هرم مصر - سارة ملاعب

وكم من دولة ادعت الديمقراطية، ولوّنت خطاباتها بأحكام ووعود، وناشدت بشعارات الحرية، وعن العدالة تحدثت، وأشادت بالحق والمساواة...
وكم من دولة تدافع عن حقوق الإنسان، وعن الكرامة تتحدث؟
لكن النتيجة، تبقى الكلمات حبراً على ورق، والوعود عبارات تُنسى على المنابر، والأهداف أحلام تبقى مؤجلة، والحرية وهم نُسج بعبارات كاذبة، والعدالة صرخة مخنوقة في قلوب المظلومين، وحقوق الإنسان تسلب بلا رحمة... والمساواة حلم يطارده كل ضعيفٍ، كأنها امتياز يُعطى للأقوياء فقط...

فإلى متى سنشاهد أفعالهم، ونصدق أكاذيبهم ونلحق شعاراتهم؟ إلى متى سنسكت عن الظلم ونتنازل عن حقوقنا وننسى أحلامنا ونبعد عن أولادنا المهاجرين؟
متى سنفهم أن الديمقراطية في أيديهم مسرحية متقنة الإخراج، نصفق فيها من دون أن ندرك أن النص مكتوب مسبقاً، وأن البطولة دائماً للحاكم؟ 
فهناك من يبيع الوهم باسم الحقوق، ويُجمّل الاستبداد بطلاءٍ رقيق، حتى يبدو القيد زينةً، والخذلان إنجازاً.
وأخيراً، الديمقراطية الحقيقية لا تُعلن، بل تُعاش. أما ما نراه اليوم، فمجرد مسرحيات تُعرض على شعوب عطشى للعدل، فيصدقون الممثلين، وهم لا يعلمون أن النص مكتوب منذ البداية.