار الحرق الحل الأسرع، إلى النظر لقش الأرز باعتباره ثروة اقتصادية وبيئية في الوقت نفسه."
وأكد تويج تصريحاته مؤكدًا أن محصول الأرز يمثل أكثر من مجرد غذاء أساسي، فهو يحمل ثلاث فوائد استراتيجية تحسين خصوبة الأراضي ومعالجة الملوحة وتحقيق التوازن المائي بين سطح الأرض والمياه الجوفية وتوفير محصول غذائي رئيسي يدعم الأمن الغذائي ويرتبط بثقافة المجتمع المحلي.
وبذلك تصبح بورسعيد مثالًا حيًا على كيفية الجمع بين التنمية الزراعية وحماية البيئة، وتحويل ما كان يومًا مشكلة إلى فرصة للنمو والإنتاج.
كفر الشيخ تحقق 30% من إنتاج مصر.. موسم الخير يبدأ واستثمارات جديدة في تدوير القش
كفر الشيخ – عبدالقادر الشوادفي وصلاح طوالة:
انطلق موسم حصاد الأرز بمحافظة كفر الشيخ، التي تعد بحق "عاصمة الذهب الأبيض" في مصر، بعدما انفردت بزراعة ما يقرب من 30% من إجمالي إنتاج الأرز على مستوى الجمهورية. وعلى مساحات شاسعة بلغت 189 ألفًا و800 فدان، بدأت الحقول تكتسي بسنابل الخير التي تمثل الغذاء الرئيسي للمصريين، والركيزة الأساسية للأمن الغذائي القومي.
وتُعد كفر الشيخ واحدة من أهم المحافظات الزراعية في مصر والشرق الأوسط، حيث تضم أكبر مركز للبحوث الزراعية المتخصصة في استنباط الأصناف الجديدة من المحاصيل الاستراتيجية، وفي مقدمتها الأرز والقمح والقطن. هذا الدور البحثي والعلمي جعلها رائدة في زراعة أجود الأصناف عالية الإنتاجية، والتي تتحمل التغيرات المناخية وتوفر المياه.
يشهد موسم حصاد هذا العام إنتاجية مرتفعة، بفضل التوسع في زراعة الأصناف الجديدة الموفرة للمياه، واستخدام طرق حديثة مثل "السطارة" التي تقلل الاستهلاك المائي وتزيد الإنتاج. ومع الحصاد، يتجدد الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير منتج استراتيجي يلبّي احتياجات السوق المحلي ويعزز الأمن الغذائي المصري.
لم يعد قش الأرز أزمة بيئية كما كان في الماضي، حيث كان حرقه يتسبب في "السحابة السوداء"، بل أصبح اليوم ثروة اقتصادية يتم الاستفادة منها بطرق مبتكرة.
تعمل محافظة كفر الشيخ بالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات المعنية على تدوير قش الأرز وتحويله إلى منتجات متعددة مثل الأعلاف الحيوانية بعد معالجته وخلطه بالمولاس وفول الصويا والكمبوست والأسمدة العضوية لتحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج والورق والكرتون والأخشاب المضغوطة (MDF) التي تدخل في صناعات مختلفة.
هذه المشروعات لم تساهم فقط في حماية البيئة من التلوث، بل وفرت أيضًا فرص عمل جديدة للشباب، وفتحت آفاقًا للاستثمار في الصناعات القائمة على تدوير المخلفات الزراعية.
يمثل حصاد الأرز في كفر الشيخ مشهدًا متكاملًا يجمع بين الزراعة النظيفة والاقتصاد الواعد. فالمزارع يحصد محصولًا استراتيجيًا، والدولة تحقق عائدًا اقتصاديًا وبيئيًا، والمجتمع يستفيد من صناعة جديدة تقوم على إعادة التدوير بدلًا من الهدر.
قال اللواء د. أحمد عبد المعطي محافظ كفر الشيخ اليوم نحتفل ببدء موسم حصاد الأرز بمحافظة كفر الشيخ، التي تفخر بأنها تزرع نحو 30% من إنتاج الأرز على مستوى الجمهورية، لتؤكد مكانتها كأكبر سلة غذاء لمصر في محصول الأرز، وبأعلى جودة وإنتاجية لافتا الي أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بمحصول الأرز باعتباره محصولًا استراتيجيًا، ليس فقط كغذاء رئيسي للمصريين، بل كركيزة أساسية للأمن الغذائي، ونحن في كفر الشيخ نعمل وفق خطة متكاملة لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة
أكد المحافظ أن قش الأرز لم يعد مشكلة بيئية كما كان في الماضي، بل أصبح موردًا اقتصاديًا مهمًا، حيث يتم كبسه وتدويره لاستخدامه في صناعة الأعلاف والأسمدة العضوية والورق والخشب المضغوط، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة للاستثمار ويوفر فرص عمل للشباب ونعمل على تطبيق الضوابط بكل حزم، حيث نمنع حرق قش الأرز بشكل قاطع، ونتابع مع المزارعين آليات التدوير والتوريد للمصانع، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة والبيئة والجهات التنفيذية، حفاظًا على البيئة وصحة المواطنين وكفر الشيخ اليوم تقدم نموذجًا متكاملًا للزراعة النظيفة والتنمية المستدامة، حيث يجني المزارع محصولًا استراتيجيًا، وتستفيد الدولة من صناعات جديدة قائمة على تدوير القش، ونحقق جميعًا معادلة الأمن الغذائي مع حماية البيئة.
قال المهندس فخري منصور وكيل وزارة الزراعة.. هذا الموسم شهد تطبيق أصناف جديدة من الأرز عالية الإنتاجية وقليلة استهلاك المياه، وهي أصناف تتحمل الملوحة والجفاف، ما جعل موسم 2025 من أنجح مواسم الأرز في السنوات الأخيرة ونعمل على إرشاد المزارعين لاستخدام طرق الزراعة الموفرة للمياه، مثل طريقة (السطارة) التي تقلل استهلاك المياه وتزيد من كفاءة الزراعة، وهو ما يحقق أكبر عائد اقتصادي للفلاح والدولة وتمكنا هذا العام من تنظيم عمليات الحصاد بشكل مبكر ومتابعة دقيقة، مما قلل الفاقد ورفع كفاءة الإنتاج، ونفذنا برامج تدريبية للمزارعين حول كيفية التعامل مع القش والاستفادة منه بدلًا من التخلص منه بالحرق."
أشار وكيل وزارة الزراعة الي أن قش الأرز أصبح صناعة قائمة بذاتها في كفر الشيخ، حيث يتم كبسه وتوريده لمصانع الأعلاف والسماد والورق، وهذا ساعد بشكل كبير في تقليص معدلات الحرق وحماية البيئة من التلوث، حتى أصبحت المحافظة نموذجًا يحتذى به ووزارة الزراعة تقدم كامل الدعم للمزارعين، من خلال توفير التقاوي المعتمدة، والإرشاد المستمر، والرقابة على الأسواق، ونحن مستمرون في تقديم كل ما يلزم لتعظيم الاستفادة من محصول الأرز وقشه، دعمًا للأمن الغذائي والتنمية المستدامة."
وبذلك تثبت كفر الشيخ أنها ليست فقط سلة غذاء مصر في محصول الأرز، بل أيضًا نموذج رائد في الزراعة المستدامة التي تحمي البيئة وتحقق قيمة مضافة من كل حبة رز وكل بالة قش.
0 تعليق