هرم مصر - في حرارة الصيف الحارقة، يصبح المكيف صديق السائق المخلص، لكنه في الوقت نفسه مسؤول خفي عن استهلاك البنزين، رحلة الراحة داخل السيارة ليست مجانية دائمًا، فكل نسمة هواء باردة لها ثمن يُحسب بالوقود.

تشغيل نظام التكييف يتطلب عمل ضاغط الهواء

تعد مسألة تأثير تكييف السيارة على استهلاك البنزين من الأسئلة التي تشغل بال كثير من السائقين، خاصة في المناطق الحارة، فمكيف الهواء يضمن رحلة مريحة ويقلل من إجهاد السائق والركاب، لكنه في الوقت ذاته يُجهد المحرك، وتشغيل نظام التكييف يتطلب عمل ضاغط الهواء، ما يزيد من استهلاك الوقود، وتتفاوت هذه الزيادة حسب نوع السيارة، عمرها، وطبيعة القيادة.

استخدام المكيف وكفاءة استهلاك الوقود

مع ارتفاع أسعار الوقود عالميًا، أصبح معرفة تأثير التكييف على البنزين ضرورة عملية، لذلك، تولي شركات السيارات والباحثون اهتمامًا كبيرًا بدراسة العلاقة بين استخدام المكيف وكفاءة استهلاك الوقود، بهدف تحقيق التوازن بين الراحة الاقتصادية والبيئية.

ارتفاع استهلاك الوقود أكثر من 20%

تشير الدراسات إلى أن تشغيل المكيف قد يزيد استهلاك البنزين بنسبة تتراوح بين 5% و25%، حسب نوع السيارة وظروف القيادة، وفي الأيام شديدة الحرارة، يزداد الحمل على النظام، ما قد يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الوقود أكثر من 20%.

فتح النوافذ لتهوية السيارة قبل تشغيل المكيف لتقليل الضغط على المحرك

لتقليل التأثير السلبي للمكيف على البنزين، يُنصح باتباع بعض الإجراءات العملية، فتح النوافذ لتهوية السيارة قبل تشغيل المكيف لتقليل الضغط على المحرك، واستخدام وضع التدوير الداخلي إذا كان الهواء الخارجي نظيفًا، وضبط درجة الحرارة على مستوى متوسط مع زيادة سرعة المروحة. 

كذلك، تساهم الصيانة الدورية للفلاتر وضبط مستوى الفريون في تحسين كفاءة المكيف، كما يُفضل تجنب الإيقاف التلقائي أثناء التوقف لتفادي تشغيل وإيقاف متكرر يزيد استهلاك الوقود.

“المكيف والوقود.. صديق الصيف الذي يثقل محفظتك”

بينما يوفر مكيف السيارة راحة لا تُضاهى في الأجواء الحارة، فإنه في الوقت نفسه يفرض عبئًا ماليًا وبيئيًا على السائق.

زيادة استهلاك البنزين قد تبدو بسيطة في البداية، لكنها تتراكم مع الاستخدام اليومي، خصوصًا في الرحلات الطويلة أو في المناطق ذات الحرارة المرتفعة، وفهم كيفية إدارة تشغيل المكيف واستخدامه بذكاء يصبح عاملًا أساسيًا للحفاظ على الوقود وتقليل الانبعاثات. 

من خلال التهوية المبدئية، وضع التدوير الداخلي، الضبط المعتدل للحرارة، وسلاسة الصيانة الدورية، يمكن للسائق أن يستمتع بالراحة دون دفع ثمن باهظ من البنزين، والراحة ليست مجرد رفاهية، بل فن موازن بين القيادة الاقتصادية والحفاظ على بيئة أكثر نظافة واستدامة.