هرم مصر - وسط تقلبات أسواق الطاقة العالمية، تبدو أسعار النفط كراقصة على حافة المسرح، تتحرك صعودًا وهبوطًا بحسب أنفاس السياسة والإنتاج، واليوم، أعادت الأسعار بعض حيويتها، لتذكر المستثمرين بأن السوق لا يعرف الثبات، وأن كل قرار من «أوبك بلس» يترك أثره المباشر على الأسعار.

الأسواق تتأرجح بين الخسارة والتعويض

ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين لتعويض جزء من الخسائر التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، حيث تجاوز سعر خام «برنت» 66 دولارًا، بينما سجل خام «غرب تكساس الوسيط» مستوى 63 دولارًا. 

«برنت» يقفز فوق 66 دولارًا رغم زيادة إنتاج «أوبك بلس»

جاء هذا الارتفاع رغم إعلان تحالف «أوبك بلس» زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أكتوبر، في خطوة تعكس حذر التكتل في مواجهة توقعات تخمة العرض العالمي، وفقًا لوكالة «بلومبرغ».

ويُظهر القرار الصادر بعد اجتماع قصير امتد 11 دقيقة، تحولًا في استراتيجية التحالف نحو استعادة حصص السوق على حساب دعم الأسعار، مقارنة بالزيادات الأكبر التي تم تنفيذها خلال الشهرين الماضيين.

ومع صعود الأسعار اليوم، يظل خطر الفائض قائمًا، إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية تسجيل فائض قياسي في المعروض العالمي خلال 2026، بينما حذر «غولدمان ساكس» من أن هذا التخمة قد تدفع بأسعار «برنت» للانخفاض نحو مستوى 50 دولارًا.

وأكد تحالف «أوبك بلس» أن رفع الكميات المتبقية من التخفيضات، البالغة 1.66 مليون برميل، سيعتمد على ظروف السوق المتغيرة، مع إمكانية تعديل الزيادات المستقبلية إذا اقتضت الحاجة.

مستوى 65 دولارًا يمثل دعما فنيا مهمًا لـ«برنت»

وأشار خبراء إلى أن الأسواق استوعبت القرار بسرعة، و غياب ضغوط البيع عند الافتتاح يعكس توقعات مسبقة بالقرار، ومستوى 65 دولارًا يمثل دعما فنيا مهمًا لـ«برنت».

كما لفتت بعض التحليلات إلى أن زيادة الحصص لا تعني بالضرورة تصدير المزيد، إذ تواجه بعض الدول مثل كازاخستان ضغوطًا لتصحيح تجاوزات إنتاج سابقة، بينما تفتقر دول أخرى للطاقة الفائضة.

وفي السياق نفسه، يترقب المستثمرون نتائج زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن نوفمبر المقبل، للقاء الرئيس الأميركي، في ظل سعي الإدارة الأميركية للحد من التضخم وخفض أسعار الوقود.