هرم مصر - يريفان - "النهار"

تتقدم أرمينيا بخطى ثابتة لتأخذ مكانها على خريطة السياحة العالمية  بفضل تاريخها العريق، وطبيعتها الجبلية الخلابة، وتراثها الثقافي الغني. وتسعى السلطات في يريفان إلى البناء على هذا الزخم من خلال سلسلة تشريعات وحملات تسويقية تستهدف أسواقاً جديدة، وخصوصاً الدول العربية والخليجية، مستفيدة من الجوار الجغرافي.
 رئيسة لجنة السياحة في أرمينيا لوسين جيفورجيان تحدثت لـ"النهار" عن نقاط قوة بلادها في المجال السياحي واستراتيجية حكومتها لتنشيط القطاع، إضافة إلى الآمال المعلقة على اتفاق السلام.

+ ما هي خطط الحكومة لتنشيط السياحة في بلد معروف بتاريخ عريق؟
 لدينا مشاريع كثيرة لدعم السياحة في أرمينيا وتطويرها. أولاً، على صعيد التشريعات للفترة 2026-2030، نعتقد أن استراتيجيتنا الجديدة والقانون الجديد سيساعداننا كثيراً لأنه في القرن الحادي والعشرين، يتعين علينا إيجاد استراتيجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والأدوات الأخرى.

للسياحة في أرمينيا ثلاثة أركان، هي الإرث الثقافي مع أكثر من 25 ألف موقع أثري، والمطبخ الأرميني والمغامرة. 
وقد حصلنا في معرض برلين للسياحة هذه السنة على جائزة أفضل مقصد للمغامرة لعام 2025. وهذا يعني أن السياح يأتون إلى أرمينيا ليس فقط  للتراث والثقافة والمطبخ اللذيذ، بل أيضاً للمغامرات. 
 كذلك، نعمل على تطوير السياحة العلاجية، لأن لدينا أفضل الأطباء والخدمات الطبية.
وتستأثر السياحة البيئية المستدامة بحيز مهم أيضاً في استراتيجيتنا. فأرمينيا بلد صغير ولدينا طبيعة فريدة وجميلة، ونتوقع من السياح أن يساعدونا في الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. 

+ ما هو حجم مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني للبلاد؟
تعتبر السياحة في صلب اهتمام الحكومة.  والعام الماضي زار أرمينيا نحو 2،3 مليون شخص، وهو رقم قياسي، وهذا يدل إلى نجاح استراتيجيتنا في ميدان التسويق والتشريع وغيرهما.

+ من أي دول يتحدّر السياح الآتون إلى أرمينيا؟
يحتل مواطنو الدول المجاورة المراكز الثلاثة الأولى، إذ يمثل الروس 38% من السياح، وخصوصاً أن أرمينيا صارت بلد عبور للروس، يليهم الجورجيون والإيرانيون.
كذلك، هناك سياح أوروبيون، وخصوصاً من ألمانيا وفرنسا ودول عربية مثل الإمارات وقطر. 

وبالنسبة إلينا تعتبر السوق العربية مهمة جداً، لأن المسافة بيننا لا تتعدى ساعتين إلى ثلاث ساعات، ولدينا أكثر من 15 رحلة من دول عربية في الأسبوع. ولتطوير العلاقات مع هذه الأسواق، أقررنا تحرير التأشيرات مع الدول العربية، وبات بإمكان أشخاص يحملون إقامات في دول عربية الحصول على تأشيرة دخول إلى أرمينيا على المطار. هذا طبعاً إضافة إلى مواطني هذه الدول، فضلاً عن حاملي تأشيرات شنغن والتأشيرة الأميركية. ورصدنا زيادة في عدد السياح العرب في السنتين الأخيرتين.

  + كيف تطوّرون العلاقات مع الدول العربية في القطاع السياحي؟
 نعمل مع صحافيين ومؤثرين من دول عربية لتعريف العرب على بلادنا. كذلك، ندعو مسؤولين عرباً من غرف التجارة وهيئات السياحة.
 تقليدياً،  ليست أرمينيا مقصداً للسياح الأجانب، ولكن دول الخليج باتت سوقاً جديدة نحاول تطويرها.

  + كيف تتوقعون أن يؤثر اتفاق السلام بين يريفان وباكو على السياحة، وخصوصاً أن هذا القطاع يميل إلى الاستقرار؟

 هذه المسألة مهمة جداً بالنسبة لنا، لأنه بعد توقيع الاتفاق، نأمل  أن يحل السلام في المنطقة وأن يحدث فرقاً اقتصادياً.
بعد فتح الحدود مع تركيا، أعتقد أن الناس سيشعرون بارتياح. كذلك، نأمل أن يعود أبناء شعبنا الذين يعيشون في الشتات لأن بعضهم غادر خوفاً على أطفاله من الحرب.

+ هل ثمة مساع لإدراج مواقع أثرية إضافية في لائحة التراث العالمي لليونسكو؟
نحن نعمل على ذلك بالتعاون مع وزارة العلوم والتعليم. وحالياً ثمة ثلاث كنائس وأديرة مدرجة على اللائحة. إضافة إلى أن خبز لافاش وارد على لائحة التراث الثقافي غير المادي، فضلاً عن الدودوك، وفن التخطيط الأرميني وأشكاله التعبيرية الثقافية المرتبطة به. أرمينيا تتمتع بتاريخ عريق وهي أول دولة مسيحية، وهو أمر مهم للسياحة الدينية.