انفتاح الجزائر على أفريقيا يحتاج إلى رافعات ثقافية وإعلامية - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انفتاح الجزائر على أفريقيا يحتاج إلى رافعات ثقافية وإعلامية - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 04:23 صباحاً

هرم مصر - تشهد الجزائر في هذه الأيام تنسيق عدة نشاطات اقتصادية وصناعية وديبلوماسية مع عدد من الدول الأفريقية. ويمثل هذا التوجه الرئاسي والحكومي نحو أفريقيا بداية يمكن أن تؤدي إلى خلق ديناميكية وحيوية في العلاقات بين دول العمق الأفريقي وبين الجزائر ؛ ففي هذا الأسبوع افتتح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون معرض التجارة البينية الأفريقية بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال الذي ستدوم أشغاله، والتي سيشهدها قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، إلى غاية العاشر من الشهر الجاري. كما استقبل الرئيس تبون عدداً من رؤساء أفريقيا مثل رؤساء موزمبيق ونيجيريا وتشاد وتونس وموريتانيا، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، الذين يزورون الجزائر للمشاركة في هذا المعرض الخاص بالتجارة البينية الإفريقية.

ولقد أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية خلال الأسبوع الماضي عن فتح خط تجاري مع دولة تشاد، وينتظر أن يؤدي هذا إلى انطلاق قريباً في التجارة البينية بين البلدين وأن يساهم في تسهيل انتقال رؤوس الأموال الموجهة للاستثمار والتنمية بينها أيضاً. في هذا السياق ينظر الرأي العام الجزائري بكثير من الارتياح إلى تخصيص السلطات الجزائرية يوماً للجاليات الأفريقية بالمركز الدولي للمؤتمرات بهدف دراسة السبل الكفيلة بالنهوض بالعلاقات الاقتصادية والثقافية للمغتربين الأفارقة حول العالم.

إلى جانب ما تقدم فقد حثّ وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان، يوم الخميس الماضي، على إعطاء الأهمية للاتصال المؤسساتي أفريقياً، كما ناشد أيضاً القوى الفاعلة في قطاع الاتصال إلى "تعزيز علاقاتهم مع الصحافيين وهيئات التحرير بتزويدهم بمعلومات دقيقة وبيانات إعلامية جذابة وتنظيم لقاءات مباشرة".

فالمسألة التي يبدو أنها غير واضحة حتى الآن رغم كل هذه التصريحات هي كيف تضمن الجزائر تجسيد التكامل الثقافي والإعلامي مع بلدان أفريقيا لأن مجرد الدعوة إلى أهمية الاتصال المؤسساتي الذي أكد عليه وزير الاتصال (الإعلام) الجزائري، وكذا إلى مجرد الدعم السياسي المناسباتي للعلاقات الثقافية بين أوساط الجاليات الأفريقية المقيمة في الدول الأجنبية كما شدد عليه المسؤولون الجزائريون، لا يكفي لأن قطاع الثقافة، رغم مركزيته في التواصل النفسي والفني والحضاري بين شعوب أفريقيا، لم يشهد أي تجسيد عملي سواء في صورة تكامل مؤسساتي أو إنشاء مناطق اتصال تسمح بالتبادل الثقافي المستمر .

لا توجد، مثلاً، علاقات جادة بين الروابط الثقافية ودور النشر واتحادات الكتاب والأدباء والفنانين بين منطقة شمال أفريقيا، والجزائر جزء عضوي فيها، وبين بلدان العمق الأفريقي، ولا توجد أيضاً مؤسسات تتكفل بطباعة وتوزيع أمهات الكتب الفكرية والعلمية والفنية الأفريقية في كافة البلدان الأفريقية وذلك في إطار الاتحاد الأفريقي أو في إطار العلاقات الثنائية البينية بين الجزائر والدول الأفريقية. ومن جراء غياب مثل هذه المؤسسات وهذا الانقطاع الثقافي القديم - الجديد بين دول أفريقيا وبين الجزائر، أصبحت الأجيال الجديدة في كلا الفضاءين تجهل مضامين الإنتاج الثقافي والروحي والحضاري الأفريقي.

فالمطلوب إذن هو القيام ببعض الخطوات الملموسة مثل تأسيس دار نشر أفريقية كبرى مشتركة ومدعمة بموازنة مالية كافية تسند إدارتها إلى المتخصصين في الديبلوماسية الثقافية الحضارية والعارفين بتنوع الثقافات الأفريقية، لكي تنجح عمليات توزيع وترجمة الكنوز الثقافية الأفريقية ووضعها بين أيدي أبناء أفريقيا.

 

وفي الواقع يشكل انعدام التكامل الإعلامي بين الجزائر والدول الأفريقية عقبة ما فتئت تكرس شبح العزلة العازلة في الفضاء الأفريقي.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق