"كُن مثل كيم لا خامنئي"... قراءة دقيقة؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"كُن مثل كيم لا خامنئي"... قراءة دقيقة؟ - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 05:43 صباحاً

هرم مصر - "لا تنتظر للحصول على القنبلة (النووية)، اِفترض أن القوى الكبرى ستهاجم... بكلمات أخرى، كن مثل كيم لا خامنئي".

 

بهذه العبارة، لخّص فيپين نارانغ وپراناي ڨادي من "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" نظرتهما إلى ما يمكن الدول الطامحة نووياً أن تستنتجه من استراتيجيتي كوريا الشمالية وإيران.

 

كتب نارانغ وڨادي في "فورين أفيرز" أنه بالنسبة إلى من يسعون لامتلاك القنبلة، تمنح حرب حزيران/يونيو الماضي المشروعية لاستراتيجية بيونغ يانغ النووية، لا لاستراتيجية "العتبة النووية" التي اعتمدتها إيران.

 

لكن ثمة ما يضعف هذه الفرضية.

 

مقارنة

على افتراض أن كوريا الشمالية حققت أمن نظامها عبر أسلحتها النووية، يبقى أنها لم تحقق أمنها الاقتصادي. يدرك الإيرانيون أن تحقيقهم المفترض للاختراق النووي، تكنولوجياً وتسليحياً، أمكن إلى حد بعيد أن يحول بلادهم إلى كوريا شمالية أخرى في غرب آسيا. لم يكن ذلك طموحهم بالضبط. بمعنى آخر، عرف الإيرانيون كيف أن لاجتياز العتبة النووية القدرة على حرمانهم من أي مكاسب مالية وجرهم إلى عزلة خانقة.

 

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ ب)

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ ب)

 

ولا تغيب نقطة أخرى مهمة. كانت كوريا الشمالية تسعى بشكل أولي إلى حماية نظامها. ليس معنى ذلك أن إيران لا تشعر بخشية مماثلة، لكن النظام في طهران أكثر ثباتاً بشكل نسبي. حتى في ذروة ضغوط إدارتي دونالد ترامب الأولى والثانية، لم يهدف الرئيس الأميركي إلى إسقاط الحكم الإيراني، بل إلى إبرام صفقة نووية جديدة أشبه باتفاق الرئيس باراك أوباما. كانت خيارات إيران في الانفتاح والاستفادة من الغرب أكثر مما أتيح أمام كوريا الشمالية.

 

كذلك، تختلف طبيعتا النظام بين كوريا الشمالية وإيران. النظام الإيراني ثوري ويهدف إلى تصدير ثورته إلى الدول المجاورة. ليس النظام الكوري الشمالي مماثلاً إلى حد كبير، وحتى لو أراد ذلك، هو عاجز عن تصدير نموذجه إلى وكلاء له في الجوار. بالتالي، عجزت كوريا الشمالية عن "السيطرة على أربع عواصم"، كما تباهى المسؤولون الإيرانيون عن "نجاحهم" الإقليمي. وكانت هذه السيطرة جزءاً من استراتيجية حصار إسرائيل بواسطة "حزام نار" مكوّن من ميليشيات موالية جاهزة لإطلاق آلاف الصواريخ يومياً على الإسرائيليين.

 

خلطة قاتلة

مع إضافة عنصر التهديد النووي إلى "حزام النار" وسردية القضاء على إسرائيل والسلوكيات الدولية المزعزعة للاستقرار، انفجرت بين يدي إيران خلطة قاتلة. امتلكت إسرائيل مجموعة من المبررات للرد بحرب شاملة على إيران، بالتوازي مع نيلها دعماً غريباً واسعاً. حين تحدث المستشار الألماني فريدريتش ميرتس عن أن إسرائيل "تقوم بالعمل القذر بالنيابة عنا"، لم يكن يعبّر عن غضب أوروبي من الملف النووي وحسب. كان غاضباً أيضاً من سياسة إيرانية لطالما قضت باحتجاز مواطنين أوروبيين مزدوجي الجنسية وبمحاولات تفجير أو تفجيرات فعلية على الأراضي الأوروبية، وغيرها من خطوات تقويض أمن القارة.

 

إذا كانت إيران قد ارتكبت فعلاً "خطأ" بالتخلي عن تطوير برنامج "أمد" العسكري والاكتفاء بالوقوف على العتبة النووية، فهي ارتكبت أخطاء أخرى أكثر تكلفة بكثير: لم تحسن استثمار شهية ترامب على اتفاق جديد، وأفرطت في ابتزاز الأوروبيين، ولم تتراجع عن حافة الحرب حين وصلت إلى ذروة قوتها الإقليمية في نيسان/أبريل 2024، بالتوازي مع بدء تكشف حجم الاختراقات الأمنية في محورها.

 

باختصار، القنبلة النووية ضمانة قوية. لكنها بالتأكيد ليست أقوى من الاستراتيجيات الحذرة على المدى البعيد. لقد انتزعت إيران الهزيمة من فكي النصر، بسبب حساباتها الخاطئة في الاستراتيجيا غير النووية إلى حد كبير. الاكتفاء بإلقاء اللوم على عدم التسلح النووي يحجب تلك الأخطاء.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق